مشهد درامي.. مع الروح
تعبت سارة وهي تقوم بحذف تلك الرسائل التي تدعو إلى المحبة والتسامح في شهر رمضان، وتكاد تمتلئ ذاكرة الهاتف بمئات الرسائل يومياً، فهي تحتاج لما يقارب الخمس عشرة إلى عشرين دقيقة لحذف تلك الرسائل حتى دون قراءتها، وبعضها يتحدث عن قصص دينية أو أساطير تحمل في نهايتها انشرها لأكبر عدد من الناس ليعم الحب والسلام أو لترى شيئاً مفيدا.
ارتشفت ليلى فنجان قهوتها ليلاً، وبدأت حواراً مع الروح، فسألتها، هل نحن بحاجةٍ إلى من يقول لنا أن نسامح الآخر أو نغفر له أخطاءه تجاهنا، وهل نحن بحاجةٍ للاستماع لقصةٍ غريبة الأطوار خارقةً حارقة لا تخطر على قلب ولا عقل بشر، لنعلم أن الخير دوماً منتصر والشر مهزوم. كم من الحقائق نسلّم بها دون أن نفكّر بحقيقتها.
سألت سارة روحها مجدّداً هل أنا إنسانة سيئة وكل من يراسلني يريد أن يهديني لجادة الصواب، أم هي عبارة عن تحويل رسائل دون قراءتها، والسر يكمن بمن يقوم بإعداد تلك الرسائل ونشرها بين الناس، كانتشار النار في الهشيم، إنّ روحي تتألم لكنني أجهل هل أنّها تتألم من سذاجة الآخرين وقلّة حيلتهم وضعف بصيرتهم، أم لكون الآخر أعلم بحالي مني وأعلم بدواخلي وجوارحي ومشاعري مما أظهر عليه أمامه. هي فلسفة الروح الغامضة التي تجعلنا نحلّق بين السماء والأرض بغير أجنحة ونزهر أينما زرعنا، ونشرق بعقلٍ وعلمٍ لا بسبحانية وبركة.
دمتم بخير.
أمينة العطوة