تحقيقات

أسباب النزعة العدوانية لدى الأطفال..

للطفولة خصائصها المعروفة، ومكانتها المعنوية في كل بلاد العالم، فهي حجر الزاوية في استبقاء نهضة الأمم، أو في استنهاضها على السواء، وللطفولة مشاكل كثيرة يجب دراستها بأناة إذا أردنا طفولة سوية، ومن هذه المشاكل مشكلة العدوانية، أي النزعة السلوكية التي تظهر لدى الطفل في حالات تعرّضه للإحباط، أو لعدم إشباع رغباته لأسباب خارجة عنه .

مظاهر العدوانية
هناك مظاهر للعدوانية عند الطفل في مختلف مراحل النمو، وهي تتفاوت وتتباين من فترة لأخرى، ومن سبب لآخر، لذا فهي تتفاوت شدة وحدة، فالطفل الصغير حين تمنع عنه أمه شيئاً فإنه يفرغ غضبه بالصراخ الذي لا ينتهي، ولا يمكنه التغلب على هذا التصرف إلا بازدياد خبرته في الحياة، والنزعة العدوانية عند الأطفال قد تثيرها بعض الظروف الأسرية، فإنجاب طفلين أو أكثر يثير الغيرة نحو المولود الجديد، خاصة عند الطفل دون سن الثالثة الذي قد يعتدي بالضرب على المولود الجديد، وفي المرحلة ما بين الثالثة والسادسة يتعامل غالبية الأطفال معاملة جيدة نسبياً مع آبائهم وأمهاتهم لنيل رضى الوالدين، فالحصول على رضى الآخرين وعلى ثنائهم يمثل شيئاً مهماً في تلك المرحلة الحرجة، فكلمة أشكرك يا ولدي تمثّل سحراً لا يُقاوم في نفسية الطفل.

الأسباب
أسباب العدوانية تختلف باختلاف التكوين النفسي والاجتماعي للأطفال، وحسب أعمارهم الزمنية، وأهمها: وجود عاهة جسمية، لذا يجب احترام ذوي العاهات وتقدير شعورهم الحساس، وبعض فترات العمر مثل فترة الفطام للوليد، وفترة الانتقال من المنزل إلى الروضة، ووجود نظام شديد في المنزل لا يجرؤون على مخالفته، فأساليب سحق الشخصية، وإضفاء أي نوع من أنواع الحوار معهم تمثل الركيزة الأساسية للسلوك العدواني عند الأطفال، كما أن تساهل الآباء والأمهات تجاه السلوك العدواني يعطي الضوء الأخضر لاستمرار العدوانية وازدياد حدتها، حيث يشعر أنها أمر مقبول، وكذلك حين يكون الوالدان نماذج للعدوانية، يكون الطفل عدوانياً بالمحاكاة والتقليد، فهو يلتقط كل ما يحدث في البيت ثم يقلّده، وللوقاية والعلاج أهمية بالغة، فهي لا تأتي بمجرد إسداء النصح أو إلقاء الأوامر للأطفال، وإنما تحتاج إلى بيئة صحية وعلمية وعلاقات أسرية صحيحة، وكما يقول المختصون النفسانيون: دراسة حالة العدوانية للوقوف على أسبابها، فمعرفة وتشخيص الحالة أول مراحل العلاج، وكذلك العمل على إشباع حاجات الطفل النفسية والجسمية وإثبات وجوده، والإشباع هو المطلوب وليس التشبّع، وكذلك شغل وقت فراغ الطفل بما ينفعه ويتفق مع ميوله وإمكاناته، وعدم الاكثار من التدخل في أنشطة الطفل، كما يجب تدريب الطفل على العمل الجماعي، وأن نملأ نفسه بالحس الجماعي نحو أسرته، بل نحو الأمة كلها، لأن صلاح المجتمع من صلاح الفرد.

 

إعداد: إبراهيم أحمد