اعتداءات جديدة على مدرسة الخليل
احتجاجاً على انتهاكات قوات الاحتلال المستمرة بحقهم، أطلق الأسرى الفلسطينيون في معتقلات الاحتلال “معركة الكرامة الثانية” وبدؤوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وذكرت مصادر أن 30 أسيراً في معتقلات الاحتلال بدؤوا، تحت شعار “معركة الكرامة2″، إضراباً مفتوحاً عن الطعام والماء، وسينضم عشرات الأسرى إليهم في يوم الأسير الفلسطيني في الـ17 من الشهر الجاري.
وصعّدت سلطات الاحتلال مؤخراً انتهاكاتها بحق الأسرى الفلسطينيين، الذين يقدّر عددهم بأكثر من 6 آلاف أسير، وخاصة في معتقل النقب، حيث تصاعدت وتيرة اقتحام أقسامه وسط إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز السام، ما أدى إلى إصابة أكثر من 100 أسير فلسطيني بجروح والعشرات بحالات اختناق، في ظل استمرار إجراءات الاحتلال التعسفية كالعزل الانفرادي والحرمان من الزيارة والتعذيب النفسي والجسدي وسياسة الإهمال الطبي.
وأفادت شهادة المحامية أماني إبراهيم بشأن ما تعرّض له أسرى النقب من تعذيب بأنّ ما جرى من تعذيب في سجن النقب يفوق ما قد يتخيّله أحد من قمع وتنكيل وتعذيب بحق الأسرى، ولفتت إلى أن الأسرى تعرّضوا للضرب بصورة وحشية بالهراوات والعصي وإطلاق العيارات النارية من مسافة قريبة، وفق شهادات الأسرى الذين زارتهم، وشدّدت على أن المعتقلين لم يتلقوا العلاج، بل تولّوا هم معالجة أنفسهم، حيث أغلق القسم بحجة حالة الطوارئ المعلنة، مؤكّدة أن الأسرى في سجن النقب يعيشون في ظل حالة يرثى لها.
مدير مكتب إعلام الأسرى ناهد الفاخوري، أكد أن معركة الإرادة لا تزال مستمرّة في وجه غطرسة الاحتلال، وشدّد، في تغريدة على “تويتر”، على أنّ الأسرى مصرّون على استرداد حقوقهم الإنسانية المشروعة بكل السبل المتاحة بما فيها الإضراب عن الطعام، مؤكّداً أنّ “الأسرى على بعد ساعات قليلة من اتخاذ قرارهم المناسب وتحديد سير المعركة”.
في الأثناء، أصيب عشرات المعلمين والطلبة الفلسطينيين بحالات اختناق جراء اعتداء قوات الاحتلال على مدرسة الخليل الأساسية جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية، وأفاد مدير المدرسة عدنان دعنا بأن قوات الاحتلال أطلقت وابلاً من قنابل الغاز السام باتجاه ساحات المدرسة، ما أدى إلى إصابة عشرات المعلمين والطلبة بحالات اختناق.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدات سعير ودورا بمدينة الخليل والزاوية بنابلس، واعتقلت خمسة فلسطينيين، فيما جدّدت استهداف المزارعين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر والصيادين في البحر، إذ أطلقت الرصاص الحي باتجاه المزارعين الفلسطينيين شرق خان يونس والبريج جنوب ووسط القطاع، فيما استهدفت بحرية الاحتلال بنيران أسلحتها الرشاشة مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة السودانية والواحة في شماله الغربي، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
كما اقتحم أكثر من مئة مستوطن المسجد الأقصى من جهة باب السلسلة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
في سياق متصل، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق رسمي بجرائم الاستيطان المتواصلة في أرض دولة فلسطين، مشيرةً إلى أن الاستيطان جريمة وفقاً للقانون الدولي.
وأكدت الخارجية أنها تواصل عملها مع الجنائية الدولية بشأن استمرار سلطات الاحتلال بتوسيع عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، عبر إعلانات متواصلة عن إقامة وحدات استيطانية جديدة، تتركّز بشكل أساسي شرق مدينة القدس المحتلة ومحيطها، وتمتد إلى منطقة بيت لحم باتجاه الغرب، بهدف تشكيل كتلة استيطانية واحدة تقوّض أي فرصة لقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967.
وأشارت الخارجية إلى أن إعلان سلطات الاحتلال، أول أمس، عن إقامة 770 وحدة استيطانية جديدة غرب بيت لحم بالضفة الغربية يأتي لخدمة هذه المخططات، وندّدت بصمت المجتمع الدولي تجاه عمليات التوسع الاستيطاني، مطالبةً الأمم المتحدة بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2334 لعام 2016 الذي يطالب بالوقف الفوري للاستيطان.