يأملون بشبكات ري مطمورة.. و35% تقديرات الهدر!
طرطوس – رشا سليمان
لم يتوقع مزارعو سهل عكار أن تتبدد فرحتهم بعد وصول المياه إلى أراضيهم من قنوات الري المكشوفة والمحمولة على سد الباسل، حيث تبين أن لهذه القنوات مساوئ عدة، لناحية كمية التبخر وتسريب مياه فائضة قدرها المزارعون بحوالي (20 -25%) تضاف إلى الفاقد الطبيعي لتصل النسبة المهدورة لحوالي 35%، إضافة لصعوبات الري في حالة عدم توفر استجرار عادي لبعد الأراضي الزراعية عن مآخذ المياه، وما يتكلفه المزارع من شراء خراطيم مياه من كافة الأقطار ليوصل المياه إلى أرضه؛ مما يكلفه أعباء ماليه وجهوداً إضافية. وتأمل المزارعون بتنفيذ قنوات مطمورة كحل بديل، بحيث يبقى ضغط المياه في الشبكة من بداية القناة حتى نهايتها؛ مما يؤمن غزارة شبه ثابتة، ومياهاً متوفرة بشكل دائم، وعدم التسريب بسبب الحفاظ على المياه ضمن الأنابيب وهي مطمورة، إضافة إلى ضخ المياه عبر الأنابيب وتوزيعها بشكل أمثل وأوسع من القنوات المحمولة، ويمكن للقنوات المطمورة أن تحجز المياه المتبقية عن حاجة المزارع محصورة ضمن الشبكة وتخزن في السد من الجانب الآخر.
وبين مدير الموارد المائية في طرطوس م.عيسى حمدان للـ”البعث” أن المساحة المروية من السد /8500/ هـ من أراضي سهل عكار التي تعتبر الخزان الاستراتيجي للخضروات والحمضيات، بينها /6000/ هـ تروى بالراحة من خلال شبكة أقنية محمولة ( فلومات)، و /2500/ هـ تروى من خلال شبكات مطمورة تحت تأثير الضاغط الطبيعي ومؤهلة لاستخدام تقنيات الري الحديث، وتبلغ المساحة المروية من شبكات الري الحكومية في المحافظة /14756/ هـ بينها حوالى /7000/ هـ مروية بواسطة أقنية مطمورة بضاغط مؤهلة لاستخدام تقنيات الري الحديث. موضحاً أنه في إطار الرؤية الاستراتيجية للوضع المائي في المحافظة وللحفاظ على المخازين المائية قدر المستطاع وتوجيهها ورفع كفاءة شبكات الري المكشوفة، قامت المديرية من خلال فنييها بدراسة تحويل شبكات الري المكشوفة إلى شبكات مطمورة ذات ضاغط يصلح لاستخدام بعض تقنيات الري الحديث في مشروعي شبكات الباسل و الآبار الجوفية، وتم تدقيق الدراسة من قبل الشركة العامة للدراسات المائية.
وتقوم المديرية بإجراء الصيانات الدورية على المضخات الغاطسة في مشروع الآبار الجوفية، إضافة إلى توريد مضخات غاطسة جديدة واستبدال المضخات غير القابلة للإصلاح أو التي يكلف إصلاحها مبالغ كبيرة.
يشار إلى أن سد الباسل وضع في الاستثمار منذ العام 1998 بسعة تخزينية تصل إلى /103.16/ ملايين م3 لأغراض الري، ويبلغ حجم التخزين المتبقي في السد من الموسم المطري المنصرم /54.5/ مليون م3.