مسير بحري يتحدّى التطبيع.. والاحتلال يواجهه بالرصاص
في تحدٍّ جديد للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة المفروض منذ ما يتجاوز 12 سنة، وللتطبيع الذي بدأ ينتقل للإطار العلني ما بين بعض أنظمة الخليج والكيان الصهيوني، وتحت شعار “بحراكنا نواجه عار التطبيع”، انطلقت فعالية “المسير البحري السادس عشر لكسر الحصار”، لكن لدى وصول السفن المشاركة في المسير لدى الحدود الشمالية أطلقت زوارق الاحتلال النار تجاهها، كما أطلق الاحتلال قنابل الغاز بكثافة صوب المتظاهرين بمنطقة الحدود البحرية الفاصلة “هربيا- زيكيم”.
فقد أصيب مصور صحفي برصاص الاحتلال في المسير البحري شمال القطاع، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابة 25 مواطناً بجراحٍ مختلفة برصاص قوات الاحتلال في المنطقة نفسها.
وكانت هيئة الحراك البحري قد دعت، أول أمس، الفلسطينيين إلى المشاركة الواسعة في الحراك البحري تحت عنوان “بحراكنا نواجه عار التطبيع”.
وأطلقت هيئة الحراك الوطني قبل نحو ثلاثة أشهر عدة مسيرات بحرية نحو العالم الخارجي والحدود الشمالية لقطاع غزة في محاولة لكسر الحصار البحري عن قطاع غزة، حيث يقمع الاحتلال هذه المسيرات، ويعمل على إفشالها واعتقال من عليها، فيما تهرع مشيخات الخليج للتطبيع مع العدو واستجرار رضاه.
وأكد عضو الهيئة التنسيقية لمسيرات العودة وكسر الحصار إياد عوض الله استمرارية مسيرات العودة حتى تحقيق أهدافها وثوابتها.
يأتي ذلك فيما هدمت جرافات الاحتلال منشآت تجارية في بلدتي جبل المكبر وسلوان بالقدس المحتلة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، كما أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال قرية عوريف جنوب نابلس بالضفة الغربية.
وقال عضو مجلس القرية عادل عامر: “إن مستوطنين هاجموا، فجر أمس، عدداً من منازل القرية، وعقب تصدي الأهالي لهم اقتحمتها قوات الاحتلال ،وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز السام باتجاه الأهالي، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق”، مضيفاً: “إن قوات الاحتلال تتمركز قرب مدرسة عوريف الثانوية، وتمنع الطلبة من الاقتراب منها”.
كما شنّت قوات الاحتلال حملة مداهمات طالت منازل الفلسطينيين في قرية عورتا ومخيم بلاطة في نابلس ورام الله ومخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، واعتقلت 22 فلسطينياً. كما أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بعد تصديهم لقوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغاز السامة خلال اقتحامها مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم ومخيم بلاطة بالضفة الغربية. كما اقتحمت قوات الاحتلال برفقة عدد من الجرافات بلدة سلوان في القدس المحتلة، وقامت بتجريف أراضٍ فلسطينية في حي العباسية جنوب المسجد الأقصى المبارك، كما صادرت عدداً من مركبات الفلسطينيين بذريعة عدم الترخيص.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن صمت المجتمع الدولي يؤدي إلى تصاعد إرهاب المستوطنين الإسرائيليين وجرائمهم تحت حماية قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وندّدت في بيان باعتداءات المستوطنين مؤخراً على الطلبة والمعلمين في مدرسة الخليل الأساسية وعلى الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف في مدينة الخليل وعلى أهالي قرية دير أبو مشعل برام الله وعوريف بنابلس بالضفة الغربية، مشددةً على أن اعتداءات المستوطنين الإرهابية المتصاعدة ضد الفلسطينيين تحت حماية قوات الاحتلال وبالتنسيق الكامل معها تؤكد أنها منخرطة في ممارساتهم وجرائمهم.
وجدّدت الخارجية إدانتها توسيع عمليات الاستيطان الإسرائيلية على حساب الأرض الفلسطينية، وقالت: “لن نتطرق إلى أي مطالبات للمجتمع الدولي بخصوص الاستيطان وجرائم المستوطنين، لأننا فقدنا الأمل من أي حراك يأتينا من قبل مجتمع دولي جبان يخشى من ردود الفعل والانتقادات الإسرائيلية أو من العقوبات الأمريكية، وهو من وجهة نظرنا يتحمّل المسؤولية جراء صمته عما يحدث من خروقات للقانون الدولي”.