د. محمود السيد في”كلمات ثقافية 2″..توثيق وتعريف
حينما شغل د. محمود السيد منصب وزير الثقافة، عمل على التوثيق والتعريف ببعض الإنجازات والأحداث التي تمت خلال فترة تقلّده منصب الوزير من خلال الكلمات الثقافية التي ألقاها، وبعد إصدار الجزء الأول منذ سنوات، صدر مؤخراً الجزء الثاني من كلمات ثقافية عن وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب، وثّق فيه عبر مئة وأربعين صفحة من القطع الكبير الكلمات التي ألقاها من عام 2005 إلى مطلع عام 2006، واعتمد على تسلسل الترتيب التاريخي. ونستشف من خلالها ثقافة د. السيد وعلمه وخبرته الطويلة واطلاعه الواسع لاسيما فيما يتعلق بالشعراء والمفكرين ووقوفه عند خصائص وسمات دقيقة، مما يجعلنا نستغرق بهذه العوالم وننسى أنها كلمات ومناسبات.
جائزة بايستوم للآثار
من الكلمات التي اتخذت الجانب التوثيقي لمناسبات هامة لها وقعها على سورية الكلمة التي أُلقيت بمناسبة تسليم جائزة بايستوم للآثار عام 2005 إلى السيدة أسماء الأسد عقيلة السيد الرئيس، فتحدث د. السيد عن اعتزاز وزارة الثقافة بالعلاقات الثقافية والسياحة الثقافية التي تربط بينها وبين الجانب الإيطالي في مجالات متعددة منها: التنقيب الأثري والكشف عن الآثار على يد العالم د. باولوماتيه من جامعة لاسابينزا، في روما، والعالم باولو ايميليو بيكوريلا في موقع تل بري، وفي مجال المتاحف والتنقيب والتدريب والتأهيل، ثم تطرق السيد إلى تسليم جائزة ” بايستوم للآثار” إلى السيدة أسماء الأسد، بقوله” أتقدم بالشكر الجزيل إليك سيدتي الفاضلة على مابذلته وتبذلينه وما تسعين إلى تحقيقه في ميادين متعددة ليس ميدان الآثار إلا واحداً منها، فهناك ميدان الطفولة والجمعيات التنموية وتنظيم الأسرة وتنمية الريف، وتوظيف الآثار في مجال السياحة الثقافية وغيرها”، ليصل إلى أن طبيعة سورية المحبة.
بدوي الجبل وفلسطين
ومن الندوات التعريفية ندوة الشاعر الكبير بدوي الجبل التي أُقيمت بالتعاون بين وزارة الثقافة ومؤسسة جائزة سعود البابطين للإبداع الشعري في دار الأسد للثقافة والفنون بتاريخ 16-8-2005، الفكرة الهامة التي ركز عليها د. السيد أن بدوي الجبل شخصية متعددة الأطياف متنوعة المرامي غنية بالرؤى والتطلعات والمتمرسة بالملمات والصافية كالغدير مستحضراً ما قاله الجبل:
يشهد الله ما بقلبي حقد شفّ قلبي كما يشف الغدير
ليصل إلى إيمان الجبل بأن بناء الأمم يقوم على المحبة بقوله:
وما بُنيت إلا على الحب أمة وما عزّ إلا بالحنان زعيم
وتطرق د. السيد إلى اهتمام البدوي باللغة العربية إذ ندد بالمؤامرات التي تعرضت لها العربية الفصيحة لأنها عامل توحيد بين العرب فقال:
للضاد ترجع أنساب مفرقة فالضاد أفضل أمّ برّة وأب
وتوقف السيد عند النزعة الوطنية والعروبية لدى الشاعر فتطرق إلى تغنيه بشهداء الوطن ورموز الثورة السورية ضد الفرنسيين وبرجالاتها، ليصل إلى التزامه بالهمّ القومي في فلسطين وبجعله مأساة الفلسطينيين جزءاً من أدبه بوصفه معاناة اللاجئين الفلسطينيين بالمخيمات:
الخيام الممزقات وأم في الزوايا وكسرة وحصير
وأنهى السيد كلمته بتعلق الشاعر بالشام رغم أسفاره متوقفاً عند قوله:
تطوحني الأسفار شرقاً ومغرباً ولكن قلبي بالشآم مقيم.
مصطفى العقاد والإرهاب
وهناك كلمات أُلقيت بمناسبات تأبينية، منها الكلمة التي أُلقيت في تشييع جثمان المخرج العربي السوري مصطفى العقاد في حلب بتاريخ 13-11-2005، وتحدث فيها د. السيد عن التزام العقاد بقضايا أمته وحمل الهمّ الوطني القومي في حلّه وترحاله، وبالإنجاز العالمي الكبير لفيلمه السينمائي الشهير”الرسالة”، ليتطرق إلى الذين شوّهوا هذه الرسالة السمحة ونفذوا مخططات أعداء الأمة دون أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني.
وأوضح مكانة فيلمه عمر المختار أسد الصحراء، وتحدث عن حلمه بإخراج فيلم عن البطل صلاح الدين الأيوبي محرر الأمة من حملات الفرنجة، وأشار المؤلف إلى أنه كان من المقرر أن يكرّم في المهرجان السينمائي الدولي، وردّ العقاد على الدعوة بكلمات تفيض عذوبة وأعرب عن سعادته، لكن يد الغدر حالت دون ذلك.
كما ألقى د. السيد كلمات بمناسبات ذات طابع دبلوماسي مثل الأيام الثقافية في إيران، وفي المهرجانات مثل مهرجان جبلة الثقافي الثاني، ومهرجان عمريت الثاني، ومهرجان بصرى الشام الدولي، إضافة إلى التكريمات مثل تكريم الفنانين التشكيليين د. نذير نبعة وفاتح المدرس، لينتهي بتكريم السفارة الإيرانية للدكتور محمود السيد بتاريخ 9-2-2006.
ملده شويكاني