زكريا حنّا.. مؤسس فرق فنيّة ومكتبة موسيقيّة نادرة
جعل منها قصة عشق، ورواية تأنس روحه ونفسه بها ومعها، كثيرة هي السنوات التي عاش معها، وماض في حبها حتّى اليوم، لم يرضخ لشيب الرأس ووهن الجسد وصعوبات الحياة، فما حققه مع معشوقته “الموسيقا” من إنجازات حفظتها السنون، ودونتها ذاكرة الأجيال، وعن تلك الرحلة الجميلة والمثمرة موسيقياً يتحدث زكريا عيسى حنا قائلاً: أثناء الدراسة في المرحلة الابتدائيّة تغلغل حب الموسيقا والآلة الموسيقية النفخية “الترومبيت” في روحي وحياتي، انتسبت إلى الفوج الكشفي الرابع، محققاً معها فترة ناجحة بعديد المشاركات والمناسبات، والمحطة الأجمل تمثيل الفرقة النحاسية في الجيش العربي السوري، وبعدها عملت لأكثر من ثلاثين عاماً مُدرباً للفرق الفنية العديدة بالقامشلي منها: الفوج الكشفي الرابع، فرقة اتحاد شبيبة الثورة، منظمة طلائع البعث، والفوج الكشفي السادس للأرمن، حقق خلالها المتدربون نتائج متميزة على مستوى القطر، وتحقيق العشرات منهم مركز الريادة، بينهم ثلاثة من أبنائي.
لم تقف رحلة التميز عند التدريب، فسجله حافل بالإنجازات وأبرز ما أنجزه كما قال: عام 1980 أنجزت مكتبة موسيقية عالمية في منزلي، بجهد كبير بدأته عام 1967 بالمراسلات الكثيرة إلى عديد الدول الأوربية منها: “بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، السويد”، للحصول على المقطوعات العسكرية الموسيقية، وبعض المراسلات استغرقت أكثر من خمسة أشهر، وتضم أيضاً: معزوفات ومقطوعات عالمية مختلفة، إلى جانب المقطوعات العسكرية التي استخدمت في الحربين العالميتين الأولى والثانية، واستفاد من المكتبة مؤسسة فنية بدمشق، نلت على إثرها تكريماً من مديرية ثقافة دمشق، كما أسست مع خمسة أصدقاء عام 1963 فرقة فنية شبابية بعنوان “أوركسترا الأضواء”، بالإضافة إلى تأسيس فرقة نحاسية لإحدى القطعات العسكرية بالقامشلي، وتبقى إشادات عدد من الموسيقيين على مستوى القطر بعطائنا هو أجمل هدية، والأغلى هدية الموسيقار “حلمي اربيللي” قائد فرقة موسيقا الجيش العربي السوري السابق، بتكريمي معنوياً وموسيقياً.
عبد العظيم العبد الله