روسيا والهند: التعاون لمكافحة الإرهاب
بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أمس التعاون المشترك بين البلدين في مجال محاربة الإرهاب.
وأفاد المكتب الصحفي للكرملين في بيان نقلته وكالة سبوتنيك بأن “الجانبين أكدا أهمية بناء تعاون مشترك في مجال محاربة الإرهاب، إضافة إلى حلّ مشكلات وقضايا عالمية أخرى”.
وكان بوتين زار الهند في تشرين الأول الماضي، وبحث مع مودي تطوير الشراكة الاستراتيجية الروسية الهندية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية الملحّة.
وتعتبر روسيا والهند أكبر دولتين شريكتين في مجال التعاون العسكري التقني، حيث تزيد نسبة الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية والسوفييتية الصنع في الجيش الهندي على 70 بالمئة من إجمالي ما يتسلّح به هذا الجيش من الأسلحة والمعدات، كما وقّع البلدان مؤخراً عقداً لتوريد منظومة الصواريخ الروسية (إس400 تريومف) أحدث منظومة صواريخ مضادة للطائرات بعيدة المدى إلى الهند.
من جهة ثانية، وفي سياق الاستفزازات المتكرّرة التي يتعرّض لها الأسطول الروسي في البحر الأسود، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن سفينة الحراسة “بيتليفي” التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي، تتابع عن كثب حركة سفينة الإنزال الأمريكية “فورت ماك هنري” في البحر الأسود، وأشارت الوزارة إلى أن السفينة الأمريكية دخلت البحر الأسود عبر مضيق البوسفور، ووصلت إلى ميناء كونستانتا الروماني، ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية عن المصادر قولها: إنه وفقاً للقواعد المعمول بها، فقد رافق السفينة أثناء عبورها المضيق، قارب تابع لخفر السواحل التركي.
وتحمل السفينة العسكرية الأمريكية على متنها 500 جندي من مشاة البحرية، وخمسة قوارب حوامة مخصصة لإنزال المارينز والمعدات العسكرية إلى البر.
ووفقاً لاتفاقية مونترو لعام 1936، فإن الدول خارج حوض البحر الأسود يسمح لها بإبقاء قواربها في المياه الإقليمية للبحر الأسود لمدة لا تتجاوز 21 يوماً.
وكانت مقاتلة روسية اعترضت في الثامن والعشرين من الشهر الماضي بشكل آمن طائرة استطلاع أمريكية فوق البحر الأسود قرب شبه جزيرة القرم، حسبما أفاد المتحدث باسم قيادة القوات الجوية الأمريكية في أوروبا، كريستوفر بوير-ميدر.
ونشرت صحيفة “كراسنايا زفيزدا” الروسية حينها تقريراً أسبوعياً أصدرته وزارة الدفاع الروسية، يؤكد قيام 14 طائرة أجنبية بمهام الاستطلاع بالقرب من الحدود الروسية.
وفي شأن لافت ينبئ بتطوّر العلاقات الروسية اليابانية، أقسم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بحسم المفاوضات مع روسيا حول جزر الكوريل الجنوبية التي تسمّيها طوكيو أراضي شمالية، وتطالب روسيا بها. وقال آبي، أثناء زيارته لقبر أبيه في مدينة ناغاتو بمحافظة ياماغوتي: “أنا أقسم على هذا القبر بأنني سأبذل كل يوم ما في وسعي من الجهود في أداء واجباتي”، وأضاف: إن أباه شينتارو آبي، كان مكلفاً العمل في مجال العلاقات اليابانية الروسية، وكان هو الآخر أقسم بعمل ما في استطاعته “لتحريك الأمور”.
والسبت الماضي، أعلن آبي أن السنة الجديدة ستكون حاسمة في المفاوضات الجارية بين طوكيو وموسكو حول معاهدة السلام بين البلدين.
يشار إلى أن العلاقات بين روسيا واليابان، تتطوّر بشكل ملحوظ رغم قضية الجزر التي تعكّر صفوها، حيث تدّعي طوكيو ملكيتها لجزر الكوريل الجنوبية الأربع، وهي إيتوروب، وكوناشير، وشيكوتان وهابوماي، بموجب اتفاق التجارة الثنائية لعام 1855.
وجعلت طوكيو من عودة الجزر، أحد شروط معاهدة السلام مع روسيا، التي لم توقّع منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث إن موقف موسكو يتمثل بأن جزر الكوريل الجنوبية، كانت في الواقع جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق منذ نهاية الحرب، وإن السيادة الروسية عليها مسجّلة ضمن مواثيق القانون الدولي، بحيث لا يمكن لأحد التشكيك في صدقيتها. يذكر أن الإعلان المشترك الموقّع بين الاتحاد السوفييتي واليابان عام 1956 ينص على تسليم اليابان جزيرتي هابوماي وشيكوتان، بعد تبني معاهدة السلام، دون المساس بجزيرتي كوناشير وإيتوروب.