احتمالات عزل الرئيس الأمريكي تتزايد
تلقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضربة جديدة، إذ أقر مايكل كوهين، المحامي السابق لترامب، في شهادته أمام الكونغرس بانتهاك القوانين والكذب بأمر من ترامب نفسه واصفاً إياه بـ “العنصري والمخادع والمحتال الذي كان يدير الأكاذيب لخداع الشعب الأمريكي”، مشيراً إلى أنه يشعر بالخجل لأنه شارك في التغطية على تصرفات ترامب غير المشروعة بدلاً من الاستماع إلى ضميره.
وبمقتضى الدستور الأميركي يمكن للكونغرس أن يعلن عدم أهلية الرئيس للحكم، ويعزله من منصبه لارتكابه “جرائم كبرى أو مخالفات قانونية”، ومن الممكن أن توجّه لترامب أيضاً اتهامات جنائية بعد أن يترك منصبه.
وعلى مدى عشرات السنين ظلّ موقف وزارة العدل الأميركية أنه لا يمكن لرئيس أن يواجه اتهامات جنائية خلال فترة رئاسته، رغم أن بعض المحامين يختلفون مع هذا الرأي.
وأوضح كوهين أنه كان شاهداً على مكالمة هاتفية بين ترامب ومستشاره السابق روجر ستون تكشف تواصل الأخير مع مؤسس موقع “ويكليكس” جوليان أسانج، وأن ترامب كان على علم مسبق بخطة ويكليكس لتسريب رسائل بريد إلكتروني تهدف إلى الإضرار بمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة عام 2016، بخلاف ما ادعاه ترامب.
كما كشف كوهين أن ترامب أمره بدفع 130 ألف دولار لإحدى الممثلات للتغطية على فضيحة جنسية تورّط بها وللسكوت عن علاقتها به، كما طلب منه الكذب بشأن ذلك على زوجة ترامب ميلانيا، إضافة إلى تقديمه وثائق تدين انتهاكات أخرى ارتكبها منذ أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة، وأخرى متصلة بالوثائق السرية التي كشف عنها موقع ويكليكس.
ويقول خبراء قانونيون: “من المحتمل أن يستغل الادعاء شهادة كوهين، وشيكاً قدّم صورة منه للجنة الرقابة والإصلاح بمجلس النواب وقال إن ترامب شخصياً وقّعه، وذلك في إعداد دعوى قانونية ضد الرئيس استناداً لمخالفته قانون تمويل حملات الدعاية الانتخابية”، ويضيفون: “إذا كان ترامب قد علم ووافق على اختراق البريد الالكتروني للجنة الوطنية في الحزب الديمقراطي لإحراج كلينتون، وهي الرسائل التي نشرها فيما بعد موقع ويكليكس، فمن الممكن أن يستغل المدعون ذلك في رفع دعوى على الرئيس بتهمة التآمر”.
وأشار كوهين أيضاً إلى أن ترامب ترشّح لانتخابات الرئاسة ليجعل علامته التجارية عظيمة، وليس “لجعل بلدنا عظيماً”، حيث لم تكن لديه أي رغبة أو نية في قيادة هذا البلد بل كان يريد فقط الترويج لنفسه وبناء ثروته وقوته، لافتاً إلى أن ترامب أمره بتوجيه تهديدات بالنيابة عنه لأشخاص ومؤسسات نحو 500 مرة على مدى السنوات العشر الماضية، وأنه سيقدّم رسائل كتبها بأمر من ترامب يهدّد فيها مدرسته الثانوية والكليات التي ارتادها حتى لا يكشفوا عن درجاته.
ومن المحتمل أن يواجه ترامب اتهامات بالتحايل الضريبي فيما يتصل بإعلان تقديرات منخفضة عن الواقع لثروته من أجل خفض الضرائب. وشهد كوهين بأن ترامب كان يبالغ في ثروته عندما كان ذلك يخدم مصالحة، بما في ذلك تقديراته لمجلة فوربز التي ترصد ثروات الأثرياء في الولايات المتحدة والعالم، وكان يقلل منها لخفض الجزء الخاضع منها للضرائب، وأضاف: إن ترامب بالغ في تقدير ثروته للحصول على قرض من بنك دويتشه.
وإذا كان ذلك صحيحاً فمن الممكن أن يعد مخالفة للقانون الاتحادي الذي يحظر الكذب عند طلب القروض.
ترامب، ومع تراكم الضغوط التي يواجهها، حاول التقليل من خطورة ما كشف عنه كوهين، وقال في تغريدة على موقع تويتر: “إن كوهين كذب كثيراً في شهادته.. إنه محتال وفعل أشياء سيئة لا علاقة لها بي، وكذب لجعل الفترة التي سيقضيها في السجن أقل”، في إشارة إلى الحكم الصادر بسجنه ثلاثة أعوام بتهم عدة، من بينها التهرّب الضريبي والكذب على الكونغرس.
وتعليقاً على شهادة كوهين امتنع رئيس لجنة الرقابة في الكونغرس إيلايجاً كامنجز عن ذكر ما أن كان يرى أن ترامب ارتكب جرائم تستوجب عزله، وقال: “ينبغي أن أدرس الوثائق وأرى ما لدينا وضعوا في حسبانكم أنني أريد التحرّك بحذر شديد”.
شهادة محامي ترامب أمام الكونغرس جاءت لتؤكّد ما كشفته صحيفة واشنطن بوست من أن سياسة ترامب تقوم على الكذب، حيث يكذب في اليوم الواحد ما لا يقل عن 15 مرة.