ثقافةصحيفة البعث

الفائزون بجائزة سامي دروبي للترجمة: الفرح مضاعف في معرض الكتاب

 

لم يخفِ الفائزون بجائزة سامي دروبي للترجمة فرحهم بتوقيعهم لترجماتهم الفائزة ضمن جناح الهيئة العامة السورية للكتاب في معرض الكتاب المقام في مكتبة الأسد، وعبّر د.ثائر زين الدين مدير الهيئة العامة السورية للكتاب عن سعادة الهيئة باحتفائها ومن خلال معرض الكتاب بالفائزين بجائزة سامي دروبي للترجمة بتوقيع ترجماتهم الفائزة ضمن جناح الهيئة التي قررت توزيعها خلال حفل التوقيع مجاناً على من يرغب باقتنائها، ورأى أن أهمية حفلات توقيع الكتب التي أتاحها المعرض تكمن في إتاحة المجال لعقد لقاء وحوار بين منجِز الكتاب والقارئ، منوهاً إلى أن جائزة سامي دروبي في مجال الترجمة هي جزء من المشروع الوطني للترجمة الذي أطلقته وزارة الثقافة منذ سنتين بحيث يتم فيه وضع خطط سنوية لتنفيذه يتم فيها اختيار أهم الكتب التي صدرت في بلدانها ويتم تكليف المترجمين بترجمتها انطلاقاً من الإيمان بأن الترجمة عبر التاريخ هي مسألة بمنتهى الضرورة لخلق تواصل ثقافي بين مختلف ثقافات العالم ومختلف حضاراته، وبالتالي لا يمكن لأمة أن تتقدم دون الترجمة.. من هنا بيَّن زين الدين أننا اليوم وبعد هذه الحرب القذرة على سورية مطلوب منا أن نترجم الأعمال الأدبية المتميزة من الدول الأخرى وأن نضعها بين أيدي القراء والباحثين والطلاب بحيث تكون لبِنة يستندون إليها في عملية البناء.

سعادة مضاعفة
وعبَّر إبراهيم استنبولي الفائز بالجائزة الأولى في المسابقة عن سعادته بهذه الجائزة التي أصبحت تقليداً سنوياً، الأمر الذي يشجع المترجمين على الترجمة، منوهاً إلى أن كتابه المترجَم عن الروسية “استعباد العالم” تأليف فالنتين كاتاسونوف كتابٌ ضخم يكاد أن يكون تأريخاً للرِّبا ولدور اليهود في هذه المهنة قديمة العهد وكيف تحول الرِّبا إلى ما يشبه العقيدة والنهج السياسي والفكري، وكيف تتحكم المصارف العالمية بسياسات الحكومات الدولية فتصنع الثورات وتزكي الحروب في سبيل تحقيق أكبر قدر من الربح، مبيناً استنبولي -وهو الذي عاش مدة 12 سنة في روسيا وما زال مطِّلعاً على كل ما يُكتَب فيها- أنه لم يجد صعوبة في عملية الترجمة وهو الذي خبِر اللغة والحياة في روسيا بشكل جيد.

جائزة واحتفاء
وأشارت آلاء أبو زرار الفائزة بالجائزة الثانية عن ترجمتها لكتاب “ثلاث دقائق من التأمل” تأليف كريستوفر أندريه إلى أن عملها هذا هو المحاولة الأولى الجدية لها في مجال الترجمة، وهي سعيدة جداً بالجائزة وبمشاركة كتابها في معرض الكتاب ضمن جناح الهيئة العامة السورية للكتاب التي قدمت كل الدعم لها لأن يرى الكتاب النور، والأهم برأيها المصداقية التي تمتعت بها في توزيع الجوائز، مؤكدة أبو زرار أن الجائزة والاحتفاء بالكتاب بهذا الشكل الجميل شجعها على الاستمرار في مجال الترجمة، وهي اليوم تحضِّر لمشروع آخر في هذا المجال، كما أنها إحدى المشاركات في المشروع الوطني للترجمة 2018.
وأوضحت أبو زرار أن كتابها يأخذ القارئ إلى عالم مفعم بالطاقة الإيجابية التي تمكّنه من تحرير مكنوناته الدفينة من خلال مجموعة من التمارين التي تساعد المرءَ على التأمل وتغيير أسلوب حياته بشكل إيجابي، منوهة إلى أن الكاتب يُعد واحداً من أوائل معالجي الاضطرابات السلوكية والإدراكية في فرنسا، وهو من أوائل من أدخل استخدام التأمل في العلاج النفسي، وكتابه من الكتب الحديثة جداً والصادرة عام 2017 مشيرة أبو زرار إلى أنها كانت تتوقع أنها ستجد صعوبة في ترجمة هكذا كتاب، إلا أن ذلك لم يحدث لأن الكاتب كتب كتابه بأسلوب قريب من الناس العاديين، وحاولت كمترجمة أن تنقل تلك السهولة من خلال ترجمته بأسلوب سهل، مشيرة إلى أن مثل هذه الكتب لا تحتاج لترجمة حرفية فحاولت كمترجمة الابتعاد عنها بالعمل على نقل الأفكار وليس الكلام.

جسر عبور
واختار شادي حمود الفائز بالجائزة الثالثة عن ترجمته لمسرحية “الأم والطفل بخير” تأليف أوليفييه كياكياري للمشاركة بمسابقة سامي دروبي نصاً مسرحياً لقناعته أن المسرح هو مرآة للواقع، إلى جانب حبّه الكبير للمسرح، وشكر الهيئة العامة السورية للكتاب على اهتمامها ورعايتها واحتفائها بالترجمات الفائزة، موضحاً حمود أن ما حرّضه على المشاركة بالمسابقة هو حبه الكبير للترجمة ودراسته لها (ماجستير) ولم ينكر أنه أخذ وقتاً طويلاً لاختيار الموضوع المناسب، وكان سعيداً أنه اختار في النهاية عملاً مسرحياً معاصراً ومميزاً نال شهرة كبيرة على الصعيدين المهني والاجتماعي لبنيته الفنية وجرأته في طرح المسائل الاجتماعية المثيرة للجدل بلغة محكية توصل الرسالة.
ونوه حمود إلى أن المترجم يجب أن يبتعد عن الترجمة الحرْفية وأن يسعى لنقل الأفكار الجريئة في أي نص يسعى لترجمته، وأسِف لأننا نعاني من فقر في مجال الترجمة مع أن أقسام اللغات تخرّج المئات من الدارسين، إلا أن كثيرين منهم لا يتجهون للترجمة في الوقت الذي تُعتبر فيه الترجمة اليوم هي الأهم لأنها جسر عبور نحو الثقافات الأخرى.
أمينة عباس