ثقافةصحيفة البعث

قدرات نفسية هائلة!

أكرم شريم
لقد خلق الله لنا حين خلقنا، قدرات نفسية داخلية هائلة عظيمة الأهمية تساعدنا على تحمل المشاكل التي قد نتعرض لها أو الأزمات التي من الممكن أن تحيط بنا وتشل قدراتنا المعنوية أو المادية فتشكل لنا هذه القدرات النفسية الإلهية دعماً نفسياً قوياً وتساعدنا إلى حد كبير وبشكل دائم على التخفيف من معاناتنا كي نتحمل أوضاعنا ونعيش مع هذه السعادة الداخلية التي نخترعها ونسعد ونرتاح بها، إضافة إلى أنها قد تساعدنا في البحث عن الحلول الممكنة !. وأضرب مثلاً: إنسان عاجز ويعاني من ضعف كبير وينتظر المساعدات دائما، مثل هذا الإنسان يخلق لنفسه دائماً حياة رائعة وفيها مكانة كبيرة له بين الناس وحاجات يقوم بتلبيتها لهم وحب واحترام منهم له كبير، حتى يصبح هذا العاجز يعيش بينه وبين نفسه حياة مرفهة حلوة وسعيدة وعظيمة أيضاً!.
وحتى الإنسان الطبيعي شاباً كان أو فتاة، رجلاً أو امرأة، كبيراً في السن أو صغيراً، وعلى الرغم من أنه طبيعي ويعيش حياة طبيعية، فإنه قادر أيضاً على أن يسعد نفسه بما فشل فيه في حياته فيتصور نجاحه وسعادته وسعادة كل من حوله حين نجح وحقق ما يريد. ونضرب مثلاً الطالب الذي لم يتوفق في النجاح في الشهادة الدراسية، أو الشاب الذي لم يتوفق في الوصول إلى طموحه في العمل الذي يريد ويحب، وما أكثر هذه المعاناة النفسية العادية والتي لا خطر أو ضرر منها وإنما هذه القدرات تسعد صاحبها وتخفف عنه كل ما يشعر به من معاناة التراجع أو الفشل أو العزلة النفسية أحياناً!.
وتتحرك هذه القدرات النفسية الإلهية التي خلقها الله لنا وبقوة وسرعة وبانتشار قوي وسريع أيضاً، وتكثر تصورات هذا الإنسان بأنه تجاوز الفشل وسعد بتحقيق النجاح ودون أن يؤثر ذلك لا على شخصيته أو نفسه، أو عقله، أو أي عامل من عوامل حياته الطبيعية وكم يعزّينا ذلك ويريحنا حين نعرف أن الفتاة التي تأخر زواجها، وليس بعامل من إرادتها أو عملها أو غير ذلك، وإنما تنتظر ابن الحلال وتأخر وتتحرك فيها هذه القدرات النفسية الإلهية وتخلق لها وفيها وفي تصوراتها هذه الحياة الحلوة التي تريدها وتنتظرها، وهذا الإنسان الذي حين يراها يبتسم ويسرع نحوها ويعرب لها عن حبه وأنه يريد أن يعرف منها عنوان منزلها لكي يأتي هو وأهله ويطلبون يدها!. وهذه المرأة التي تزوجت ولم ترزق بأولاد فقد صار بيتها مليئاً بالأولاد وهي تحدثهم وتعلمهم وأحياناً تنهرهم لأنهم عفاريت ويشاغبون!.
إنها قدرات نفسية إلهية خلقها الله لنا وفينا نستخدمها بشكل طبيعي ومتى نشاء وفي كل حالاتنا التي تحتاج إليها وذلك عند كل إنسان وفي كل مكان في هذا العالم ودائماً وباستمرار!.