صحيفة البعثمحليات

يكفّي معاناة..!

 

أيام قليلة ويطوي العام الحالي آخر صفحاته بحلوها القليل ومرّها الكثير، المرّ الذي تجرّعه المواطن وهو يسمع على مدار الساعة تطمينات ووعود من هنا وهناك، فيما يخص تحسين وضعه المعيشي الذي بات محزناً لحد الألم غير المحتمل!.
آخر الصيحات علت من تحت قبة البرلمان في جلسته الأخيرة لهذا العام، حيث تسابق أعضاء المجلس بدعوة الحكومة لزيادة رواتب الموظفين، والاهتمام بمعيشة المواطنين وتعزيز صمودهم، لعل وعسى تطيل الزيادة الموعودة بعمر الراتب “التعبان” عدة أيام لا يضطر فيها صاحب الدخل “المهدود” للدين النقدي والسلعي وهذه باتت علامة فارقة تميّز يوميات السوريين الفقراء!.
مع نهاية هذا العام والاستعداد لاستقبال آخر جديد كان المواطن يمني النفس بجرعة أو شحنة أمل خدمية توازي فرحته بانتصارات بواسل جيشنا، لكن للأسف، فأزمة الغاز جعلته يُحبط لدرجة شعوره بأن الحكومة بعيدة عن همومه ومشكلاته، وهو الذي صمد وتحمّل وكان ينتظر مكافأة لصبره لا أزمة جديدة تؤرقه .!
“يكفّي” هي كلمة معجونة بالمعاناة تختصر لسان حال الشارع السوري لأنه لم يقتنع بعد بذرائع وزارة النفط ولا بتبريرات وزارة الكهرباء التي زادت من ساعات التقنين، ولم يشعر بتطمينات الأمان من وزارة التجارة الداخلية وهو يرى الأسعار ” نار نار ” تحلّق بجناحي نسر يعشق عباب السماء!.
بالمختصر، كلنا أمل ونحن على بعد أيام من عام جديد، أن تكون الحكومة على قدر التحديات القادمة داخلياً بالدرجة الأولى، لأننا كلما كنّا أقوياء من الداخل نكون قادرين على مواجهة تحديات الخارج، وهذا بلا شك يتطلب تغييراً في الأداء والذهنية وليس بتبديل الأشخاص بالمفاصل الإدارية على مختلف المستويات، نحن نحتاج أيضاً للقدرة العملية على التنفيذ، فمرحلة وضع الخطط والبرامج آن لها أن تنتهي، فتأمين حاجات المواطن وحل مشاكله العالقة بفعل سوء التنفيذ ليس من المقبول ترحيلها من عام إلى آخر، بل يجب من أن تكون أول الأولويات، وعلى كل مسؤول في وزارته ومؤسسته أن يدرك ذلك ويعمل على مدار الساعة، بدلاً من أن يبيع المواطن وعوداً تذهب أدراج الرياح!!.
غسان فطوم
ghassanfattoum@gmail.com