الاحتلال يصعّد من جنونه.. ويوغل في سفك الدم الفلسطيني تحت "المظلة الأميركية" المقاومة توسّع دائرة الأهداف وتعد بمفاجآت: شروط نتنياهو أوهام لن تتحقق
اختتم العدوان الصهيوني على غزة أسبوعه الأول، حاصداً في آخر حصيلة 166 شهيداً وأكثر من ألف جريح، فيما كانت المقاومة الفلسطينية تفرض معادلاتها على الأرض، زارعة الرعب في صميم الجبهة الداخلية الإسرائيلية، من خلال صواريخها التي دكّت تل أبيب والقدس وديمونة، وتصدت لمحاولة إنزال بحري إسرائيلي على شواطئ غزة.
في اليوم السابع من العدوان على غزة لم تجد طائرات الاحتلال أهدافاً تقصفها غير بيوت الآمنين، في تعبير بالغ الوضوح عن المأزق الذي تجد نفسها فيه، عسكرياً، فمن كان محظوظاً نالته صواريخ تحذيرية من طائرات الاستطلاع قبل تحويل بيته إلى ركام، وغير أولئك صاروا شهداء وسط صمت عربي مدوّ، يلامس حدّ التواطؤ، ودعم أمريكي غربي سافر.
ملأت “إسرائيل” قطاع غزة، خلال الأيام الماضية بأنهر من الدماء والخراب، وها هي تجد نفسها اليوم على مفترق طرق، بعدما فشلت في إخضاع المقاومة، وتبدو خياراتها محدودة، وتنحصر في ثلاثة: إما أن تدفع بجنونها إلى حدّه الأقصى عبر تكثيف المجازر، بما يستدعي تدخلاً دولياً يخلط الأوراق، أو تسرّع بطلب وساطة، أعرب باراك أوباما لبنيامين نتنياهو عن استعداده للقيام بها، أو خوض غمار مغامرة برّية بات واضحاً أنها تحظى بدعم، بل بتحريض، من واشنطن. كل ذلك في ظل صمود شعبي فلسطيني صلب رغم ضخامة التضحيات، وأداء مقاوم، يُشهد له.
واستهدفت قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين ومؤسسات مدنية ومساجد وبنى تحتية، فيما منعت المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا بيير كرينبول ومنسق الشؤون الإنسانية جيمس راولي من الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون.
وفي ردها على العدوان استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية في استهداف المستوطنات والتجمعات الإسرائيلية بالصواريخ، وتعرضت المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة مروراً بـ “أسدود” وصولاً إلى تل أبيب لوابل من الصواريخ حيث سمعت صفارات الإنذار في العديد من هذه التجمعات مستبقة وصول الصواريخ، في حين اندلع حريق وصف بالكبير في النقب الغربي في أعقاب سقوط قذائف هاون أطلقت من القطاع.
وكانت المقاومة الفلسطينية تصدت لمحاولة إنزال بحري لوحدات العدو في شمال غرب القطاع، واعترف ناطق عسكري إسرائيلي بإصابة أربعة من الجنود الإسرائيليين بجروح وصفها بالطفيفة خلال الهجوم إلا أنه رفض ذكر تفاصيل إضافية.
في الأثناء، أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن جهود التهدئة المبذولة من جانب أطراف عدة لوقف العدوان تصطدم بالرفض الإسرائيلي، الذي يشترط وقف الصناعات الصاروخية في غزة وتجريد القطاع من الصواريخ، وقالت: إن حكومة نتنياهو تتلطى خلف الحماية الأميركية، التي تبدو غير مستعجلة للتدخل لوقف العدوان.
وقال قيادي في المقاومة: إن شروط نتنياهو لا تعني المقاومة، لأنها أوهام لن تتحقق، مؤكداً أن المقاومة لا يمكن أن تتخلى عن قدراتها في الدفاع عن غزة والشعب الفلسطيني، واعتبر أن الكلام عن التهدئة في هذا الوقت خدعة إسرائيلية، وأن خيار المقاومة هو مواجهة العدوان وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة.
وفي سياق الأوضاع التي تشهدها الضفة الغربية المحتلة تسود مصليات المسجد الأقصى المبارك ومحيط بواباته الخارجية أجواء شديدة التوتر بعد اقتحامه من قبل وحدة خاصة من جنود الاحتلال من باب المغاربة وملاحقة عناصرها للمصلين الذين تصدوا لمستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى بإمرة الحاخام المتطرف يهود غليك.
وفي ردود الفعل الدولية أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أن أمريكا وبريطانيا تدعمان رسمياً قتل الأطفال المظلومين في قطاع غزة من خلال السكوت على جرائم الكيان الصهيوني في القطاع، فيما أدان نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد حسن أبو ترابي فرد العدوان الصهيوني الوحشي، مؤكداً أن هذا العدوان يتم بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، لافتاً إلى أن قطاع غزة استطاع بمقاومة وصمود سكانه العزل الأبرياء أن يذيق العدو الغاشم مرارة الذل والحقارة للمرة الثالثة خلال السنوات الست الماضية، واصفاً هذا القطاع بأنه رمز المقاومة أمام الباطل.
كما دعا بابا الفاتيكان البابا فرنسيس إلى اتخاذ خطوات ملموسة من أجل السلام في قطاع غزة، ووقف كل الأعمال العدائية، فيما أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أن غزة أصبحت اليوم مدرسة لكل الشعب الفلسطيني والأمة العربية بنضالها وثباتها وصمودها، مندداً بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع والذي لم يسلم لا الحجر ولا البشر منه، وأوضح أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية والعالم يتفرج ولا يحرك ساكناً، مؤكداً أن أمريكا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية شريكة في جريمة قتل الشعب الفلسطيني لأنها تبرر ما تقوم به إسرائيل، وأضاف: عندما يعتدى على غزة أو دمشق أو بغداد يعتدى على كل الأمة العربية، وعلى الجميع أن يتحركوا من أجل وقف العدوان على غزة ودمشق وبغداد والأمة العربية التي يراد تدميرها. ونظم عدد من الصحفيين والنشطاء المستقلين المصريين أمس وقفة احتجاجية صامتة أمام نقابة الصحفيين بالقاهرة حداداً على أرواح الشهداء الفلسطينيين واستنكاراً للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، وأحرق المشاركون في الوقفة علم الكيان الصهيوني تعبيراً عن الرفض لما يحدث للشعب الفلسطيني من حرب الإبادة والإرهاب التي تشن ضده.