الجمعية التأسيسية الفنزويلية ترفع الحصانة عن غوايدو
تزداد المؤشرات على فشل المشروع الانقلابي الذي قادته الإدارة الأمريكية ضد الرئيس الفنزويلي الشرعي نيكولاس مادورو، وخاصة بعد رفع الحصانة البرلمانية عن الانقلابي المدعوم من واشنطن خوان غوايدو، وفشل الإدارة الأمريكية في محاصرة الرئيس مادورو دولياً. فقد وافقت الجمعية الوطنية التأسيسية الفنزويلية على قرار يقضي برفع الحصانة البرلمانية عن زعيم المعارضة اليمينية خوان غوايدو ومواصلة محاكمته.
وقالت محطة تيليسور التلفزيونية الفنزويلية: إن النواب اتخذوا القرار خلال الجلسة التي عقدتها الجمعية بعد الطلب الذي تقدّمت به المحكمة العليا في فنزويلا، وأشارت إلى أن رئيس الجمعية التأسيسية ديوسدادو كابيلو قرأ المرسوم الذي يجيز محاكمة غوايدو، وذلك وفقاً لأحكام المادة 200 من دستور جمهورية فنزويلا البوليفارية، وقال بهذا الصدد: يحق لنا رسمياً الاستمرار بالمحاكمة، وهذا يعتبر جزءاً من العدالة وفقاً للدستور والقانون المسؤول عن تطبيق الآليات المنصوص عليها في مختلف قوانين الإجراءات الجنائية.
وكانت المحكمة العليا في فنزويلا طلبت من الجمعية الوطنية التأسيسية سحب الحصانة البرلمانية عن غوايدو.
وقال رئيس المحكمة مايكل مورينو: إنه أمر بنقل نسخة مصدّقة من هذا القرار “قرار سحب الحصانة” إلى رئيس الجمعية الوطنية التأسيسية من أجل سحب الحصانة البرلمانية عن غوايدو.
وذكر المفتش العام الفنزويلي الفيس أموروسو في القرار أن غوايدو ارتكب مخالفات ضريبية، وتلقى أموالاً بصورة غير شرعية من مؤسسات دولية وإقليمية.
ونصّب غوايدو نفسه، في انقلاب على الشرعية وبدعم من الولايات المتحدة، رئيساً لفنزويلا في الـ23 من كانون الثاني الماضي دون أي انتخابات أو مسوّغ شرعي، إلا أن روسيا والصين والعديد من الدول الأخرى دعمت الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو بصفته الرئيس الشرعي لفنزويلا.
بالتوازي، أعلن وزير الصحة الفنزويلي كارلوس الفارادو أن العقوبات الأمريكية تمنع بلاده من الحصول على إمدادات طبية مهمة بما في ذلك شحنة من الأدوية واللقاحات بقيمة 18 مليون يورو.
وقال الفارادو للتلفزيون الوطني الفنزويلي: إن “الحكومة وافقت على شراء هذه الإمدادات، لكنها لا تستطيع دفع قيمتها بسبب العقوبات القسرية الأحادية الجانب التي فرضتها واشنطن”، موضحاً أن الشحنة تشمل لقاحات بقيمة مليوني يورو، تمّ شراؤها من خلال منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، وأضاف: “لدينا الكثير من الأشياء الأخرى التي تم التفاوض عليها وشراؤها، ولكن تمّ حجز الأموال، وبالتالي لا نستطيع الدفع”.
وأشار الفارادو إلى أنه منذ أن أصدر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أمراً تنفيذياً في عام 2014 يصنّف فنزويلا على أنها “تهديد غير عادي واستثنائي” للأمن القومي تعاني بلاده صعوبات في الحصول على الإمدادات الطبية، وأضاف: إن “الوضع تدهور على مر السنين”، مبيّناً أن “عام 2017 كان الأكثر فظاعة وحرجاً في ضوء صعوبة شراء الأدوية واللقاحات”، وتابع: إنه “نتيجة لذلك بدأت تظهر أمراض كانت تحت السيطرة مثل الحصبة والدفتريا”.
وفي المواقف الدولية المندّدة بسياسة واشنطن المتبعة ضد كراكاس، جدّد الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل إدانته الأعمال العدائية التي تسعى من خلالها الولايات المتحدة وحلفاؤها لإسقاط الحكومة الدستورية للرئيس مادورو والثورة البوليفارية.
وأكد كانيل في تغريدة له عبر تويتر أن “الهجمات ضد المنظومة الكهربائية في فنزويلا هي أيضاً حرب نفسية وتشكّل عملاً إرهابياً”، داعياً إلى العمل على إحلال السلام والهدوء أمام التصعيد العدائي للولايات المتحدة، ووقف التهديدات والعقوبات والتدخل والتخريب ضد الثورة البوليفارية.