الاجتماع الثاني لأبناء القبائل والعشائر والنخب الوطنية:لــن نسمــــح لأي كان بتنفيــــذ أي مخططـــــات تقسيميـــــة
حلب- معن الغادري:
تداعت القبائل والعشائر السورية والنخب الوطنية لعقد اجتماعها الثاني في فندق الشهباء بحلب، أمس، تأكيداً منها على الوقوف خلف الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب، وخلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد، وضد مخططات الدول المعادية التي تستهدف استنزاف مقدرات سورية وتقسيمها. وأكدت في بيان ختامي ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية تحت قيادة الرئيس الأسد، وعدم السماح بالمساس بوحدتها والتفريق بين أبنائها، ورفضها الوجود الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية، وخصوصاً في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية، مشيرة إلى أن كل القوات التي دخلت سورية بطريقة غير شرعية هي قوات احتلال وعليها أن تخرج منها، لافتة إلى أن سورية وطن واحد لجميع أبنائه المتمسّكين بوحدته والمضحين لأجله والرافضين كل أشكال الهيمنة والوصاية الأجنبية أو على أي جزء عزيز منها.
وأشارت القبائل والعشائر والنخب الوطنية إلى أن حدود سورية مصانة بموجب قوانين الشرعية الدولية، ولن نسمح بتغييرها أو رسم خرائط تبديل لها، ولن نسمح لأي كان بتنفيذ أي مخططات من شأنها النيل من وحدة سورية أو تغيير المنطقة الجغرافية فيها، فالشعب السوري هو الوحيد المخوّل بتقرير مستقبله، والأراضي السورية هي ملك لشعبها الذي لا يقبل الوصاية عليه، مجدّدة رفضها القاطع التدخل التركي السافر في شؤون سورية، مؤكدة “ضرورة تعزيز مفهوم المقاومة الشعبية، من خلال تمكين القبائل والعشائر العربية والكردية الوطنية للقيام بممارسة دورها الرئيسي في توطيد العلاقات الإنسانية، وتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم، لإفشال المخططات الاستعمارية، وما يسعى إليه المتآمرون في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية، والعمل على إعادة سلطة الدولة إلى كامل المحافظات الشرقية، ودعمها بما يضمن إعمارها وازدهارها، والتأكيد على أنها جزء لا يتجزأ من سورية”، مشيرة إلى “أن أبناء الجزيرة وحلب مستعدون للذود عن وطنهم بجميع الطرق”.
وأوضح البيان أن سورية وطن لجميع أبنائها تكفل لهم المساواة في الحقوق والواجبات، ودعا للعمل على مبدأ تكافؤ الفرص، وإفساح المجال لأبناء الشعب كلهم للقيام بواجباتهم لصوغ حياة المجتمع، وتعزيز التفاهم بين أبناء الوطن، والتأكيد على أن ثروات سورية ومواردها ملك لشعبها، ولا يحق لأحد أن يغتصبها، مشدداً على أن راية الوطن هي علم الجمهورية العربية السورية، الذي يرمز للوحدة والحرية والسيادة، واللغة الرسمية للجمهورية العربية السورية هي اللغة العربية.
ونوّه البيان ببطولات الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب وتحريره أغلب المناطق بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة، وأكد على الوقوف خلفه حتى تحرير آخر شبر من رجس الإرهاب، ودعا إلى العفو عن كل من لم تتلطّخ أيديهم بالدماء، والاستمرار بتسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية لإتاحة الفرصة لمن حالت الظروف دون التحاقهم بالخدمة، وجدّد الدعوة إلى رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة ودول أخرى على الشعب السوري، وضرورة تسهيل المجتمع الدولي عودة المهجرين السوريين، بما في ذلك في مخيمي الركبان والهول، إضافة إلى ضرورة توسيع الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها المساعدات الإنسانية للسوريين المحتاجين على الأراضي السورية كافة.
وكانت قد ألقيت كلمات باسم العشائر ووجهاء القبائل والنخب الوطنية في محافظات حلب والرقة ودير الزور والحسكة، أكد المتحدّثون خلالها أهمية الوحدة الوطنية، والعمل على تحرير كل شبر من رجس الإرهاب، ورفض الوجود الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية، والمخططات الرامية للنيل من وحدتها واستقلالها.
وكان محافظ حلب حسين دياب قد ألقى كلمة بيّن فيها أن سورية تتعرّض اليوم لأشد حرب يشهدها التاريخ، حيث تكالب عليها الإرهاب وداعموه عبر حرب عسكرية واقتصادية وتقسيمية بهدف تمرير أجندات خارجية استعمارية، موضحاً أن هذا الجمع الكبير من المحافظات السورية يؤكّد إصرار السوريين على تطهير أرضهم من الإرهاب وداعميه من الدول الاستعمارية، وأضاف: كما عادت حلب إلى حضن الوطن ستعود المحافظات الشرقية وريف حلب، ويرفرف العلم السوري فوق منشآتها ودوائرها.
وفي نهاية المؤتمر أكد المتحدّث باسم المؤتمر أنه بمكرمة من قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد تمّت الموافقة على تشكيل لواء اقتحام خاص بحلب والمحافظات الشرقية لتسوية أوضاع الشباب الذين منعتهم الظروف من الالتحاق بالخدمة الإلزامية أو الاحتياطية.
وكان الاجتماع الأول للقبائل والعشائر السورية والنخب الوطنية عقد في منطقة أثريا بحلب في كانون الثاني الماضي.
وفي كلمة عشائر محافظة الحسكة، شدّد الشيخ عبود عيسى شواخ على رفض الأهالي المخططات المعادية لسورية وشعبها، مؤكداً على تمسكهم بسيادة الدولة السورية، ورفع العلم الوطني فوق جميع ربوعها، ووقوفهم خلف الجيش العربي السوري لدحر كل من يدنّس تراب الوطن.
وفي كلمة محافظة دير الزور، أكد الشيخ نايف الفارس الجراح على مقاومة الأهالي كل المخططات الاستعمارية التي يحاول المحتل الأمريكي فرضها على المنطقة، لافتاً إلى أن أبناء دير الزور مصممون على مقاومة العدوان وطرد المحتل.
وفي كلمة محافظة الرقة، أكد الشيخ أحمد الحجي أن الأهالي مصممون على مقاومة الاحتلال الأجنبي وأدواته العميلة، مشدّداً على ضرورة عودة كامل المحافظة إلى سلطة الدولة السورية وعودة جميع المؤسسات إليها.
وفي كلمة عشائر محافظة حلب، أكد الشيخ مجيب الدندل أن أهالي حلب مستمرون في رفض الهيمنة الأجنبية وعملائها، وأن حلب مثلما تحرّرت من الإرهاب وصدت العدوان ستتمكن بهمة أبطال الجيش العربي السوري من تطهير كل شبر محتل من ترابها الطاهر وإعادته الى حضن الدولة السورية.
وفي كلمة النخب السورية، أوضح نضال رهاوي أن جميع أنواع نخب المجتمع السوري، من مهندسين وكتّاب وحقوقيين ومؤرخين ومثقفين، يرفضون وجود المحتل الأجنبي، وهو موقف وطني ومعيار أساسي لمواجهة جميع المخططات التي تعمل على زرع الفرقة بين السوريين.
وباسم تجمّع العشائر في حلب، أكد الشيخ محمد الفارس تمسّك العشائر بكل شبر من أرض الوطن ورفض التدخل الأجنبي، داعياً إلى منح مهل جديدة لتسوية أوضاع أبناء ريف حلب والجزيرة ومساعدتهم للعودة إلى حضن الوطن.
تصوير- يوسف نو