العراق يستعد لشراء S-400
ترجمة: البعث
عن غلوبال ريسيرتش 17/1/2020
هاجمت إيران القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدتين في العراق بـ 15 صاروخاً في 8 كانون الثاني الحالي، لكن لا يبدو أن أنظمة الدفاع الصاروخي استُخدمت في مواجهتها. وفي هذا الخصوص قال إريك غوميز، محلّل سياسة الدفاع الصاروخي في معهد كاتو: “ومن التقارير التي رأيتها، لا يبدو أن الولايات المتحدة كانت تمتلك بطارية باتريوت متمركزة بالفعل في أي من هذه القواعد التي تمّ ضربها ، والتي طُلب منها الآن مغادرة العراق بموجب قرار برلماني”.
يشعر المسؤولون العراقيون بقلق عميق إزاء عدم وجود دفاعات جوية في العراق، وعن هذا الموضوع يقول السفير العراقي في إيران، سعد جواد قنديل، “إن شراء النظام الروسي المضاد للطائرات والصواريخ على طاولة المناقشات بين روسيا والعراق، ويمكن للعراق شراء هذا النظام، العلاقات العراقية الروسية جيدة جداً في ضوء حرص بغداد على علاقات جيدة مع جميع الدول المجاورة، يحرص العراق على تنويع مصادر الأسلحة، ولدينا عقود تسليح مع روسيا”.
وتأكيداً على ذلك، قال ألكساندر شيرين، النائب الأول لرئيس البرلمان الروسي: “لقد أدركوا، على ما يبدو، أنهم دولة محتلة، وليس لها الحق في أي أعمال مستقلة”. وأضاف: “إن الهجوم على قائد عسكري -إشارة إلى أبو مهدي المهندس- على أرضهم دون أي إشعار مسبق بمثابة ضربة واضحة لسلطتهم الدولية”.
في عام 2018، دخل العراق في مناقشات مع موسكو بشأن شراء نظام S-400. وكان النائب العراقي حكيم الزميلي، رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، قد قال: “للعراق الحق في امتلاك أسلحة متطورة للدفاع عن أراضيه ومجاله الجوي من الهجمات الجوية، نحن جادون في ذلك”.
لقد تمّ تطوير S-400 لتدمير الطائرات من دون طيار والصواريخ البالستية وصواريخ كروز والطائرات المقاتلة. وبحسب وسائل الإعلام الروسية فإن هذا النظام الدفاعي متفوق على البدائل الفرنسية والأمريكية، ويبدو أن الخبير العسكري البريطاني ريتشارد كونولي في جامعة برمنغهام يوافق “الروس وقبلهم، كان الاتحاد السوفييتي دائماً رائداً في تكنولوجيا الصواريخ، والسبب في ذلك هو أن الأميركيين والغرب أنتجوا طائرة أفضل”.
الرفض الأمريكي
على الرغم من أن العراق طلب شراء الدفاعات الجوية والأسلحة المحدثة من الولايات المتحدة، إلا أنه تمّ رفض ذلك. كما رفضت الولايات المتحدة مغادرة العراق. كلا الرفضين يدعمان الموقف الأمريكي: لا تترك العراق أبداً، لن تسمح الولايات المتحدة للعراق بأن يكون قوياً ومستقلاً. ولدعم موقف الولايات المتحدة في البقاء، يجب أن يبقى العراق في وضع عسكري ضعيف، حتى يكون للولايات المتحدة ما يبرّر لها البقاء كقوة محتلة. إن إستراتيجية ترامب هي إبقاء إيران تحت المراقبة، بغض النظر عن معاناة الشعب العراقي الذي يتحمّل حرباً بالوكالة على أرضه.
الدروس المستفادة
كان صدام حسين حليفاً للولايات المتحدة، اشترى الأسلحة والدفاعات الأمريكية. لقد كان يعتقد أنه آمن في غزو الكويت، لأنه كان يعتقد أنه حصل على الضوء الأخضر من السفير الأمريكي، لكنه فوجئ عندما اكتشف أنه تعرّض للهجوم من قبل الولايات المتحدة في عملية عاصفة الصحراء عام 1991. ولم يجد الجيش الأمريكي صعوبة في هزيمة الجيش العراقي في الكويت، لأنه كان لديهم جميع الرموز السرية للأسلحة التي اشتراها منهم.
ومقاربة لذلك، أصرّت تركيا على شراء S-400 من روسيا، على الرغم من أنها حليفة للولايات المتحدة وعضو في حلف شمال الأطلسي، لكنها تريد نظام دفاع جوي غير أمريكي. الرئيس التركي أردوغان مقتنع بأن الولايات المتحدة قد تمّ تحريضها وشاركت في محاولة الانقلاب التي وقعت في تموز 2016 في تركيا والتي خلفت أكثر من 250 قتيلاً و2000 جريح، وتسبّبت بأضرار جسيمة في الممتلكات، كما أن طائرة أمريكية من طراز F-16 هي من طاردت طائرة أردوغان. هل يتعلم العراق من تجربة الآخرين أنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة؟.