مهزلة مكتملة الأركان في تجارب المصارعة.. تفرد بالقرارات والمصالح الشخصية فرضت نفسها
لم يكتب لتجارب منتخبنا الوطني للمصارعة أن تسير بشكلها الطبيعي بعد أن فرض بعض أعضاء الاتحاد أنفسهم أبطالاً للمشهد بطريقة استعراضية تجلت فيها المصالح الشخصية بأوضح صورها، مع كمية الظلم والإجحاف بحق لاعبين معينين، وطمعاً بالسفر والأضواء.
فاتحاد المصارعة يعيش هذه الأيام حالة يرثى لها مع وجود تفرد واضح بالقرارات من عضو أو اثنين أو أكثر ظنوا أنفسهم أكبر من المحاسبة، واتخذوا سلسلة من القرارات بطريقة ارتجالية بعيدة عن روح العمل الجماعي، ودخلوا في حسابات الانتخابات والمصالح، لتكون اللعبة واللاعبون هم الضحايا!.
ولعل النقطة الإيجابية الوحيدة في التجارب التي جرت في صالة المنتخب كانت تواجد القيادة الرياضية التي تابعت وشاهدت كل ما جرى على أرضية الصالة دون رتوش أو تجميل.
نهاية متوقعة
ما جرى في التجارب كان متوقعاً بالنظر إلى المقدمات التي أحاطت بعمل الاتحاد منذ فترة ليست قصيرة، لكن الطريقة التي جرت فيها الأمور كانت سيئة إلى حد أن أحد اللاعبين المظلومين أغرق أرض الصالة بدموعه، وملأ جنباتها بصراخه على فرحة تمثيل الوطن التي ضاعت بسبب التحيز والمحسوبيات.
تجارب انتقاء منتخبي الشباب والناشئين للمشاركة في البطولة الآسيوية التي يفترض أن تكون عامرة بالنزالات، تم الاكتفاء فيها بنزالين فقط، والمفارقة أن نتائجهما لم تكن مؤثرة، حيث كان العضو المتفرد قد حدد الأسماء مسبقاً وأرسلها للدولتين المنظمتين دون عودة لكل أعضاء الاتحاد، وبذلك جاءت التجارب بعد اختيار الأسماء في مفارقة تسجل باسم اتحاد المصارعة، وبإنجاز نادر الحدوث.
ولتكتمل الصورة القاتمة فإن العضو ذاته أشرف على النزالين، وفرض على حكامهما تسجيل نقاط لطرف، وحرمان طرف آخر، وبذلك حقق لاعبه الفوز!.
مصارعة وسفر
اتحاد المصارعة في الفترات التي سبقت التغيير الأخير كان يشتكي من قلة فرص الاحتكاك، وعدم موافقة المكتب التنفيذي على مشاركته في بطولات هنا وهناك، ويعلّق تراجع اللعبة على ذلك، رغم أن السفر بات سمة ملازمة للعبة وكوادرها، ويمكن أن نقول إنها الأكثر سفراً على الإطلاق بين الرياضات الفردية، وتحديداً في المعسكرات التدريبية، والبطولات الودية.
السفرات هذه باتت هدفاً بحد ذاتها عوضاً عن كونها وسيلة لتطوير اللعبة، فبات الأمر أداة انتخابية لكسب أصوات المحافظات بتسفير لاعبيها ومدربيها، وتصفية الحسابات مع بعض الكوادر واللاعبين الذين تم إقصاؤهم بسبب خلافات شخصية بحتة.
ومن المؤكد أن ما جرى في التجارب الأخيرة هو فصل جديد سببه الرئيسي الرغبة في السفر، وفرض الرأي بعيداً عن مصلحة اللعبة، وتحديداً مع موافقة المكتب التنفيذي على سفر أربعة لاعبين، ليقع الاختيار على ثلاثة كون سفر اللاعب الرابع لا يطابق مصالح بعض الأعضاء!.
روح رياضية
كل ما حدث على أرض الصالة من فوضى وظلم بكفة، وما جرى قبل بدء التجارب بكفة أخرى، حيث اجتمع عدد من أعضاء الاتحاد بحضور رئيس مكتب ألعاب القوة لتبادل وجهات النظر حول السفر، لتثور ثائرة أمين سر الاتحاد، ويتهجم على زميل له لفظياً، ويحاول الوصول إليه لضربه على مسمع ومرأى عدد كبير من الكوادر التي تساءلت بحرقة عن الحال التي وصلت إليها اللعبة في ضوء غياب الروح الرياضية عن قياداتها.
وهنا نتساءل: إلى أين تتجه اللعبة إذا كانت الخلافات في الآراء ستوصل إلى الإيذاء الجسدي؟ وأية رسالة ستصل للاعبين إذا كان أصحاب الخبرة والقرار على هذه الحال؟!.
القرار المنتظر
أمام كل ما جرى، ووفق مصادر “للبعث”، فإن القيادة الرياضية بصدد إصدار مجموعة من القرارات لمعالجة ما حصل، وإعادة الأمور إلى نصابها، وتقويم عمل الاتحاد.
كل الأمل أن تكون القرارات حاسمة لا تقبل أنصاف الحلول، وخاصة أن الفترة الماضية شهدت سلسلة من الأخطاء غير المقبولة، وموضوع بطولة آسيا في الصين، وحرماننا من ميدالية ليست ببعيدة.
مؤيد البش