الصفحة الاولىصحيفة البعث

الخامنئي: لا يمكن الثقة بأمريكا والدول الأوروبية

أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي أنه لا يمكن أن تثق إيران بأمريكا والدول الأوروبية بعد ممارساتهم وأخطائهم تجاهها، وقال، لدى استقباله أمس رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران: إن الأوروبيين يفتقرون القدرة، وينتهجون الفكر الأمريكي نفسه، لكنهم يدخلون كوسطاء ووعودهم فارغة، معتبراً أن طريق التعامل مع الأوروبيين مفتوح، لكن يجب ألا نثق بالدول التي تعادينا بشكل علني. وأوضح الخامنئي أن إيران لم تغلق باب الحوار والتفاوض واللقاءات مع أي بلد في العالم ما عدا الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، موجهاً خطابه للأوروبيين بالقول: “إذا كنتم صادقين في مواقفكم، فيجب أن تعملوا بها”، وأشار إلى أنه لا يوجد مانع من زيارات الأوروبيين وإجراء مفاوضات مع المسؤولين الإيرانيين، لافتاً إلى أنهم “يعترفون بأنفسهم بضعفهم وتراجع قوتهم، وهم يلتزمون بالحظر الأمريكي على إيران عملياً ولم يقدموا شيئاً لها في الماضي، ومن المستبعد أن يقدموا شيئاً في المستقبل أيضاً، لذا ينبغي قطع الأمل منهم تماماً”. وشدد الخامنئي على أن أمريكا هي عدونا الأساسي، وهي اليوم الدولة الأكثر كرهاً في العالم بسبب سياساتها وممارساتها.
في سياق متصل قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن التاريخ لن ينسى صمت منظمة الأمم المتحدة إزاء الإرهاب الاقتصادي الأمريكي بحق الشعب الإيراني وجرائم الكيان الصهيوني في المنطقة، وأشار، خلال لقائه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في نيويورك، إلى أن كيان الاحتلال الصهيوني يعتدي باستمرار على  الفلسطينيين وعلى دول المنطقة مقابل صمت الأمم المتحدة، داعياً إياها للاضطلاع بمسؤولياتها بهذا الشأن، ولفت إلى أن مبادرة “هرمز للسلام” خطوة جديدة لتعاون الأمم المتحدة بشكل جاد فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار في المنطقة.
من جهته جدد غوتيريس دعمه الكامل للاتفاق النووي الموقّع مع إيران.
إلى ذلك أكد روحاني أن الحظر الأمريكي اللاإنساني ضد إيران لن يحقق أهدافه، لافتاً إلى أن ضغوط أمريكا عززت الوحدة والتلاحم في البلاد، وقال، خلال لقائه النخب والمفكرين في السياسة الخارجية الأميركية في نيويورك: “إن الاتفاق النووي كان أفضل اتفاق يمكن التوصل إليه.. والتقارير العديدة التي أصدرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير إلى أن إيران التزمت بتعهداتها، وهي لا تسعى إلى انتهاك القوانين بشأن السلاح النووي”، وأضاف: “إن إيران مستعدة لمتابعة مشروع قانون التصديق الفوري على البروتوكول الإضافي في مجلس الشورى كقانون دائم في مقابل التصديق على الاتفاق النووي ورفع الحظر عن إيران تماماً من قبل الكونغرس الأمريكي”، مشدداً على أن إيران لم ولن تسعى وراء السلاح النووي، كما أنها شرحت مشروع تحالف الأمل والسلام في مضيق هرمز وسعت وستسعى وراء إرساء السلام والاستقرار في كل أرجاء المنطقة.
وفي معرض رده على سؤال حول الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة ضد إيران بشأن حادث الهجوم على المنشآت النفطية التابعة للنظام السعودي، قال روحاني: “إن الذين ينشرون صورة من حادث بسيط في إيران لماذا لا يقدمون أدلتهم ووثائقهم وصورهم الدقيقة للأقمار الصناعية بشأن مصدر إطلاق هذه الصواريخ بدلاً من توجيه الاتهام للآخرين؟!”، كما أكد أن الكيان الإسرائيلي هو من ينتهك سيادة جيرانه مرارا،ً ويعتدي على دول المنطقة، معتبراً أن هذه الانتهاكات والاعتداءات تشكّل أمراً خطيراً جداً، وبالتالي فإن شعوب المنطقة لديها الحق في الدفاع المشروع عن نفسها.
بالتوازي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن قرار روحاني بعدم لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك مدروس وعقلاني، وقال: “إن إيران دولة قوية ولا تربط قوتها وكرامتها بلقاء رئيس دولة قوية بشكل ظاهري”، مشيراً إلى أن جميع المسؤولين الإيرانيين متفقون على أنه من الناحية السياسية والاستراتيجية في مثل هذه الظروف التي يجري فيها انتهاك حقوق الشعب الإيراني فإنه لا ينبغي أن يتم ليس التفاوض فقط، بل حتى مجرد لقاء بسيط مع قادة أمريكا، كما لفت إلى أن إيران قدّمت مبادراتها حول الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، ولا حاجة لها للدبلوماسية الاستعراضية والمبنية على الصدفة، مشدداً على أن طهران أثبتت بأنها داعية حوار، ولا تخشى التفاوض، وتدعو على الدوام إلى إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.