محمد قارصلي.. المعلم
حضرت ذكرى المخرج المسرحي محمد قارصلي الذي رحل عن عالمنا منذ فترة قصيرة على خشبة مسرح القباني الذي شهد مطالع هذا العام إخراجه لآخر أعماله المسرحية مونودراما “خيبانة” وهو المسرح الذي شهد حضوره بشكل دائم في ورشات مسرحية كان يحرص على إقامتها للمسرحيين الشباب.. من هنا بيّنت مديرية المسارح والموسيقا في كلمتها في حفل التأبين الذي أقامته إكراماً لذكرى الفنان الراحل أن قارصلي لم يبتعد عن المسرح إلا ليقترب منه، ولم ينس المسرح إلا ليبقى في ذاكرته، وحينما نتذكره نتذكر المعلم الذي نقل خبراته وتجاربه في مجالات العمل المسرحي والسينمائي إلى طلابه، سواء في الدورات التي كانت تقيمها مديرية المسارح والموسيقا أو من خلال تدريسه لعدة سنوات في المعهد العالي للفنون المسرحية، مبينة أن قارصلي الكاتب المسرحي رحل وترك لنا أثراً مسرحياً تناوله وما يزال يتناوله مخرجو مسرحنا نظراً لغنى هذا الأثر بكل ما هو إنساني ونبيل، موضحة أن الراحل وإن كان مقلاً في المسرح إلا أنه كان القادر دوماً على تحويل خشبة المسرح الصامتة إلى مكان يضج بالحياة والأمل والإبداع، وهو الذي ما ردّ يوماً فنانين شباباً قصدوه بهدف التزود مما كان يملكه من خبرة معرفية وفنية، وقد كان فعالاً ونشيطاً في لجان القراءة والمشاهدة في مديرية المسارح والموسيقا وفي لجان تحكيم مهرجان الشباب المسرحي الذي تقيمه المديرية، وهو وإن رحل جسداً سيبقى حياً بيننا بأعماله وإرثه المسرحي الذي لطالما أمتعنا ودفعنا إلى السؤال.
الصديق
وتحدث المخرج المسرحي د.عجاج سليم عن الراحل الصديق وقد كانا يهيئان لافتتاح أول قسم للإخراج السينمائي في إحدى الجامعات الخاصة وكان له الفضل الكبير في أن يرى القسم النور اليوم للجهود الكبيرة التي بذلها، معبّراً سليم عن حزنه الشديد لرحيله وهو سيفتقده صديقاً ومبدعاً ترك أثراً كبيراً في نفوس محبيه.
عاشق سورية
وتحدثت السيدة ناتالي قارصلي زوجة الراحل مذكّرة بمدى الحب الذي كان يكنّه محمد قارصلي لوطنه سورية، ووجهت الشكر لمديرية المسارح والموسيقا لرعايتها حفل التأبين، متوقفة عند أهم المحطات الإبداعية والإنسانية في حياة محمد قارصلي.
كما تم في حفل التأبين عرض فيلم قصير عن تجربة الفنان الراحل تحدث فيه عدد من أصدقاء وزملاء الفنان كالأستاذ سعد القاسم والدكتور نبيل الحفار اللذين تناولا أعمال الراحل من وجهة نظر نقدية.
69 فيلماً و12 مسرحية
ولد محمد قارصلي في دمشق عام 1950وسافر إلى موسكو لدراسة الإخراج السينمائي، وحاز من هناك على درجة الدكتوراه ثم عاد إلى دمشق، واتجه إلى المسرح وأنجز عملاً مسرحياً عام 1990 حاز على أربع جوائز في مهرجان توياما المسرحي الدولي، وتم عرض العمل في 20 دولة ثم اتجه قارصلي لتدريس السينما في عدد من الدول العربية، فتوجه إلى مصر ودرّس في لبنان وأسس قسماً خاصاً بالسينما في كلية الفنون المرئية في ليبيا.. وفي العام 1996كتب مسلسل “أيام الغضب” الذي يحكي عن مقاومة الاحتلال الفرنسي، وقام ببطولته الفنان أيمن زيدان وأخرجه باسل الخطيب، كما قدم أفلاماً عن البيئة وحاز عليها جوائز دولية مختلفة، ونفذ 12 مسرحية، وكتب عدداً من النصوص المسرحية مثل “خيبانة- نرجع كالريح-حريق اللون حريق الروح- الإعادة الثالثة للعمر- ترنيمة حب– من أنا وهي؟”.
أمينة عباس