دراساتصحيفة البعث

ترامب يتلاعب بأرواح الأمريكيين

ترجمة: سمر سامي السمارة

عن موقع انفورميشن كليرنك هاوس10/4/2020

 

لابد لترامب الذي يعتبر المعدات الطبية المنقذة للحياة بمثابة مكافآت يمكن أن يوزعها على الموالين له، مقدماً أسوأ شكل من أشكال الفساد الذي يمكن تصوره من خلال ممارسة الألعاب السياسية بأرواح البشر. وفي أحدث مثال على العرض الذي قدمه، غرد ترامب قائلاً: “سوف نرسل على الفور 100 جهاز تهوية إلى كولورادو بناء على طلب السيناتور غاردنر!”

كان ترامب قبل أيام فقط قد منع حاكم ولاية كولورادو جاريد بوليس من تأمين 500 جهاز تهوية من شركة خاصة، وعوضاً عن ذلك، أخذ أجهزة التهوية للحكومة الفيدرالية. وكان جاريد بوليس قد وجه رسالة رسمية يطلب فيها معدات طبية، لكن الرئيس استغرق وقتاً، مدعياً أنه كان ينظر بطلب من السيناتور الجمهوري غاردنر. ترك ترامب الأمريكيون يعتقدون أنه إذا لم يكن في ولاية “كولورادو” سيناتور جمهوري في منصبه، فإن الولاية لن تحصل على أجهزة التهوية الـ 100، وهنا لابد لنا من التساؤل عن عدد أجهزة التهوية التي  كان من الممكن أن تحصل عليها الولاية لو كان فيها حاكم جمهوري وسيناتور جمهوري ثان؟ وهل يشير ذلك إلى أنه في حال وجود المزيد من الجمهوريين في الولاية فهي تستحق الإنقاذ من أجل ترامب وستبدأ الموارد في التدفق؟ وهل ينبغى أن يساور ولاية “يوتا”  القلق من أن السناتور ميت رومني صوت على عزل الرئيس من منصبه؟ يأتي هذا السلوك، بالطبع، بعد أسابيع من إطلاع ترامب للولايات أنه سيتعين عليها التنافس ضد بعضها البعض في شراء اللوازم الطبية في وقت النقص العالمي بسبب جائحة فيروس كورونا. كان يجب على الحكومة الفيدرالية شراء الأدوية والأقنعة وأجهزة التهوية وتوزيعها على الولايات وفق صيغة محددة تعتمد على التعداد السكاني ومعدل الإصابة والحاجة. وبدلاً من ذلك، تجعلنا رسائل ترامب نشعر وكأنه سيراقب فرحاً من البيت الأبيض، في الوقت الذي يعاني الأمريكيون في الولايات التي يحكمها خصومه. وإن  لم يكن هذا هو الحال، فيتعين على الرئيس أن يتصرف وكأنه يعمل نيابة عن جميع الأمريكيين، وليس فقط أولئك الذين صوتوا لصالحه أو من جرهم إلى إدارته الفاسدة. في 27 من شهر آذار الماضي، أطلع ترامب الأمريكيين بأنه أخبر نائب الرئيس مايك بنس، الذي يدير فرقة العمل الخاصة بفيروس كورونا، عدم استدعاء حكام الولايات التي لم تعرب عن تقديرها. قال ترامب: “مايك لا تتصل بحاكم واشنطن، إنك تضيع وقتك معه. لا تتصل بالمرأة في ميشيغان فلن يحدث ذلك أي فرق. أنت تعرف ما أقول، إذا لم يعاملوك بشكل جيد، فلن أتصل”. ينبغي على ترامب ألا يستهدف الحكام الديمقراطيين مثل بوليس، وجاي إنسلي حاكم واشنطن، وولاية غريتشن ويتمان خلال هذه الفترة العصيبة. بغض النظر عن الخلافات الشخصية التي قد تكون بينه وبين هؤلاء المسؤولين المنتخبين، فإن ناخبيهم، والذين سيستفيدون من الموارد، لا دخل لهم بخلافاتهم الشخصية.يمكن القول: إنه يمكننا الانتظار قليلاً  للتأمل في أداء إدارة ترامب خلال هذه الأزمة، ولكن في هذه النقطة الملحة  لا بد من التحدث على الفور عن الموارد المخصصة للولايات، إذ إنه من الصعوبة تصديق أن تُتخذ القرارات على أساس من الإفلاس الأخلاقي، خاصة أن ترامب لا يقدم أي انطباع يدل على أن سياسته ستقود إدارته لكيفية القضاء على الفيروس الذي قتل بالفعل آلاف الأمريكيين وسيقتل آلاف آخرين.