دراساتصحيفة البعث

بانتظار النضج الأمريكي

ترجمة: علاء العطار
عن وكالة “تاس” الروسية 3/2/2019
لا ينبغي لروسيا أن تقرع الأبواب المغلقة في المسعى إلى حلّ قضية نزع السلاح، وليس لدى موسكو سوى الانتظار حتى تنضج الولايات المتحدة بما فيه الكفاية، هذا ما قاله كونستانتين كوساشيف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، لوكالة تاس.
وبحسب ما قال النائب، في حال نشرت واشنطن صواريخ متوسطة وقصيرة المدى بالقرب من الحدود الروسية وانسحبت من معاهدة الحدّ من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، سترد موسكو بالشاكلة نفسها، لكن المبادرة لن تأتي من روسيا.
وقال كوساشيف لوكالة تاس: “لم يعد لدى روسيا أي سبب يدعوها لطرق الأبواب المغلقة واقتراح خيارات مختلفة لنزع السلاح أمام الولايات المتحدة، بل علينا الآن أن ننتظر حتى تنضج واشنطن بما يكفي للحوار، ويتوقف مصير المعاهدة على الخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة”.
وأضاف: “سنتابع الخطوات العملية الأمريكية عن كثب بعد أن علّقت عملها بمعاهدة الحدّ من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى”.
وفي حال شرعت الولايات المتحدة في نشر صواريخها متوسطة وقصيرة المدى بالقرب من الحدود الروسية، فستضطر روسيا إلى نشر صواريخها داخل البلاد وفي المناطق المجاورة مباشرة لجيرانها وعلى أراضي حلفائها. وشدّد بقوله: “لكننا لا نفعل ذلك إلا رداً على الولايات المتحدة، ولن نكون المبادرين، وإنما ستكون خطواتنا رد فعل اضطرارياً على تصرفات واشنطن”.

تجميد العمل بمعاهدة الصواريخ
يوم الجمعة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو إن واشنطن ستعلق العمل بمعاهدة الصواريخ متوسطة المدى ابتداءً من 2 شباط، وستنسحب منها في غضون ستة أشهر إذا لم تلتزم روسيا بالاتفاق.
وفي اليوم التالي، يوم السبت الفائت، ردّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمثل، قائلاً إن موسكو ستعلق العمل بمعاهدة حقبة الحرب الباردة، وعلاوة على ذلك، أمر الوزراء بعدم الشروع في محادثات لنزع السلاح مع واشنطن، مؤكداً أن على الولايات المتحدة أن تصبح “ناضجة بما فيه الكفاية” لتكون جاهزة للحوار المتكافئ والمجدي، وأشار بوتين إلى أن روسيا ستبدأ العمل على تطوير أسلحة جديدة رداً على الخطوات الأمريكية المماثلة، وسيبدأ العمل بصورة خاصة على إطلاق صاروخ أرضي متوسط المدى جديد.
بدأت الولايات المتحدة باتهام روسيا بخرق المعاهدة في تموز عام 2014، ومنذ ذلك الحين، تكرّر واشنطن مزاعمها تلك في مناسبات عدة، في حين ترفضها موسكو وتتقدم بدعاوى مقابلة فيما يتعلق بتنفيذ المعاهدة من قبل الولايات المتحدة.
دخلت معاهدة الحدّ من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، التي وقّعها الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة في 8 كانون الأول عام 1987، حيّز التنفيذ في 1 حزيران عام 1988، وشملت المعاهدة الصواريخ قصيرة المدى (من 500 إلى 1000 كيلومتر) والصواريخ متوسطة المدى (من 1000 إلى 5500 كيلومتر) التي تمّ نشرها والتي لم يتمّ نشرها، وبحلول حزيران 1991، أوفى الطرفان بالتزاماتهما بموجب المعاهدة، حيث قام الاتحاد السوفيتي السابق بتدمير 1.846 صاروخاً وقامت الولايات المتحدة بتدمير 846 صاروخاً.