ثقافة

فوائد.. يجنيها المحكوم لزوجته!

أكرم شريم

من طرائف ما يجري في حياتنا وما أكثر ما فيها من طرائف، أن نجد إنساناً يدخن أثناء عمله، سواء في مكتبه أو متجره، أو المعمل الذي يعمل فيه، ولكنه حين يدخل منزله يتوقف عن التدخين، ولأنه في الأصل لا يُحضر معه علبة السجائر! وكذلك الذي يحافظ على أمواله من التبذير ويتخلص دائماً من أصدقاء السوء إلى آخر ذلك!.
أنا أسمع عن الرجل (المحكوم)، وكم قمنا ولا نزال بالتندر على الرجل المحكوم!. وبصراحة أكثر لا أحب أن أسمع ذلك عن أحد، بل ولا أجده أمراً طبيعياً في حياتنا، وإذا سألتني رأيي أقول لك: يجب أن يذهب المحكوم مع زوجته إلى الطبيب النفسي!. لأنه ليس من الطبيعي أن يوجد محكوم في الحياة الزوجية والأسرية ولا محكومة!. بل من الطبيعي أنه رب أسرة ومعروف ذلك ديناً وقانوناً وأنها ست البيت، الآمرة الناهية في بيتها وعند زوجها وأولادها، وضمن الشرع والقانون وما يضمن التعاون والتفاهم الدائمين بين الزوجين.
أما أن نجد صاحب متجر يعمل طوال النهار في متجره مع الزبائن ومع عماله، ومع الاتصالات الدائمة بكل من يأخذ منهم أو يعطيهم، وهو يدخن، وقد يتجاوز تدخينه العلبتين يومياً (لا حول ولا قوة إلا بالله) ثم حين يغلق متجره يترك فيه التدخين، العلبة وما فيها والقداحة، وطبعاً أوساخ التدخين على طاولته وفي جو متجره وفي سلة مهملاته ويذهب إلى منزله وكأنه غير مدخن ولا يعرف التدخين نهائياً ويعتاد مع الأيام ألا يخطر على باله التدخين أصلاً! وكذلك من يحافظ على أمواله من التبذير هنا وهناك وبلا جدوى، أو يضيع ويضيّع ماله ووقته مع أصدقاء السوء!.
أقول: أنا طوال عمري ضد أن يوجد محكوم في أسرته، لكنني اليوم أعلن أنني مع وجود هذا المحكوم ومع وجود هذا التحكم، وأقبل به، وأعلن أنه ربما يكون أكثر أنواع التحكم فائدة، وصحة، وإنسانية أيضاً!. خاصة مع الذي يدخن في مكتبه ولا يدخن في منزله، أو يدخن في معمله، أو المعمل الذي يعمل فيه، ولا يدخن في منزله! وهؤلاء جميعاً بالمناسبة لا يدخنون لا في الطرقات ولا في وسائل النقل لأنهم في الأصل لا يحملون علب الدخان معهم بعد خروجهم من أماكن عملهم. فانظروا كم صار مفيداً للجميع، ولكل ركاب وسائل النقل، أن يكون الإنسان محكوماً لزوجته!. ودعنا نتحدث الآن بصراحة أكثر فهو حين لا يدخن في المنزل فإنه إذن لا يدخن لا في الطريق، ولا في وسائط النقل!.
ونحن إذا أردنا أن نقيس نسبة ما يبقى من عادة التدخين في حياتنا، فيما لو اتبع كل المدخنين في العالم هذه الطريقة، وسمعوا كلام زوجاتهم وقاموا بالتنفيذ الحرفي لما تريده الزوجة، وأرجو المساعدة في إطلاع الزوجات على ذلك، وعلى إمكانية أن يقمن بهذا التصرف، وبكل اللطف المعروف عن الزوجة والمرأة عموماً، فيصبح المدخنون في العالم كله أنصاف مدخنين فهل بعد ذلك نرفض أن نكون محكومين بهذا الإنصاف الإلهي وهذه المحبة الصالحة وهذه الفائدة التي لا تنتهي فوائدها، خاصة وأن من يعتاد على ترك التدخين أكثر من نصف النهار أكثر من نصف الوقت عموماً، فإنه يصبح أكثر قدرة على ترك التدخين، هذه العادة التي تلصق التبغ في صدورنا وتقاوم دخول الأوكسجين إليها، وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نسمع كلام زوجاتنا!، وأن ننفذ ودون مناقشة كل ما يقلنه، خاصة التوقف عن تناول الأخطار والأضرار مثل التدخين سيد الأخطار الصحية والأضرار الصحية في هذا العالم!.