موسكو: الدعوة لهدم جسر القرم تحريض على الإرهاب
بدأت تتكشف حقيقة الاستفزازات الأوكرانية المتكرّرة لروسيا في منطقة القرم، حيث تؤكّد تصريحات بعض الساسة الأوكرانيين أن أوكرانيا تتواصل مع الإرهابيين الموجودين في جبال القوقاز، وتعتمد عليهم في إثارة القلاقل هناك، خدمة لأجندة خاصة، ربما تكون معدّة في الخارج، حيث اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تصريح البرلماني الأوكراني إيغور موسيشوك بضرورة تدمير الجسر الرابط بين جمهورية القرم وباقي روسيا تحريضاً صريحاً على الإرهاب.
وكتبت ماريا زاخاروفا على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “إذا كانوا لا يرون أي شيء معيب وإجرامي في مثل هذه التصريحات العلنية، فماذا يمكن القول عن الخطط السرية التي يضمرونها”، مشيرة إلى أن مثل هذه التصريحات تكشف عن “المستقبل السلمي” الذي تعدّه سلطات كييف القائمة على الاستفزاز والتهديد والترويع.
وفي وقت سابق، دعا السياسي الأوكراني المذكور مختلف القوى من المخرّبين الأوكرانيين لتدمير جسر القرم، وهو يدلي بمثل هذه التصريحات الاستفزازية بين الحين والآخر، ويركّز فيها عادة على ضرورة تدمير جسر القرم. ففي آب الماضي طالب الهيئات الأمنية المختصة في بلاده، بالتركيز على هذا الموضوع، وأشار إلى ضرورة طلب المساعدة في هذا المجال، من “الحلفاء في القوقاز”، وذكر أيضاً أنه كان سيشارك شخصياً في تدمير “البنية التحتية للعدو” لو كان يشغل منصب وزير دفاع أوكرانيا.
في الأثناء، أعلن الأمن الروسي إلقاء القبض على شامل كازولاتوف، أحد عناصر عصابة شامل باساييف الإرهابية التي كانت غارقة في أعمال القتل والنهب والإرهاب في الشيشان وباقي أراضي روسيا في التسعينيات، وقالت سفيتلانا بيترينكو المتحدّثة باسم لجنة التحقيق الروسية: إن التحقيق يشير إلى ضلوع المعتقل في الهجوم على عناصر فرقة بسكوف للقوات الخاصة الروسية، خلال حرب الشيشان عام 2000.
عناصر العصابة المذكورة بالتعاون مع عصابة أخرى كان يقودها الإرهابي الدولي خطاب، وعددها أكثر من 1000 إرهابي، هاجموا الجنود الروس في قرية أولوس كيرت في منطقة شاتوي في الشيشان، وأسفر الهجوم عن استشهاد 84 جندياً وجرح أربعة، وتصفية معظم المسلحين المهاجمين، بينما لاذ من تبقى منهم بالفرار، وتواروا في الغابات والجبال، وبين حين وآخر يعلن الأمن الروسي عن تصفية أو اعتقال عدد منهم.
وفي سياق آخر، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تطوير نظام فعّال لتدريب القوات الروسية، ما ساهم بالوصول إلى الريادة بالألعاب العسكرية الدولية، وقال، في اجتماع للجنة التحضيرية لـ”الألعاب العسكرية الدولية 2019″: “تم إدخال نظام فعّال لتدريب القوات، الأمر الذي يسمح لجنودنا بتحقيق الفوز في المنافسة، حيث إننا اكتسبنا منذ إطلاق هذه المسابقات العسكرية في عام 2016 خبرة كبيرة في تنظيم المسابقات أعطت دفعة جديدة للتعاون العسكري التقني”، وأضاف: إن “عدد الدول التي شاركت في الألعاب العسكرية الدولية الرابعة في العام الجاري ارتفع إلى 32 دولة مقارنة مع 16 دولة في عام 2016، وفي الوقت نفسه ارتفع عدد الفرق المشاركة من 43 إلى 189، وجرت المسابقات في سبع دول”.
يذكر أن الألعاب العسكرية الدولية لعام 2018 أقيمت في 28 فئة رياضية في 7 دول بالتزامن، وهي روسيا وإيران والصين وكازاخستان وأذربيجان وبيلاروس وأرمينيا، حيث احتضنت كل دولة من هذه الدول مسابقة أو عدداً من المسابقات المقررة لدورة الألعاب العسكرية الدولية، وقد أحرز الفريق السوري المشارك فيها المركز الثاني في سباقات “بياتلون الدبابات” الفردية في تموز الماضي.