النظام التركي يؤجج الصراع في ليبيا لإفشال “مبادرة القاهرة”
وسط أجواء الارتياح والترحيب، إقليمية ودولية، بالمبادرة السياسية التي أعلن عنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت، بحضور قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر لحلّ الصراع الدائر في ليبيا، سعى النظام التركي إلى تأجيج الحرب مجدّداً، عبر التذكير بدوره في القتال مع ميليشيات الوفاق حول العاصمة طرابلس، وتبجّحه بالتدخل العسكري، وإرسالها المرتزقة، واعداً بالمزيد، فيما دعا إعلاميون وصحافيون، موالون لتنظيم “الإخوان” الإرهابي وعدد من قادة الجماعة التكفيرية، عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لاستكمال الحرب بهدف إفشال الدعوة المصرية.
واعتبرت كل من الإمارات والأردن وروسيا وفرنسا المبادرة المصرية لتسوية الأزمة في ليبيا فرصة مهمة لوقف إطلاق النار، والعودة إلى المسار السياسي لإنهاء الأزمة في البلاد، التي زاد التدخل العسكري التركي منذ أشهر تأزم الوضع فيها، فيما عاد النظام التركي للتدخل وتأجيج الصراع الدائر في ليبيا، فقد تباهى المنسق العام لوقف الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي “سيتا”، برهان الدين دوران، بالتدخل العسكري التركي في ليبيا قائلاً: “إنّ الطائرات المسيرة التركية والاستشارات العسكرية التي قدّمها الضباط الأتراك، إضافة إلى الجهود الدبلوماسية لرجب طيب أردوغان، أدّت إلى تغيير الوضع تماماً في ليبيا”.
في السياق ذاته، أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أن بوارج وطائرات مسيرة للنظام التركي تشارك في الهجوم الذي تشنّه قوات حكومة الوفاق على مدينة سرت، وقال: “إنّ قوات حكومة الوفاق شنّت هجوماً شاملاً على سرت استخدمت فيه الطائرات المسيرة والبوارج التركية قبالة سواحل سرت فضلاً عن أعداد كبيرة من القوات الخاصة التركية”، ولفت إلى أن قوات الجيش الليبي استطاعت صدّ الهجوم وشنّ هجوم مضاد بإسناد جوي من المقاتلات الحربية، كما استطاعت إسقاط 3 طائرات مسيرة للنظام التركي.
وكان المسماري طالب الأمم المتحدة بوضع حد لانتهاكات النظام التركي ضد الليبيين، مشيراً إلى أن اعتداءات قوات هذا النظام تسببت بمقتل مئات الليبيين في مدينتي بني وليد وترهونة.
ويواصل النظام التركي مخططاته الهادفة لتكريس تدخلاته في ليبيا عبر إرسال قواته ومرتزقته الإرهابيين إليها ودعم الميليشيات فيها، وذلك في إطار أطماعه بنهب ثروات هذا البلد وتوسيع نفوذه في المنطقة.
والسبت، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عن مبادرة سياسية لحل الصراع الدائر في ليبيا، لكن “الوفاق” أعلنت رفض المبادرة، مشيرة إلى أنه “لا مكان لحفتر في أيّ مفاوضات قادمة”، فيما دعا قادة جماعة “الإخوان” الإرهابية إلى “تحرير سرت والزحف إلى بنغازي رداً على إعلان القاهرة”!.
وأثارت تلك التغريدات غضب نشطاء من ليبيا واليمن ومصر وغيرها من البلدان العربية، حيث اعتبرت تلك الاستفزازات دعوة جديدة للعنف وإراقة المزيد من دماء الليبيين، برعاية النظام التركي، الذي أجج في السابق الصراع عبر التدخل العسكري، وأفشل كل مبادرات السلام التي طرحت سابقاً، وتساءلوا: “ألم تشبعوا فتنة بعد أن أخذت تركيا نفط ليبيا.. وألم تشبعوا من الخراب الذي لحق بالقومية العربية وتقسيم الأوطان من وراء الإخوان؟”.