مادورو للغرب: لا أحد يستطيع توجيه إنذارات لفنزويلا
علّقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجلس الأمن آمالاً كبيرة على المجلس في أن يكون معبراً للتدخل في شؤون فنزويلا الداخلية، ولكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن الحلفاء الأطلسيين، الذين وقفوا عاجزين عن الدفاع عن موقفهم المخالف للقوانين والأعراف الدولية، وخاصة أن عدداً كبيراً من دول العالم عارض الطريقة التي تمّ فيها القفز على الدستور الفنزويلي، وفي مقدمتها روسيا والصين.
وبعد الاجتماع الذي عُقد أمس الأول، أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن ترحيبه بنتائج جلسة مجلس الأمن الدولي التي فشل فيها الاقتراح الأميركي الرامي إلى التدخل بشؤون فنزويلا الداخلية، وقال، في تصريح أمام حشد واسع من الفنزويليين، إن “فنزويلا خرجت منتصرة من اجتماع مجلس الأمن الدولي”، لافتاً إلى أن مغادرة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لقاعة الاجتماع قبل انتهائه “دليل على هذا الانتصار”، وأضاف: “لقد فزنا بالأمم المتحدة.. إنه نصر عظيم بدعم من معظم دول مجلس الأمن الدولي”.
وكانت روسيا صوّتت ضد جدول أعمال جلسة مجلس الأمن التي عقدت بطلب من الولايات المتحدة في محاولة للتدخل بشؤون فنزويلا، واقترحت جدولاً آخر يقضي بالنظر في عدم التدخل بشؤون فنزويلا الداخلية.
وفي مقابلة تلفزيونية، أكد الرئيس مادورو أن الولايات المتحدة تقف وراء الأحداث الجارية في فنزويلا وهدفها الإضرار بالأوضاع السياسية والاجتماعية فيها، وأضاف: “إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتطرّفة تستهدف فنزويلا وتضر الحياة الاجتماعية والسياسية”.
وكان ترامب أقدم الأربعاء الماضي، وفي مسرحية معدة سلفاً، على اعتبار زعيم المعارضة اليمينية خوان غوايدو “رئيساً انتقالياً” لفنزويلا، بعد وقت قصير من إعلان الأخير توليه مهام الرئاسة، في محاولة انقلاب على السلطة الشرعية.
وأضاف مادورو: “إن ما قام به غوايدو يشكل انتهاكاً للقانون والدستور الفنزويلي”، وتابع: “أنا لست قاضياً.. والقضاء هو من سيحدّد الخطوات المطلوبة لحماية دستورنا وبلادنا”.
وطالب مادورو الدول الأوروبية بسحب إنذاراتها التي وجهتها إلى فنزويلا وإمهالها بإجراء انتخابات خلال 8 أيام، مؤكداً أنه ليس بإمكان أي أحد توجيه إنذارات لبلاده، وأضاف: “إن الدول الأوروبية لا يزال يتملّكها الغرور، وهي تواصل معاملة فنزويلا بشكل خاطئ رغم إعلاننا الاستقلال منذ 200 عام.. هم يتجاهلون تاريخنا وعليهم أن يسحبوا إنذاراتهم ..لا أحد يستطيع توجيه إنذارات لنا”.
وكانت الحكومة الالمانية ورئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وبريطانيا أعلنوا أنهم سيعترفون بغوايدو رئيساً مؤقتاً لفنزويلا إذا لم تتم الدعوة إلى انتخابات رئاسية خلال ثمانية أيام.
ورفضاً للتدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية لفنزويلا وتأييداً للرئيس مادورو، نُظمت تجمعات في عدد من المدن الأمريكية ترفع لافتات مؤيدة لمادورو.
وسار المحتشدون في شوارع نيويورك وواشنطن وسان خوسيه وميامي ودالاس وبيتسبرغ ومينيابوليس، ورفعوا لافتات كتب عليها: “ارفعوا أيديكم عن فنزويلا” و”مادورو صديقنا.. الناس كلها معك”.
وأعرب المشاركون عن رفضهم لسياسة الرئيس الأمريكي تجاه فنزويلا، حيث شدّد أحدهم على أن “الاتهامات توجّه إلى روسيا بالتدخل في الانتخابات في الولايات المتحدة، بينما ترامب هو من يتدخّل في شؤون الدول الأخرى”.
وتجمّع عشرات الأشخاص أمام تمثال جورج واشنطن في ساحة يونيون سكوير في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا وأعربوا عن قلقهم إزاء التدخل العسكري الأمريكي المحتمل ومحاولات الإطاحة بالحكومة الشرعية في فنزويلا.
وتأكيداً للموقف الروسي الرافض لسياسة التدخل الأمريكية في الشؤون الداخلية للدول، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن أي تدخل عسكري أميركي في فنزويلا سيعدّ أمراً في غاية الخطورة، وقال: إن “ما يحدث في فنزويلا خطر لكن الأمر الأكثر خطورة هو أن يحدث تدخل عسكري مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية”، وأضاف: “لا يخفى على أحد اعتراف واشنطن بخوان غوايدو رئيساً لفنزويلا وهذا العمل يشكل إثباتاً وتأكيداً لعلاقة الولايات المتحدة بأجندة المعارضة الفنزويلية”، وبيّن أن “الأحداث في فنزويلا للأسف لا يمكن وصفها بأنها غير مسبوقة لأن هناك الكثير من السوابق الشبيهة”.
وردّاً على سؤال عما إذا كانت روسيا أرسلت حوالي 400 جندي إلى فنزويلا، قال بيسكوف: “لا بالطبع لا”.