رسالة من عبد المهدي نقلها الفياض حول سبل الارتقاء بالتنسيق السوري العراقي الرئيــــس الأســــد: سنردّ على عدوان نظـــام أردوغــان بكل الوسائـــل المشروعـــة
استقبل السيد الرئيس بشار الأسد، صباح أمس، فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي، حاملاً رسالة من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي.
وتمحورت الرسالة حول سبل تطوير العلاقات بين البلدين، والارتقاء بالتنسيق القائم بينهما إلى مستويات أعلى ومجالات أشمل، سواء في قضايا مكافحة الإرهاب أو أمن الحدود، في ضوء التطوّرات الأخيرة، إضافة للتعاون الاقتصادي، وفتح المعابر بين سورية والعراق.
وتناول اللقاء الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث أكد الرئيس الأسد أن الأطماع الخارجية بدول منطقتنا لم تتوقّف عبر التاريخ، والعدوان التركي الإجرامي، الذي يشنه نظام أردوغان على بلدنا حالياً يندرج تحت تلك الأطماع، مهما حمل من شعارات كاذبة، فهو غزو سافر وعدوان واضح، ردّت سورية عليه في أكثر من مكان عبر ضرب وكلائه وإرهابييه، وسترد عليه وتواجهه بكل أشكاله في أي منطقة من الأرض السورية عبر كل الوسائل المشروعة المتاحة.
من جانبه أكد المستشار الفياض أن البلدين مستمران في عملهما المشترك على مختلف الأصعدة بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين العراقي والسوري ويحقق الأمن والسلام للبلدين.
حضر اللقاء السفير السوري في العراق صطام الدندح.
وكان وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري بحث مع ممثلي سورية وروسيا في مركز التنسيق الاستخباري المشترك، قبيل أيام، تطوّرات الموقف الأمني في سورية والعراق على خلفية عدوان النظام التركي على الأراضي السورية، وقال المتحدّث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، اللواء تحسين الخفاجي: “إن المباحثات بين الشمري والجانبين السوري والروسي تناولت آخر تطورات الموقف الأمني، واحتمال دخول عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي الهاربة من سورية إلى الأراضي العراقية”، لافتاً إلى أن العراق عزّز قواته على الشريط الحدودي السوري العراقي بوحدات قتالية وكاميرات حرارية ووسائل رصد حديثة للحيلولة دون تسلل الإرهابيين إلى العمق العراقي.
وأجمع العديد من القوى والدول الرافضة لعدوان النظام التركي على الأراضي السورية على التحذير من تداعيات هذا العدوان السلبي على جهود مكافحة الإرهاب في سورية، منبّهة إلى احتمال دعم الإرهابيين بهذا العدوان.
جيشنا يرفع العلم الوطني في عين العرب.. والنظام التركي يقصف رأس العين في خرق فوري للاتفاق مع ترامب
استكملت وحدات الجيش العربي السوري انتشارها في مدينة عين العرب، في أقصى الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب على الحدود مع تركيا، ورفعت العلم الوطني على مباني المؤسسات الرسمية وعلى مداخل المدينة، وسط ترحيب الأهالي، والذين أكدوا أن الجيش عنوان الفخر والبطولة ودرع الوطن، وأنهم يقفون، كما كل المكوّنات السورية، إلى جانب جيشهم الباسل للقضاء على أطماع أردوغان في شمال سورية.
بالتوازي، كثّفت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها الإرهابيون عدوانها على الأراضي السورية، وحاصرت مدينة رأس العين بالريف الشمالي الغربي، مستخدمة كل صنوف الأسلحة في قصف أحيائها السكنية، موقعة عشرات الجرحى بين المدنيين وأضراراً كبيرة في البنى التحتية وممتلكات الأهالي، دفعت المئات من سكانها للنزوح خارجها هرباً من وحشية القصف، فيما ندّد تجمع عشائر البكارة، الذي عقد بحي المرجة في حلب، بالعدوان التركي على الأراضي السورية، مؤكداً أن هذا العدوان بمثابة احتلال.
وفي وقت لاحق، أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الاتفاق مع النظام التركي على تعليق العدوان على الأراضي السورية لمدة 120 ساعة، وأوضح، في مؤتمر صحفي في أنقرة، أن واشنطن تعمل بموجب الاتفاق على نقل عناصر “قسد” إلى عمق 20 ميلاً داخل الأراضي السورية.
وبُعيد وقت قصير من الإعلان عن الاتفاق، قصفت طائرات تركية مدينة رأس العين بريف الحسكة.
وفي التفاصيل، استكملت وحدات الجيش العربي السوري انتشارها في مدينة عين العرب، ورفعت العلم الوطني على مباني المؤسسات الرسمية وعلى مداخل المدينة، وسط ترحيب الأهالي، فيما أكدت مصادر متطابقة بأن الجيش انتشر في معبر عين العرب وقرى الشيوخ وزور مغار بريف عين العرب الغربي، ليصبح على تماس مباشر مع المجموعات الإرهابية المدعومة من النظام التركي في الجهة الشرقية لجرابلس.
وكانت وحدات من الجيش بدأت انتشارها في مدينة عين العرب الحدودية مساء الأربعاء بعد أن استكملت وحدات أخرى انتشارها في مدينة منبج، في إطار تحرّكها لمواجهة العدوان التركي ومرتزقته على الأراضي السورية، وتلبية لنداء الأهالي الذين يتعرضون لاعتداءات متواصلة من قبل نظام أردوغان.
والتقى موفد سانا الحربي إلى المدينة الأهالي، ورصد عن كثب فرحتهم، ووثّق استقبالهم رجال الجيش بالهتافات والأهازيج رافعين علم الوطن، ومندّدين بالاحتلال التركي، الذي سينكسر أمام بطولات بواسل الجيش وتضحياته التي هزمت التنظيمات الإرهابية في مختلف المناطق.
ووجّه مصطفى مسلم التحية للجيش العربي السوري وقيادته على الإنجازات والانتصارات التي تحققت بشمال سورية، ومنها ما تحقق في مدينة عين العرب وإفشال ما كان يخطط له أردوغان، مؤكداً أن جميع مكونات المجتمع السوري أخوة، فيما أشار أحمد بوظان إلى أنه كان يحلم بهذا اليوم الذي يدخل فيه الجيش العربي السوري إلى مدينة عين العرب لإفشال محاولات احتلال المنطقة من قبل النظام التركي.
وأكد أن الأهالي يقفون إلى جانب جيشهم الباسل للقضاء على أطماع أردوغان في شمال سورية. ولفت زيس علي بركل إلى الارتياح الكبير لدى الأهالي بانتشار الجيش، وإلى المعنويات العالية لمواجهة العدوان التركي، مؤكداً أن الشعب السوري، كما دحر الاستعمار سابقاً، سيقطع يد كل من تسوّل له نفسه المساس بأرض الوطن، فيما أوضح رشيد بوظان أن النظام التركي أرسل المئات من الإرهابيين المرتزقة، ودعمهم بالمال والسلاح من أجل تدمير وتفتيت سورية لأهداف ومخططات مشبوهة، لكن أهالي عين العرب يرفضون العدوان التركي، ولن يسمحوا لأحد باحتلال أراضي الجمهورية العربية السورية، وسيحاربون الاحتلال التركي لآخر نقطة دم بعروقهم.
بالتوازي، كثّفت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها الإرهابيون عدوانها على مدينة رأس العين، مستخدمة كل صنوف الأسلحة في قصف أحيائها السكنية، موقعة عشرات الجرحى بين المدنيين، وأضراراً كبيرة في البنى التحتية وممتلكات الأهالي، دفعت الآلاف من سكانها للنزوح خارجها هرباً من وحشية القصف.
وطالت عمليات القصف أيضاً قرى عالية والسوسة والحويش والأسدية والدردارة والجهفة وحليوة وحميد ولوذي بريف رأس العين مخلّفة أضراراً كبيرة في منازل المدنيين وممتلكاتهم، بالتوازي مع استهداف حي علايا بالقامشلي شمال شرق محافظة الحسكة بالقذائف، متسبباً بتضرر عدد من المنازل والممتلكات أيضاً.
وكانت مصادر محلية أفادت الأربعاء بوجود عدة حالات لأشخاص مصابين بحروق شديدة ناتجة عن قصف قوات النظام التركي لمدينة رأس العين، مشيرة إلى احتمال أن تكون ناتجة عن استخدام قوات النظام التركي أسلحة فيها مواد كيمياوية.
وفي ردود الفعل، ندّد تجمع عشائر البكارة، الذي عقد بحي المرجة في حلب، بالعدوان التركي على الأراضي السورية، مؤكداً أن هذا العدوان بمثابة احتلال، وجدّد التأكيد على الوقوف إلى جانب أبطال الجيش العربي السوري لدحر كل غاز ومعتد عن الأراضي السورية.
وأكد الشيخ فواز البشير أن الاجتماع هو للتنديد بالعدوان التركي على الأراضي السورية، ولدعم رجال الجيش العربي السوري في صد العدوان التركي، فيما قال أحمد القريشي: إن ثقته كبيرة بالنصر على أيدي أبطال الجيش العربي السوري وردّ العدوان التركي الذي يستهدف الأرض والإنسان ونهب الثروات، بينما اعتبر محمد العيسى البدراني العدوان التركي استمراراً للغزو العثماني للأراضي العربية.
وبيّن عمر الحسن عضو مجلس الشعب أن التجمع هو للتنديد بعدوان النظام التركي ورفضه رفضاً قاطعاً، مع الدعوة للأهالي في الجزيرة السورية إلى أن يكونوا رديفاً للجيش العربي السوري والوقوف خلفه لتحرير الأرض من دنس الإرهاب، فيما قال الشيخ قدور عبد الرزاق الحسين: إن الاجتماع هو لتوجيه رسالة للعالم كله بأننا نقف صفاً واحداً مع رجال الجيش العربي السوري لصد العدوان التركي على الأراضي السورية وتحرير كل شبر وحبة تراب من دنس الإرهاب.
وفي لبنان أكد الشيخ ماهر حمود رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة أن العدوان التركي على الأراضي السورية احتلال وانتهاك لكل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، وقال: “رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان سبب أساسي للأزمة في سورية كونه دعم التنظيمات الإرهابية منذ البداية، ومدها بالسلاح، وقام بسرقة المصانع السورية، ونقلها من حلب إلى تركيا”، فيما أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن انتصار سورية ومعها محور المقاومة على الإرهاب دليل على فشل المخططات الصهيوأمريكية في المنطقة.
دولياً، أعرب المركز السوري الفنزويلي في بويرتو لاكروز عن رفضه القاطع للعدوان ومطالباً بوقفه فوراً، وعبّر عن “تضامنه التام مع كفاح الشعب السوري ضد العدوان الامبريالي لتحقيق السلام والاعتراف بسيادته واستقلاله”.
من جهته أدان رئيس البرلمان الأرمني آرارات ميرزويان العدوان التركي على الأراضي السورية، وقال، في كلمة ألقاها في الجمعية الـ 141 للاتحاد البرلماني الدولي في صربيا: “إنني كشخص يمثّل شعباً شهد الإبادة الأرمنية على يد الدولة العثمانية أطالب جميع البرلمانيين برفع أصواتهم ضد العدوان، كما أدعو الاتحاد البرلماني الدولي وجميع البرلمانات الممثلة فيه إلى اتخاذ الخطوات الضرورية والمطالبة بوقف العدوان فوراً”.
من جانبها أدانت عدد من المنظمات غير الحكومية في جنوب إفريقيا العدوان التركي، مشددة على أنه انتهاك واضح للقانون الدولي، ويتسبب بنتائج إنسانية كارثية وبمفاقمة الوضع في المنطقة، وطالبت في بيان تحت عنوان “أوقفوا الحرب التركية الوحشية على شمال شرق سورية” المنظمات الدولية والحكومات التي تدّعي الديمقراطية برفض هذا العدوان وفرض عقوبات على النظام التركي، ومن بينها الاقتصادية، ولفتت إلى أنه ومنذ اليوم الأول من العدوان التركي ظهر بشكل واضح استهدافه للمدنيين ومنشآت إمداد المياه والسدود ومحطات الطاقة الكهربائية والمشافي.