معرض مقتنيات الصالات الخاصة.. خطوة في الطريق الصحيح
للمرة الأولى تشترك الصالات الخاصة في مدينة دمشق وتقيم معرضا لمقتنياتها في صالة الشعب للفنون الجميلة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين وبرعاية محافظة دمشق.. هذا المعرض الفريد من نوعه، وهذه الصالات التي حملت مسألة الفن التشكيلي في جانبيه الترويجي والثقافي لسنوات طويلة ورعت الكثير من الفنانين وسّوقت أعمالهم واستقطبت شريحة واسعة من المقتنين العرب والأجانب، وتواصلت مع البعثات الثقافية للتعريف بالفن السوري، هذا الجهد الكبير لم يقدم له أي دعم، ربما كلمة شكر من المؤسسة الثقافية الرسمية تفعل فعلها في تعزيز ثقة هذه الصالات بدورها بدل أن تبقى حبيسة مفهوم الدكان الذي يبيع اللوحات، ويبتز حاجة الفنان للعيش في طلب موديلات محددة من الأعمال التي تناسب ذوق صاحب كيس المال، هذه الصورة ربما تنطبق على عدد من هذه الصالات المحكومة برؤية صاحبها وعلاقته بالفن التشكيلي المتكسبة والمعتاشة عليه، لكن الحرب بسنواتها الطويلة جعلت من البعض الآخر أكثر إصرارا وثقة في دور الفنون في المجتمعات وقدموا في زمن الموت وسقوط القذائف على المدينة حضورهم البهي في الحياة ولم تنقطع العروض التشكيلية في صالاتهم، بل زادت من عدد المعارض وورش العمل، نذكر هؤلاء بكل حماسة وفخر بهم على أنهم شركاء حقيقيون في بناء ثقافة الجمال ومقاومة القبح وإن قضية الفن هي قضية الفضيلة والخير، فشكرا لهم ولفنانينا التشكيليين السوريين الذين أثبتوا حضاريتهم وعمق انتمائهم لبلدهم.
اليوم وحينما يدعو اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية لإقامة هذا المعرض، فهو يدعو جميع العاملين في الحقل التشكيلي للتعاضد والتآلف في الاتفاق حول القيمة التي يملكها الفن التشكيلي السوري بغية تعزيزها من خلال فتح القنوات الصحيحة للتواصل بين الفنان وصالة العرض، وبين الصالة والحيز الثقافي المطالب بأداء دوره الريادي كمعين بناء وانتصار يتعزز في المستقبل نحو جعل دمشق قبلة الجمال والفن في المنطقة التي أنهكتها الحروب والصراعات المشغلة بأطماع وسياسات الآخرين التي تستخدم كل وسائل الإعلام والميديا بغية خلق الفوضى والكراهية وتفتيت الهويات الوطنية واستبدال القيم الجمالية والحضارية ببديلها السلعي الاستهلاكي حيث التفاهة والتشيؤ بديلا للقيم.
المأمول من المؤسسات الثقافية الرسمية واتحاد الفنانين المبادرة لفتح أوسع دائرة واستكمال هذه الخطوة نحو فتح حوار عمل مشترك بين جميع العاملين في الثقافة التشكيلية من نقاد وفنانين وأصحاب صالات ومقتنين لتنسيق جهودهم للتحرك نحو خلق تأثير كبير في المحيط الذي يشهد نشاطات كبيرة مسيسة وذات أغراض كبيرة في المنطقة مثل “أرت فير – ملتقيات – مهرجانات- بيناليات”، والقيام بفعل سوري يستقطب فناني العالم ومحبي السلام للمشاركة في فعالياتنا الوطنية المنافسة والتي تقدم حقيقة سورية وثقافة الشعب السوري الخلاق.
أكسم طلاع