مسلسل الاختيار.. ازدواجية المعايير!!
حقق المسلسل المصري “الاختيار” نسبة مشاهدة عالية لدى الجمهور العربي، حيث كان حديث البرامج الفنية التي سلطت الضوء وبشكلٍ مكثفٍ على القصة الحقيقية لأبطال العمل، حيث لم يفت تلك البرامج أن تشيد ببطولة وشجاعة الأبطال الحقيقيين وهم مجموعة من جنود الجيش المصري الذين قاوموا إرهاب الجماعات التكفيرية هناك مع الضابط المسؤول عن حماية إحدى النقاط العسكرية في سيناء. وهنا نلحظ انفصام الشخصية لدى بعض المتابعين المصريين والعرب، بمن فيهم بعض السوريين الذين تغنوا وأشادوا بشجاعة وبطولة الجنود، حتى أن بعض الفنانين السوريين المتواجدين في مصر عبروا عن دعمهم لما قام به الجنود المصريين أثناء مقاومتهم لتلك الجماعات الإرهابية. ونحن هنا لا نستغرب حجم المساندة والدعم للأبطال الأصليين، أصحاب القصة، وحتى للممثلين الذين لعبوا دور هؤلاء الجنود، وعلى رأسهم الممثل المصري أمير كرارة الذي لعب دور الضابط “أحمد المنسي”، قائد تلك المجموعة، والذي اهتم حسب أحد تصريحاته بأدق تفاصيل شخصية الضابط المنسي، حيث التقى مع أطفاله وعائلته، فمحاربة الارهاب التكفيري في أي مكان – ولاسيما في البلدان العربية التي تعاني منه أكثر من غيرها – أمر ضروري ويحتل صدارة الأولويات الوطنية.
ولكننا نتساءل ماذا عن آلاف الجنود السوريين الأبطال الذين سطروا ملاحم أسطورية خلال عشر سنوات واجهوا فيها كل أشكال الإرهاب والتكفير!! لم نسمع حتى لو كلمة واحدة عن هؤلاء الأبطال!! وهل إرهاب تلك الجماعات التكفيرية محرّم هناك، بينما إرهابها في سورية حلال؟ أليست كل تلك الجماعات، وأينما تواجدت، وجوه لعملةٍ واحدة؟ عشرات الأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية لن تتمكن من توثيق آلاف القصص الأسطورية لأبطال الجيش العربي السوري، فكم من ضابط سوري يشبه الضابط المصري أحمد المنسي صاحب الشخصية الأصلية الذي تحدث عنها مسلسل الاختيار؟ بل وحتى يفوقه ببطولته وتضحياته التي لم يتحدث عنها أحد.
لينا عدرة