المزيد من القوات لسرقة النفط السوري
ترجمة: البعث
عن موقع Anti War. Com 26/10/2019
كان السيناتور ليندسي غراهام يمضغ أظافره منذ أول اقتراح للرئيس ترامب بوجوب عودة القوات الأمريكية إلى الوطن من الشرق الأوسط. في كانون الثاني الماضي عندما أوضح ترامب أنه يريد إنهاء وجود القوات الأمريكية في سورية والسماح لشعوب المنطقة بمعالجة مشاكلها الخاصة، لجأ غراهام إلى وسائل الإعلام – بطريقة أيديولوجية- لينتقد الرئيس على قراره، وقال: “سحب هذه القوة الأمريكية الصغيرة من سورية سيكون خطأً شبيهاً بخطأ أوباما”.
لكن ما شأن أوباما هنا؟ لا شيء سوى نموذج جديد من نفاق المحافظين الجدد، لأن غراهام لا يسمح أبداً للحقائق أن تقف في طريق هستيريا المحافظين الجدد. تابع غراهام هذا التهديد بأسلوبه المسرحي النموذجي: “إذا كنت تفكر في الحفاظ على وعود حملتك بالانسحاب من القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، فسأبذل قصارى جهدي لأخذلك”.
ترشح ليندسي جراهام لمنصب الرئيس حول هذه المواضيع بالضبط ضد ترامب في عام 2016، المزيد من الحرب، والمزيد من تغيير النظام، والمزيد من القوات الأمريكية في جميع أنحاء العالم، لكنه لم يستطع تحقيق أي نسبة من الأصوات، وبحلول كانون الثاني 2015 غادر المنافسة و ذيله بين ساقيه. لقد رفض الأمريكيون بشدة سياسة ليندسي جراهام الخارجية المرتكزة على الحرب والصراع واعتمدوا سياسة ترامب الخارجية المتمثلة في “إعادة القوات إلى الوطن”، و”الانضمام إلى روسيا”.
بعد رد الفعل الصارخ على إعلان الانسحاب في العام الماضي، انتقل ترامب لاستيعاب غراهام وآخرين في معسكر المحافظين الجدد، ووضع أمر سحب القوات في حالة تعليق، إلا أن مرؤوسيه “موضحين” بأن ترامب لا يعني حقاً ما قاله. ومع ذلك، في بداية هذا الشهر، عندما وجدت القوات الأمريكية نفسها عالقة في تبادل لإطلاق النار بين القوات العسكرية في تركيا وسورية وروسيا والأكراد، اندفع ترامب إلى العمل وأمر بنقل القوات الأمريكية وإخراجها في نهاية المطاف من سورية.
مرة أخرى، حاول غراهام مهاجمة ترامب، واثقاً من أن الرئيس لا يعني حقاً ما يقوله، أو أنه قد يقتنع ببعض التهديدات لتغيير رأيه. حذر غراهام من أن إزالة القوات الأمريكية التي تحتل بشكل غير قانوني الأراضي الصحراوية السورية التي تبعد آلاف الأميال عن الوطن سيعرض الولايات المتحدة للخطر! وذهب مرة أخرى إلى وسائل الإعلام المؤيدة للحرب ليقول: “أعتقد أنه يعرض الأمة للخطر، وأعتقد أنه يعرض رئاسته للخطر.. وآمل أن يعدل سياساته كما فعل من قبل. سوف يتراجع كما فعل من قبل وسنراهن على رأسه ونؤكد له أن الضعيف ضعيف فعلياً”.
لسوء الحظ، يبدو أن ترامب قد نسي أن ليندسي غراهام وغيره من المحافظين الجدد لا يتمتعون بشعبية في قاعدة دعمه وبين الأمريكيين عموماً. لكن السناتور راند بول يدرك أن ليندسي غراهام كان مخطئاً في كل قضية من قضايا السياسة الخارجية، ويقول: “لماذا الاستماع إلى غراهام؟”. في الواقع كل أميركي غير موجود داخل منطقة “بيلتواي” أو سوق الدعاية ( MSM) ينظر إلى السناتور ليندسي غراهام على أنه أحمق في السياسة الخارجية، إلا أنه لا يزال يبدو لسبب ما يسيطر على الرئيس ترامب.
وبالفعل بعد أسبوع من محاولة ترامب توضيح أن الولايات المتحدة لم تنقل بعض القوات داخل سورية، بل إنها خرجت من سورية، قام الرئيس ترامب، متخبطاً، وقرر إرسال المزيد من المعدات العسكرية والجنود إلى سورية، وكانت رسالة ترامب “سنستولي على نفطهم”. إنه لمن المحزن أن يترك ترامب زمام المبادرة مرة أخرى لـ غراهام ليجر جنود أمريكا إلى الرعب المميت.
وبعد قرار ترامب قال ليندسي غراهام: “سنرسل مزيداً من القوات ثم نسرق نفطهم لجعلهم يدفعون مقابل إرسال المزيد من القوات.. من خلال زيادة إنتاج حقول النفط، سنساعد حلفاءنا من قوات سورية الديمقراطية، كما يمكننا استخدام بعض العائدات من مبيعات النفط السورية المستقبلية لدفع التزامنا العسكري في سورية”. في الواقع هذا ما كان يقترحه المحافظون الجدد في عام 2002 عندما دفعوا لشن الحرب على العراق، وكلنا يعرف كيف نجحوا في ذلك، والآن الكل بات يدرك أن ترامب هو خشبة الاستماع إلى غراهام.