ميسم الحصرية.. تقطع المسافات لتعالج أطفال التوحد
طالما هي أم سوريّة، فهذا يعني تجلي القيم الإنسانية والنبيلة التي تحملها بكامل بهائها، لم تكن عطاءاتها، وحنانها وجلدها مفاجئاً، فهي من منبت سوري، وما قدمته وتقدمه على مساحة القطر، دليل وفاء وأصالة، وفي عيدها احتاجها القدر لتكون في ضيافة مدينة القامشلي لمعالجة أطفالها، لم تتردد في سبيل مهمة تعتبرها أخلاقية ومهنية، وأكثر من ذلك، عالجتهم مجاناً، عن مهمتها وعديد المعاني الإنسانية التي تقدمها تحدّثت د. ميسم الحصرية: شهدت منطقة القامشلي افتتاح مركز وحيد لمعالجة أطفال التوحد، ولم يكن هناك مدرب مختص، طلبوني للمساعدة، ولم أتردد منذ عام وأكثر أقوم بتدريب الكوادر، ومعالجة الأطفال، حققنا نتائج أكثر من رائعة، واندمج الكثير من الأطفال في المجتمع، أعلنا ذلك في حفلات فنية كبيرة، وهذا الإنجاز ينسيني تعب المسافات الطويلة بين القامشلي ودمشق بشكل تطوعي، خاصة وأنني كأم عانيتُ ما تعانيه أمهات أطفال التوحد.
تتابع د. ميسم حديثها عن مسيرتها: شهدت في جميع مراحل دراستي تفوقاً واضحاً، وحدث لي حادث أليم، أفقدني بصري لفترة طويلة، لكن بروح الإصرار والعزيمة عدتُ لإكمال دراستي الجامعية، بكلية التربية فرع تربية خاص، وضاعفت الاهتمام باختصاصي، ومن خلال تطوير نفسي بالدراسات الاختصاصية بالتوحد والاستشارات النفسية، والنطق وصعوبات التعلم، بعد خبرة دامت ١١سنة، حصلتُ فيها على عدة تكريمات من مؤسسات عديدة مثل الهلال الأحمر والانروا والجامعة العربية، حصلت على اعتمادية تدريب كوادر من أكاديمية “نابو الماليزية” للبحوث العلمية، ولاحظتُ خلال عملي في دمشق، عديد الحالات من المنطقة الشرقية، جلهم يعاني عدم وجود كادر مختص، فكان ذلك من أسباب تطوعي للذهاب إلى تلك المنطقة حباً لإنجاز ما يستحقه الطفل والإنسان منّا، حتّى لو كان في يوم عيد الأم.
عبد العظيم العبد الله