أخبارصحيفة البعث

ابن سلمان يسعى للهروب من المستنقع اليمني!

 

بعد مرور أسبوعين على المقترح اليمني للسلام، الذي قدّمه رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، والذي يقضي بالتوقّف عن شن هجمات يمنية بالصواريخ والطائرات المسيّرة على السعودية إذا فعل “التحالف السعودي” نفس الشيء، وتوقّف عن قصف المناطق اليمنية، تجاوب النظام السعودي بشكل رسمي مع المبادرة، وأعلن أنه يدرس بشكل جدي وقف إطلاق النار، وكذلك فتح اتصالاً بـ المشاط عبر طرف ثالث.
وأشارت ثلاثة مصادر دبلوماسية ومصدران مطلعان إلى أن النظام السعودي يدرس بجدية شكلاً من أشكال وقف إطلاق النار، في محاولة لوقف تصعيد الصراع في اليمن، حسبما نقلت وكالة رويترز.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي أوروبي قوله: “إن ابن سلمان يريد الخروج من اليمن، لذا علينا إيجاد سبيل له للخروج مع حفظ ماء الوجه”، فيما قال مسؤول إقليمي مطلع: “إن السعودية تدرس بجدية وانفتاح الاقتراح”، مشيراً إلى أن هناك أسباباً تدعو للتفاؤل بالتوصل إلى حل قريباً، بينما أكد نائب وزير دفاع النظام السعودي خالد بن سلمان “أن بلاده تنظر بإيجابية إلى التهدئة”، مشيراً إلى أن الرياض تأمل أن تطبق التهدئة بشكل فعلي، مكرّراً تعليقات سابقة هذا الأسبوع لمحمد بن سلمان في مقابلة مع محطة سي.بي.إس التلفزيونية: “إن اقتراح أنصار الله يمثّل خطوة إيجابية نحو حوار سياسي أكثر جدية، وأن السعودية منفتحة على كل المبادرات”، وزعم أن بلاده تأمل أن يحدث ذلك اليوم بدلاً من الغد.
وفي السياق، قال مصدر عسكري مقرّب من أنصار الله: إن السعودية فتحت اتصالاً مع رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، عبر طرف ثالث، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق، مضيفاً: إن هذا العرض تضمّن وقفاً جزئياً لإطلاق النار في مناطق محددة.
وكان عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، محمد علي الحوثي، أكد جدية الشعب اليمني في التوجّه نحو السلام، مشدداً في الوقت ذاته أنه مع تجاهل كل المبادرات، ستستمر عمليات الردع اليمنية لمواجهة العدوان.
في غضون ذلك، أكد متحدّث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أن قوى تحالف العدوان السعودي شنّت أربعة زحوف مكثفة في محوري عسير وجيزان ومديرية نهم، موضحاً أن قوى العدوان واصلت تصعيدها خلال الـثمانية والأربعين ساعة الماضية بشن أربعة زحوف مكثفة باتجاه مواقع الجيش واللجان الشعبية في عسير وجيزان ومديرية نهم مع تغطية جوية متواصلة بالطيران الأباتشي في الحدود، لافتاً إلى أن الطيران الحربي شن ست غارات في الحدود ونهم خلال الزحوف.
كما أصيب طفلان يمنيان بجروح، جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلّفات تحالف العدوان بمحافظة الحديدة، وأفادت مصادر إعلامية بإصابة طفلين بجروح جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلّفات العدوان في قرية الجربة بمديرية الدريهمي المحاصرة.
بالتوازي، حذّرت وزارة الزراعة والري اليمنية من وضع كارثي يهدد القطاع الزراعي وأهم مصادر الأمن الغذائي نتيجة استمرار تحالف العدوان السعودي باحتجاز سفن المشتقات النفطية ومنعها من دخول ميناء الحديدة.
وأوضح وزير الزراعة والري عبد الملك الثور أن احتجاز هذه السفن يؤثر سلباً في إنتاج المحاصيل الزراعية التي تعتمد على مياه الري من الآبار، مشدداً على ضرورة توفير المشتقات النفطية للقطاع الزراعي لتشغيل المعدات والآلات المختلفة وتزويد المزارعين باحتياجاتهم من المحروقات للتخفيف من معاناتهم ومساعدتهم في تسويق وبيع محاصيلهم الزراعية، وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية كافة بالقيام بدورها في إيقاف العدوان الهمجي ورفع الحصار والسماح بدخول المشتقات النفطية.
وكانت شركة النفط اليمنية أعلنت تزايد عدد سفن المشتقات النفطية المحتجزة عرض البحر قبالة موانئ الحديدة من قبل تحالف العدوان السعودي رغم التحذيرات من كارثية التداعيات الإنسانية، وكشفت أن المخزون النفطي المتبقي لا يكفي لأكثر من عشرة أيام، محذّرة من كارثة إنسانية في اليمن هي الأكبر من نوعها في العالم في مختلف القطاعات الحيوية.
إلى ذلك أعلنت وزارة النفط والمعادن اليمنية أن تحالف العدوان ومرتزقته نهبوا أكثر من 18 مليون برميل من صادرات النفط العام الماضي، وقال وزير النفط والمعادن أحمد دارس خلال مؤتمر صحفي بشأن تداعيات استمرار احتجاز تحالف العدوان السفن في عرض البحر وجيبوتي: إن تحالف العدوان أساء للشعب اليمني، ويعمل على محاصرته وقتله، مطالباً الأمم المتحدة بتحمّل مسؤوليتها في إطلاق سفن النفط والغذاء المحتجزة.
ويواصل التحالف الذي يقوده النظام السعودي عدوانه على اليمن منذ الـ 26 من آذار عام 2015 مخلّفاً آلاف الضحايا المدنيين ودماراً هائلاً في البنى التحتية والاقتصادية فضلاً عن الحصار والمجاعة، وهو ما شكّل كارثة إنسانية.