“إدلب الخير” ..مبادرة إنسانية تلقى صدى وارتياحا واسعا بين المهجرين قسراً
هذا ما ينتظره المواطن من المسؤول، إيجاد المخارج والمبادرة في الحلول، ونظراً للظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها شرفاء محافظة إدلب ومعاناتهم مع آثار التهجير، وضعف الجهود الأهلية والفردية في الوصول لنتيجة ذات فعالية، ومع تفاقم الآثار السلبية للمهجرين خاصة بعد الظروف الطارئة التي يمر بها العالم ككل في التصدي لفيروس كورونا المستجد، وفقدان أغلب العمال ضمن القطاع الخاص مصادر الدخل الذي كان يوفر لهم الحد الأدنى من مقومات العيش ، كانت هذه المبادرة كانطلاقة لافتة لقيادة فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي مع تسلمهم مهامها حديثاً، وبارقة أمل لتوحيد الجهود و تمكين الأيادي البيضاء والفعاليات الاقتصادية من أخذ دورها بطريقة مدروسة تصب في الغاية التي المنشودة ألا وهي الوصول للأشد حاجة والحالات الإنسانية الصعبة .
مبادرة إدلب الخير التي أطلقها أمين فرع إدلب لحزب البعث العربي الإشتراكي الرفيق أسامة قدور فضل، برعاية ومتابعة من الرفيق المهندس فادي سعدون محافظ إدلب المكلف بالتعاون مع “مؤسسة بصمة شباب سورية” ودعم أهل الخير والفعاليات الإقتصادية ، تعتبر هي الأولى من هذا النوع على مستوى القطر.
ولتوضيح الفكرة والهدف من المبادرة التقت “البعث” مع الرفيق أسامة قدور فضل أمين فرع إدلب ليحدثنا عن المبادرة قائلاً:
انطلقت الفكرة نتيجة البحث عن آلية صحيحة تتظافر فيها كل الجهود للوقوف إلى جانب أهلنا الشرفاء والتخفيف من معاناتهم، ونتيجة الأوضاع المستجدة الطارئة التي ضاعفت الأعباء الموجودة أساساً بفعل النزوح الذي أجبر غالبية الأهالي على ترك أرزاقهم واللجوء إلى المحافظات الآمنة، من هنا بدأنا وطلبنا من الجميع دون استثناء مشاركتنا البحث عن أفكار تصلح كأساس للوصول للمبتغى، ووجدنا النواة اللازمة في مبادرة متواضعة لمؤسسة أهلية ” بصمة شباب سورية” وكانت قابلة للتطوير كي تكون شاملة وتخدم الهدف الذي يمكننا من مد يد العون لشرفاء محافظة إدلب الصامدين رغم الضغوط المادية والمعنوية التي تكبدوها، وتلبي طموحنا في تطبيق توجيهات القيادة المركزية للحزب والرفيق الأمين العام السيد الرئيس بشار الأسد، وفوراً قمنا بإقتراحها على القيادة، التي بدورها وافقت وباركت الخطوة وقدمت كافة أنواع الدعم اللازم لإنجاحها .
تضافر الجهود
بدووه الرفيق فادي سعدون محافظ إدلب المكلف أوضح قائلاً: فور تكليف الرفاق في قيادة الفرع بمهامهم كان الشغل الشاغل لدينا جميعاً هو توحيد الجهود للتصدي لآثار التهجير، خاصة الضغوط المادية والمعنوية، حيث أن الوضع الراهن يتطلب تضافر ومضاعفة الجهود للحدود القصوى، ولهذه الغاية قمنا بما يتوجب علينا فعله واستثمرنا تجربة سابقة قمنا برعايتها مع مؤسسة بصمة شباب سورية ” إدارة محافظة إدلب”، وكانت تحت اسم مبادرة “نحنا لبعض” التي لاقت صدى طيبا بين المهجرين ونجاحا ممتازا ضمن الفئة المستهدفة والرضا الشعبي، وكنا قد حضرنا أنفسنا كي تكون أشمل في مراحلها التالية، وبالفعل جاء تطويرها مع رفاقنا في قيادة الفرع، لننجح في بلورتها كمبادرة ربما تكون الأولى على مستوى القطر تحمل الأسم الحالي ” إدلب الخير “، ونعمل على تحفيز الجميع للمشاركة فيها، بعد أن وضعنا الأسس اللازمة لنصل بها للغاية التي توصلنا للنتيجة المرجوة منها، ونصل للعائلات المهجرة ونمد لها يد العون، ومن وجهة نظرنا فإن هذا العمل أخلاقي وواجب على الجميع قبل أن يكون بحكم المكان الذي نشغله
بشكل دوري
وبسؤال عضو اللجنة المركزية في المبادرة الرفيق يوسف دوبا عضو قيادة فرع إدلب عن تفاصيل المبادرة أجابنا:
بعد موافقة القيادة المركزية للحزب قمنا بتشكيل لجنة مركزية للمبادرة يتفرع منها لجان فرعية في جميع المحافظات التي يقطن بها وافدون من أبناء محافظة إدلب، تتألف اللجنة المركزية من الرفيق أمين الفرع رئيساً وعضوية الرفيق فادي سعدون المحافظ المكلف وعضويتي، وتم فوراً إفتتاح حساب في المصرف العقاري لإيداع المبالغ المستلمة، التي ستوزع بشكل دوري على المهجرين بالإضافة للتبرعات العينية ( حصص غذائية – منظفات … إلخ )، وذلك بحسب الوضع الإنساني الأكثر إلحاحاً، ووضعت لهذه الغاية معايير محددة، تؤمن وصولها بشكل منصف و لائق، ( رقم الحساب في المصرف العقاري ck1 – 11231323 ) باب التبرع مفتوح للجميع ونقوم بالتواصل مع الفعاليات الأهلية والاقتصادية لنصل بهذه المبادرة لأفضل النتائج المرجوة، ورؤيتنا أن المبادرة ستكون ناجحة وتحقق توجيهات الرفيق الأمين العام الدكتور بشار الأسد والرفاق في القيادة المركزية، هي نتيجة تجارب سابقة لنا، حيث كانت لنا تجربة أثناء تكليفي رئيس مكتب الفلاحين الفرعي، وهي عبارة عن استثمار أراض بعلية في المناطق المحررة، التي بدأت ببذور صغيرة وأثمرت عن رفد صندوق دعم أسر الشهداء بأكثر من مئة مليون ليرة سورية، وهذه المبادرة نتمنى أن تكون بذرة الخير التي تنبت سنابل عطاء، ومن خلالكم أدعو كافة الفعاليات الاقتصادية إلى مشاركتنا الأجر والثواب من هذا العمل.
مصداقية ومهنية
لنتعمق أكثر في آلية عمل المبادرة، التقينا بالرفيق حسان ابراهيم المحمود مدير إدارة محافظة إدلب في مؤسسة بصمة شباب سورية، ليحدثنا عن دور اللجنة ودور المؤسسة في هذه المبادرة وحصلنا على التفاصيل بقوله : بداية اسمح لي من خلالكم أن أقدم الشكر لرفاقنا على ثقتهم وإفساح المجال لنا للتعاون كطرف أساسي في المبادرة، وهذا يحملنا أمانة ويحفزنا لنضاعف الجهود، وقد استنفرنا بكامل طاقتنا لهذا العمل الذي يتلاقى مع رؤية مؤسستنا في برنامج “حملة الياسمين” التي من ضمن أهدافها تقديم كافة أنواع المساعدة للمتضررين من الأعمال التخريبية، وقد وجه الرفيق أمين فرع إدلب لتكون المؤسسة ممثلة في جميع اللجان الفرعية في المحافظات عن لجان المبادرة ومهمتها ، و بيّن المحمود أن اللجان الفرعية يترأسها عضو قيادة فرع واعتمد انتقاء أعضائها وتشكيلها على شخصيات أثبتت مصداقية ومهنية في المجال التطوعي الإنساني، ومهمتها هي التقصي عن الحالات الإنسانية الأكثر تضرراً وتوزيع المساعدات العينية وفق الجداول التي تصنف حسب الأولوية من قبل الأعضاء بعد اعتمادها من قبل اللجان الفرعية وموافقة اللجنة المركزية، بالإضافة للتواصل مع الفعاليات الإقتصادية وحثها على دعم المبادرة، وقد تمكنت اللجان خلال أيام قليلة من تقديم الدعم لأكثر من 250 أسرة من الحالات الأشد حاجة وممن لديهم حالات إنسانية، والعمل مستمر لتغطية جميع الحالات المستعجلة بأقصى سرعة، والانتقال للفئة التالية حسب المعايير المعتمدة من قبل اللجنة المركزية.
العمل الميداني
أما عن دور مؤسسة بصمة شباب سورية ” إدارة محافظة إدلب ” فقد أوضح المحمود أنه بالإضافة لما سبق ضمن مهام اللجان، وضعت إدارتنا داتا مؤتمتة ومصنفة بشكل مدروس لتعتمد عليها اللجنة في انطلاقتها تغطي أغلب الحالات الإنسانية المتواجدة على كامل جغرافية القطر ريثما تصل اللجنة قوائم وإحصائيات جديدة، كما أن خبرات المتطوعين المكتسبة نتيجة العمل الميداني موضوعة تحت تصرف اللجنة، كما قمنا بإستثمار الثقة بكوادرنا من قبل المتبرعين والمستفيدين على حد سواء لإنجاح المبادرة في خطواتها الأولى، بالإضافة لتقديم خدمة ايصال المساعدات العينية لمستحقيها بأسلوب راق و مدروس بعناية ، ونقدم بذلك نموذجا يحتذى للشباب السوري الواعي والمسؤول ، ويطبق شعار المؤسسة ” نكون حيث يجب أن نكون ” .
المواطن والمسؤول
ومن دورنا الإعلامي وكأحد أبناء هذه المحافظة ، أجد في هذه المبادرة ما يطمح له المواطن من المسؤول مع علمنا أن الوضع الإنساني المتفاقم يخرق القواعد ويصعب جداً احتواؤه، لكن يكفي أن يشعر المهجر وخاصة أصحاب الظروف الإنسانية الصعبة، أن المسؤول إلى جانبه ويشعر بمعاناته، ليشعر بالرضا من هذه اللفتة الإنسانية، وعبر منبرنا أدعو وأتمنى من كل الخيرين والفعاليات الإقتصادية الإنضمام لمبادرة “إدلب الخير” لتكبر وتستمر وتثمر.
يحيى بزي