الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

في ذكرى ثورة آذار المجيدة.. إسقاط المخطط الإرهابي قيادة الحزب ومجلس الشعب: سورية عصية على حماقات وأوهام أردوغان

دمشق-البعث:
أحيت جماهير حزبنا وشعبنا الذكرى السابعة والخمسين لقيام ثورة الثامن من آذار، والتي مثّلت إحدى المحطات المضيئة في تاريخ سورية والأمة العربية، بما حققته من إنجازات وطنية وقومية، وفي مقدّمتها انتصارات حرب تشرين التحريرية، ورسوخ نهج المقاومة فكراً وعملاً، وبناء الدولة الحديثة بكل أطرها ومؤسساتها الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية، لتحوّلها إلى دولة قوية إقليمياً ودولياً.
وبهذه المناسبة، أكدت القيادة المركزية للحزب ومجلس الشعب أن ثورة آذار المجيدة أحدثت نقلة مهمة في تاريخ سورية السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ووضعت الأسس الأولى لبناء دولة قوية قادرة على النهوض بمتطلبات شعبها، والتصدي للتحديات والأطماع الخارجية.
وقالت قيادة الحزب في بيان لها: إن انتصارات جيشنا الباسل الأخيرة في محافظات حلب وحماة وإدلب تؤكّد أن سورية اليوم، بعد 57 عاماً على ثورة آذار، أضحت عصية على الأعداء وعلى حماقات أردوغان وأوهامه، مبينة أن أبطالنا في الجيش استطاعوا وضع هذه الأوهام الأردوغانية تحت أقدامه، ومعها دعم أمريكا له والتنسيق السياسي والميداني مع الكيان الصهيوني، بما في ذلك مشاركة قوات الاحتلال الصهيوني مباشرة معه في المعارك على الأرض السورية المقدّسة. وشدّدت قيادة الحزب على أن تضحيات هؤلاء الجنود، الذين يصنعون المعجزات، وقدرتهم العظيمة على صناعة النصر، بتوجيهات القائد بشار الأسد الأمين العام للحزب، هي عنوان هذا الشعب الأبي، شعب العزة والكرامة والعروبة، ولفتت إلى أنه اليوم بعد سبع وخمسين عاماً على ذاك الصباح، الذي دخل إلى تاريخ سورية من أوسع أبوابه، يوم الثامن من آذار 1963، يصبح تقييم ثورة آذار وتحليل معانيها أكثر يسراً، فهل هناك من يستطيع إنكار أن كل ما نواجهه في هذه المرحلة من حشد هائل لقوى إرهاب الدولة وإرهاب العصابات المرتزقة المأجورين هو دليل على أن أعداء سورية والعروبة شعروا بالخطر الكبير على مخططاتهم مما وصلت إليه مسيرة آذار بعد هذه المراحل التي قطعتها؟.
وأضاف البيان: لاشك في أن هذه المسيرة امتلكت القدرة على الانتصار تلو الانتصار بوجه عام، فعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها، ومن الهنات والضعف، الذي أصابها ويصيبها في عملية التحويل التنموي للمجتمع العربي السوري، وكذلك في قضايا المشروع القومي العربي، إلا أن المسار إيجابي في خطه العريض، والدليل على ذلك أن سورية اليوم منهمكة في صنع انتصار تاريخي على كل قوى العدوان والصهيونية والارتزاق والتبعية مجتمعة.
وأوضح أن الانتصار الأول والأعظم هو انتصار الثورة على نفسها في الحركة التصحيحية، التي قادها القائد المؤسس 1970، وهذا التصحيح لا تقتصر أهميته على قدرة الثورة على الانتصار على نفسها، وإنما هو في الأصل تعبير عن قدرة حزب البعث العربي الاشتراكي على التجديد الذاتي والتطوير في حياته الداخلية وأدائه، موضحة أنه في هذا تأكيد على أن الثورة لا تقوم في لحظة واحدة، وإنما هي عملية تحويل طويلة ومستمرة لعناصر الحياة الاجتماعية كلها، سياسياً وثقافياً واقتصادياً، وأن المعيار في نجاح الثورة هو قدرتها على اللحاق بقطار الواقع السريع وقيادته من محطة إلى أخرى بنجاح.
وختمت قيادة الحزب بيانها بالقول: لقد التزمت ثورة آذار بمنطق عملية التحويل هذه وصولاً إلى مرحلتنا الراهنة حيث يحقق شعبنا وجيشنا الباسل، بقيادة القائد بشار الأسد، صانع التاريخ في أصعب المراحل، ومولّد الأمل من رحم الألم، والمدافع عن استقلال سورية في منطقة اكتظت بالأتباع الراكضين خلف أسيادهم، الانتصارات، وهذا هو ما تفخر به ثورة آذار اليوم وتفاخر به الجميع.
مجلس الشعب: سورية منبت الثورة الحقيقية
بدوره، أكد مجلس الشعب أن اليوم تمر ذكرى الثورة، التي قادتها وفجّرتها قواعد وجماهير حزب البعث العربي الاشتراكي في مواجهة قوى التخلّف والرجعية والانفصال، وقوى الاستعمار والصهيونية والامبريالية ومخططاتها، وشدّدت على أن الثورة أحدثت نقلة مهمة في تاريخ سورية السياسي والاقتصادي والاجتماعي منذ قيامها عام 1963 ووضعت الأسس والركائز الأولى لبناء سورية الحديثة، وأضاف في بيان: إن شعبنا اليوم وهو يحيي ذكرى الثورة بالتزامن مع انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب، وبصمود تاريخي قلّ نظيره، يستذكر ما حققته من إنجازات، وقد تبلورت أهدافها على أرض الواقع بشكل أكثر وضوحاً بعد قيام الحركة التصحيحية المباركة، والتي صححت مسار الثورة لتكون المقدرات بيد الشعب ووفق متطلباته وطموحاته على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بهدف تحقيق النهضة الشاملة التي يطمح إليها أبناء الوطن.
ولفت المجلس إلى أنه رغم ما تعرّضت له سورية من جرائم الإرهاب وممارساته التدميرية والتخريبية بدعم من قوى الاستعمار وحلفائهم، إلا أن سورية بقيادة السيد الرئيس المفدّى بشار الأسد استمرت خلال سنوات الأزمة بمتابعة نهج مسيرة التصحيح والتطوير والتحديث فطبّقت حزمة من الإصلاحات، من خلال إقرار دستور جديد وإصدار قوانين الإدارة المحلية والإعلام والأحزاب وغيرها، وإجراء الانتخابات والاستحقاقات الدستورية والتشريعية في مواعيدها المقرّرة، مؤكدة للعالم أجمع أن سورية منبت الثورة الحقيقية في مواجهة قوى الشر والعدوان والوقوف بحزم في وجه المخططات الخبيثة التي يدبرها أعداء سورية والعروبة.
وختم المجلس بيانه بالقول: إننا في مجلس الشعب نوجّه التحية والتقدير والعرفان إلى جماهير شعبنا الأبي والوفي وإلى أبطال جيشنا العربي السوري الباسل، الذين يجابهون قوى البغي والعدوان والاستعمار وحلفائهم ويدحرونهم، ويصنعون الانتصارات ويحبطون المؤامرات والفتن، لتبقى سورية عزيزة حرة مستقلة، ولتكن معاني هذه الذكرى حافزاً لنا جميعاً للمشاركة الفعالة في مسيرة إعادة البناء والإعمار لسورية الجديدة المتجدّدة والمنتصرة بقيادة القائد الرمز السيد الرئيس بشار الأسد.
كما خصص مجلس الشعب جلسته أمس للحديث عن ثورة آذار المجيدة، وأكد حموده صباغ رئيس المجلس في كلمة له أن كل قوى الظلم والبطش والشر في العالم استشعرت بالخطر الذي تمثله ثورة الثامن آذار على مشاريعها ومصالحها فقامت منذ انطلاقتها وحتى اللحظة بتدبير الكثير من المؤامرات والحروب ضد سورية ولكن جميعها فشلت وسقطت بمواجهة الشعب والجيش والقيادة السورية، وأضاف: إن ذكرى آذار تأتي اليوم وسورية تخط صفحة جديدة من الانتصارات المحققة ضد الإرهاب وداعميه، ولاسيما المحتل التركي، وتلقينهم درساً لا يمكن نسيانه، مؤكداً استحالة أن يحقق الارهاب وداعموه أهدافهم في مواجهة شعب يؤمن بوطنه وقضيته وقيادته.
وفي مداخلاتهم، أكد أعضاء المجلس أن ثورة آذار مكّنت سورية من تحقيق سلسلة من الإنجازات على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية حتى وقتنا الراهن، في مقدمتها الحفاظ على الرأي والقرار المستقل، رغم ضراوة التدخلات والمؤامرات التي حيكت ضدها.
منظمات شعبية: ثورة بكل معنى الكلمة
إلى ذلك أكدت نقابة الفنانين أن ثورة آذار جاءت ضد التخلّف والاستغلال والانفصال، ولمواجهة الرجعيين المنفّذين للمخططات الاستعمارية والامبريالية والصهيونية في سورية والمنطقة، حيث أعادت لسورية وجهها الوحدوي المشرق، وأضحت الركيزة الأساسية لحركة التحرّر العربية، والحاضنة للمشروع القومي العروبي، وأضافت في بيان: استطاعت ثورة آذار عبر العقود الماضية إحداث نهضة تنموية واقتصادية واجتماعية وإدارية وتعليمية وصحية وثقافية وزراعية جعلت من سورية دولة متطوّرة في هذه المجالات ورائدة في المنطقة ومؤثّرة في صناعة القرار السياسي العالمي، واليوم تتابع منجزاتها بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، من خلال مسيرة البناء والتطوير والتحديث والتنمية الإدارية الشاملة، والآن نستعدّ لمرحلة إعادة الإعمار والبناء بقيادته، والتي ستكون مرحلة إعادة تأهيل فكري وثقافي وتنمية شاملة، وستتضافر فيها جهود أبناء الوطن لإعادة بناء وطنهم أجمل مما كان عليه، ولنثبت للعالم من خلالها أننا أصحاب تجربة غنية في البناء والتطوير وأصحاب سيادة وطنية وقرار حر.
ورأت نقابة المهندسين الزراعيين أن ثورة آذار شكّلت نقلة نوعية ومحطة مضيئة في تاريخنا الحديث وحققت تحوّلات نوعية وجذرية وتنموية واجتماعية واقتصادية وزراعية وسياسية، وكان العمال والفلاحين عمودها الفقري، والحزب، بنهجه الوطني والقومي، قادها بنجاح، وكان معبّراً من خلالها عن تطلعات وهموم الجماهير ورفضهم لكل أشكال الظلم والاستغلال، فكانت ثورة بكل معنى الكلمة في أبعادها التحرّرية والاجتماعية والتقدّمية، وأضافت في بيان: بنت ثورة آذار خلال العقود الماضية قطاعا زراعياً متطوّراً بمختلف مجالاته، استطعنا من خلاله تأمين مقومات الصمود الوطني وتعزيز حرية قرارانا السياسي، من خلال اعتماد سياسة تحقيق الاكتفاء الذاتي، واستمر هذا القطاع، والذي يلقى كل الدعم من القائد الأسد، في القيام بدوره الوطني، واليوم يشهد حركة تنموية جديدة وشاملة مع تحسن حالة الأمن والاستقرار التي تحققت بفضل تضحيات رجال الجيش العربي السوري.
وأشارت نقابة أطباء الأسنان إلى أن ثورة آذار أسست لمرحلة جديدة في تاريخ سورية، مؤكدة التمسّك بمبادئ البعث وبالإنجازات التي تحققت خلال العقود الماضية على مختلف المستويات التنموية، والتي جعلت من سورية واحدة من أهم دول المنطقة، وأضافت: ذكرى الثورة تتزامن مع الانتصارات الميدانية التي تحققت، والتي تعجز عن انجازها أعظم جيوش العالم، ومع الانتصارات السياسية بقيادة القائد الأسد، والتي غيّرت الخارطة السياسية العالمية، وأثبت عراقة مدرسة الدبلوماسية السورية، منوّهة بأن حزب البعث كان منذ بداية الحرب مستهدفاً في مشروعه الوطني، الذي بنى سورية الحديثة بمؤسساتها العريقة، ومستهدفاً في مشروعه القومي العروبي وتبنيه للقضية الفلسطينية ودعم المقاومة ومواجهته للمشاريع الاستعمارية للمنطقة العربية.
وأكدت النقابة أن القطاع الصحي شهد خلال ثورة آذار تطوّراً كبيراً حيث استطاعت سورية بناء قطاع صحي رائد على مستوى المنطقة، مشدّدة على الالتزام بفكر الثورة ومبادئها.
إفشال مخططات المتآمرين
وفي الخارج، أكد الاتحاد الوطني لطلبة سورية فرع مصر أهمية الانتصارات التي تحققها سورية في مواجهة المخططات الاستعمارية التي تستهدف دورها المقاوم، وقال فرع الاتحاد الوطني في بيان: “إن سورية تمكّنت خلال أكثر من نصف قرن من تخطي منعطفات ومنعرجات خطرة وتغلبت على صعوبات جمة وضعت في طريق نهضتها لم يكن بالإمكان تجاوزها لولا البناء القوي الذي أرست دعائمه ثورة الثامن من آذار ومن بعدها الحركة التصحيحية المجيدة”، وأضاف البيان: إن ذكرى ثورة آذار المجيدة تأتي وكلنا ثقة ويقين بأن شعبنا العربي السوري الذي انتصر في آذار على التخلّف والقوى الرجعية وحطم المؤامرات على مر التاريخ سيواصل مسيرة الصمود والبطولة وسيتمكن من إفشال مخططات المتآمرين والانتصار على أشرس عدوان إرهابي عرفه التاريخ الحديث وأدواته وداعميه وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من ربوع وطننا الغالي.
بدورها نوّهت الجالية العربية السورية في روسيا ورابطة الدول المستقلة في بيان بالانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب التكفيري وقوى الشر والامبريالية والصهيونية العالمية التي تدعمه، والذي عاث خراباً بالمنطقة وببلدنا منذ عدة سنوات، وأعربت عن الثقة بالنصر النهائي على الإرهاب الدولي ورعاته وإفشال مخططاته الرامية لتدمير سورية وجعلها جسراً لتحقيق أهدافه الخائبة.
قوى عروبية: سورية ستبقى قلب العروبة النابض
وفي لبنان، أكدت القيادة القطرية للحزب أن سورية مصممة على إسقاط المخطط الاستعماري الإرهابي الذي يستهدفها، وأضافت في بيان: إن انتصارات متتالية تكرّست على جميع محاور المواجهة الوطنية والقومية والمتمثلة بإسقاط المخطط الاستعماري الذي استهدف قلب العروبة النابض بالرغم من كل القدرات والإمكانيات والأدوات التي تم تسخيرها وتوفيرها لإنجاح ذلك المخطط الإرهابي بمختلف أشكاله.
وفي السياق أكد أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون في لبنان العميد مصطفى حمدان في بيان أن دمشق كانت وستبقى قلب العروبة النابض وسيبقى جيشها العربي السوري الجيش المدافع عن العروبة وحاميها منوّها بدعم سورية للمقاومة ودفاعها عن القضية الفلسطينية.
من جهته أكد لقاء الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية في طرابلس في بيان له بهذه المناسبة صدر بعد اجتماع في مقر الحزب السوري القومي الاجتماعي أن سورية بدأت بثورة الثامن من آذار مرحلة جديدة في تاريخها.