لافروف لظريف: سياسة واشنطن مناهضة للإنسانية
عشية ذكرى انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسمياً من الاتفاق النووي مع إيران، بعث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الخميس، رسالة خطية إلى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أعرب فيها عن تضامن بلاده مع إيران بوجه العقوبات الأميركية.
وتوجّه لافروف لظريف بالقول: “نتضامن مع تقييماتكم لسياسة واشنطن المناهضة للإنسانية، بشأن توسيع العقوبات الأحادية غير القانونية ضد إيران”، وأضاف: إن “روسيا أشارت مراراً إلى الطبيعة غير القانونية للعقوبات الأميركية أحادية الجانب ضد إيران”، مشدداً على أن “موسكو طالبت واشنطن دائماً برفع هذه العقوبات وأن لاتقف عائقاً أمام محاربة فيروس كورونا”.
ودعا في رسالته الدول الأوروبية إلى “عدم التأثر بتخويف واشنطن وتهديداتها، ومواصلة التعامل مع شركائها الإيرانيين”.
وتأتي رسالة وزير الخارجية الروسي، بالتزامن مع حلول ذكرى إعلان ترامب، في 8 أيار عام 2018، عن انسحاب بلاده رسمياً من الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة “5+1″، وإعادة العمل بالعقوبات على طهران، في تحد لإرادة المجتمع الدولي، وانتهاك للقرارات الدولية بهذا الشأن، الأمر الذي دفع إيران إلى تعليق بعض التزاماتها حيال الاتفاق.
إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست في موقع يؤهّلها لطرح قضايا تتعلّق بالاتفاق النووي الموقّع مع إيران، وأشارت، في بيان نشرته في صفحتها على تويتر، إلى مضي ثلاثة أعوام على خروج أمريكا من الاتفاق، وقالت: “الولايات المتحدة تكره الاتفاق النووي وخرجت منه وتعمل على خرقه وتعاقب جميع الذين يلتزمون به”.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، أعلن الأربعاء، أنه “متى ما عادت الدول الأوروبية إلى الاتفاق النووي والتزمت بتعهداتها، فنحن أيضاً سنستأنف تطبيق الاتفاق”، مضيفاً: إن “حظر الأسلحة على إيران سينتهي قريباً، والولايات المتحدة الآن أدركت حجم الخطأ الذي ارتكبته بخروجها من الاتفاق النووي”.
وكان المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني الإسلامي للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان وصف البيت الأبيض الأمريكي بأنه “بؤرة الكذب والتزييف”، وأضاف، في تغريدة على تويتر: “قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحث إيران على التفاوض مع واشنطن، في الوقت الذي اغتال فيه قاسم سليماني، ويطلق كل يوم تهديداً وحظراً جديداً، يشير إلى أنه لا يمتلك إدراكاً صحيحاً للعلاقات السياسية والسلطة، وهذا يدل أن البيت الأبيض هو بؤرة الكذب والتزييف”، وأردف قائلاً: “لا ينبغي نسيان أن الولايات المتحدة رفضت إلغاء الحظر على الأدوية للشعب الإيراني في أزمة كورونا، في وقت تبث فيه الكذب فقط”.
وفي وقت سابق، استخدم ترامب الفيتو ضد قرار أصدره الكونغرس للحد من صلاحياته في القيام بعمل عسكري ضد إيران، وزعم ترامب، في بيان نشره البيت الأبيض، أنه استخدم الفيتو لأنه “قرار مهين” جداً طرحه الديمقراطيون في إطار استراتيجيتهم الرامية للفوز في الانتخابات المقررة في 3 تشرين الثاني عن طريق تقسيم الحزب الجمهوري.
وكان الكونغرس بمجلسيه وجّه صفعة قوية إلى الرئيس الجمهوري في آذار، حين أصدر هذا القرار الذي يحد من صلاحيات ترامب بشن حرب على إيران، بعد تنامي مخاوف من إمكانية إقدام الأخير على قرار متهوّر بشن الحرب دون استشارة الكونغرس، وهو ما أيدته المعارضة الديمقراطية وقسم من المشرعين الجمهوريين.
يذكر أن مجلس النواب الأميركي، الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، أقر في كانون الثاني الماضي نسخته الخاصة من هذا القرار، وذلك بعد إقدام إدارة ترامب على جريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني، وما تبع ذلك من رد صاروخي إيراني على قاعدة عين الأسد في العراق حيث تنتشر قوات أميركية وما خلفه من خسائر وإصابات في صفوف هذه القوات.