بيلوسي: أدلة كافية لعـــــزل ترامـــــب
كشفت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أن جلسات الاستماع في التحقيق المتعلق بمساءلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصلت إلى أدلة تكفي لعزله في المحاكمة التي سيجريها مجلس الشيوخ، وقالت: إن رسائل الكترونية جديدة تدعم الاتهامين الموجهين لترامب قد برزت في الفترة التي تلت قرار مجلس النواب إطلاق إجراءات عزله، كما أبدى المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي جون بولتون استعداده للإدلاء بشهادته إذا ما تم استدعاؤه. ولفتت بيلوسي إلى أن التأخر في إحالة مادتي الاتهام المتمثلتين بممارسة ضغوط على أوكرانيا لفتح تحقيق بحق جو بايدن، المرشح الديمقراطي الأوفر حظاً لمواجهة ترامب في الانتخابات الرئاسية، وبعرقلة التحقيق في الكونغرس، حقق نتائج مهمة، مضيفة: لقد أردنا أن يدرك الشعب ضرورة مثول الشهود، والكرة باتت الآن في ملعبهم، فإما أن يقوموا باستدعاء الشهود أو يدفعوا ثمن عدم القيام بذلك. ولم تستبعد بيلوسي أن يستدعي مجلس النواب بولتون في حال لم يستدعه مجلس الشيوخ.
وألمح ترامب في مقابلة مع شبكة فوكس الإخبارية الأمريكية يوم الجمعة الماضي إلى إمكانية استخدام صلاحياته الرئاسية لمنع مثول بولتون.
وتلتقي بيلوسي اليوم نواب الحزب الديمقراطي بهدف التحضير للتصويت الرسمي الذي يفرضه القانون من أجل إحالة مادتي عزل ترامب على مجلس الشيوخ.
وتأتي المحاكمة في توقيت حرج مع تصاعد حمى الانتخابات الرئاسية التي ستجري العام الجاري.. وطلب من أعضاء مجلس الشيوخ المرشحين بيرني ساندرز وإليزابيث وورن وإيمي كلوبوتشار وكوري بوكر ومايك بينيت أن يكونوا أعضاء في هيئة المحلفين في المحاكمة.
في سياق متصل، كشف استطلاع للرأي أن أغلبية الأمريكيين يعارضون سياسة الرئيس دونالد ترامب تجاه إيران.
وأشار الاستطلاع الذي أجرته شبكة أيه بي سي نيوز الأمريكية ومركز ايبسوس الأمريكي لاستطلاعات الرأي خلال الفترة بين الـ 10 والـ 11 من الشهر الجاري، ونشرته شبكة سي إن إن الأمريكية، إلى “أن 56 بالمئة من الأمريكيين لا يوافقون على الطريقة التي تعامل بها ترامب مع التوتر المتصاعد مع إيران”.
ورداً على سؤال حول قيام الولايات المتحدة باغتيال الفريق قاسم سليماني قال: “52 بالمئة من المستطلعين إنها جعلت أمريكا أقل أماناً”، في حين أشار 32 بالمئة إلى أنهم قلقون من إمكانية تورط أمريكا بحرب شاملة مع إيران.
يشار إلى أن شعبية ترامب تواصل الهبوط بشكل متواصل منذ انتخابه عام 2016 ليكون بين الرؤساء الأمريكيين الأقل شعبية، وخاصة بعد تنصله من المعاهدات والاتفاقيات، سواء الدولية منها أو الثنائية، ضارباً عرض الحائط بالمواثيق والعهود التي وقّعت عليها واشنطن، وأعلنت الالتزام بها، فضلاً عن سياساته التدخلية بشؤون الدول المستقلة.
وكان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر كذّب تصريحات ترامب الأخيرة حول وجود خطط إيرانية لاستهداف أربع سفارات أمريكية، مؤكداً “عدم وجود أدلة محددة” من مسؤولي المخابرات الأمريكية على أن إيران كانت تخطط لذلك.
تصريح إسبر يناقض أيضاً تصريحاته السابقة، ويؤكّد زيف وبطلان ادعاءات مسؤولي الإدارة الأمريكية فيما يخص الكثير من القضايا، بما فيها المزاعم التي سيقت حول اغتيال الفريق سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي ورفاقهما مؤخراً.
وقال إسبر لمحطة سي بي إس التلفزيونية: إن تصريحات ترامب لمحطة فوكس نيوز لا تستند إلى أدلة محددة بشأن هجوم على أربع سفارات.
ورداً على سؤال فيما إذا كانت الاستخبارات الأمريكية قدّمت أدلة بشأن الهجوم على سفارات أمريكية، قال إسبر: “لم أشهد شيئاً فيما يتعلق بأربع سفارات”.
بدوره أكد النائب الديمقراطي آدم شيف رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الأمريكي، وهو عضو بمجموعة الثمانية، “أن المجموعة لم تتلق أي معلومات بشأن هجمات محتملة على أربع سفارات”، مشيراً إلى أن المجموعة “لم تناقش في أي إفادة استهداف أربع سفارات تحديداً”.
وكان إسبر صرّح في مقابلة أخرى مع شبكة “سي إن إن”: “إن الإدارة الأمريكية تلقت معلومات مخابراتية دقيقة ترجح وقوع هجوم واسع النطاق على عدد من السفارات، وإن هذه المعلومات لا يمكن أن يطلع عليها سوى مجموعة الثماني”، والتي هي مجموعة من كبار قادة الكونغرس الذين يتم اطلاعهم على المعلومات الحساسة التي لا يمكن لباقي أعضاء الكونغرس الحصول عليها.
وكشفت شبكة “سي إن إن” الإخبارية في وقت سابق أن ترامب أمضى ما وصفته بأنه “أسبوع من خيانة الأمانة” عبر الإدلاء بنحو 15 ادعاء كاذباً خلال الأسبوع الماضي.
ويضاف الرقم الجديد لأكاذيب ترامب التي بلغت وفق الشبكة نحو 1555 منذ الثامن من تموز الماضي فضلاً عن آلاف الادعاءات غير الصحيحة التي أدلى بها قبل ذلك.