وقفة في حمص: التمسّك بالثوابت الوطنية مهما تعاظمت التحديات
شهدت ساحة الشهداء في حمص، أمس الخميس، وقفة وطنية، بمشاركة الآلاف من أبناء المحافظة، تنديداً بما يسمى “قانون قيصر”، وتمسّكاً بالثوابت الوطنية مهما تعاظمت التحديات، فيما أدان الطلبة وأبناء الجالية السورية في كوبا وتشيكيا الإجراءات الأمريكية القسرية أحادية الجانب التي تستهدف الشعب السوري، مؤكدين أنها انتهاك فاضح للقانون والأعراف الدولية وخرق سافر لحقوق الإنسان، في وقت شدّدت فصائل وقوى فلسطينية على أن “قانون قيصر” يمثّل أعلى درجات القرصنة.
ففي حمص (عادل الأحمد) أكد المشاركون في الوقفة الوطنية رفضهم واستنكارهم للإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، مشددين على التمسك بالثوابت الوطنية والوقوف مع الوطن لمواجهة الحرب الاقتصادية والحصار الجائر الذي يتعرض له الشعب السوري.
ورفع المشاركون في الوقفة الأعلام الوطنية واللافتات التي تحيي الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب وتندد بالممارسات الظالمة لقوى العدوان تجاه الشعب السوري وتؤكد وقوف السوريين خلف جيشهم وقيادتهم في مواجهة الحصار الجائر.
وأشار المشاركون إلى انكشاف القناع المزيف لأمريكا وحلفائها ممن يدعون الإنسانية وهم ألد أعدائها، مؤكدين أن سورية، شعباً وجيشاً وقيادة، ستقهر الحصار كما قهرت الإرهاب وانتصرت عليه، فيما قال أحد جرحى الجيش العربي السوري حسين العبار: “إن حلف الشيطان المتمثل بأمريكا وصلت به اللاإنسانية للضغط على الشعب السوري بلقمة عيشه للنيل من كرامته متناسين أنه اعتاد على الصمود والنضال وله تاريخ عريق وحضارة ممتدة إلى آلاف السنين”.
إلى ذلك، أكد الطلبة وأبناء الجالية السورية في كوبا أن الإجراءات الظالمة تأتي في سياق الحرب الإرهابية التي تتعرض سورية منذ أكثر من تسع سنوات، وتؤكد أن الإدارة الأمريكية التي فشلت في تحقيق مآربها من خلال إرهابها العسكري تحاول عبثاً تحقيق ذلك بالإرهاب الاقتصادي الذي يستهدف لقمة الشعب السوري، وطالبوا برفع هذه الإجراءات، التي تعد جريمة ضد الإنسانية، مشددين على أن سورية التي استطاعت عبر التاريخ دحر كل أشكال العدوان والاستعمار وتجاوز كل المحن التي مرت عليها لن يستطيع أحد في العالم قهر إرادة شعبها وجيشها، مجددين وقوفهم إلى جانب وطنهم الأم حتى النصر.
كما أكد أبناء الجالية السورية في جمهورية التشيك أن “قانون قيصر” إجراء أمريكي همجي يستهدف معيشة المواطنين السوريين ويمثل خرقاً فظاً لكل القوانين والقيم الإنسانية والأخلاقية الدولية، وقالوا في بيان: “هذا القانون يمثل دليل إفلاس جديداً للإدارة الأمريكية بعد إخفاقها في تحقيق أهدافها بالهيمنة على سورية رغم دعمها الكبير للإرهابيين والاستمرار بسرقة النفط السوري”، وجددوا التأكيد على وقوفهم إلى جانب وطنهم في التصدي لهذا الإرهاب الاقتصادي الأمريكي، معربين عن قناعتهم بأن هذه الضغوط الجديدة التي تستهدف الشعب السوري وتترافق بحملة إعلامية كاذبة ستخفق في تحقيق مآربها الدنيئة.
“قيصر” أعلى درجات القرصنة
عربياً، أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة بشدة الإجراءات الأمريكية القسرية احادية الجانب التي تستهدف الشعب السوري، مؤكدة أن الإرهاب الاقتصادي ضد سورية يعكس فشل المشروع الصهيوأمريكي في سورية والمنطقة.
وقالت الجبهة في بيان: “إن “قانون قيصر” الأمريكي الصهيوني هو تعبير صارخ عن ثقافة القتل والإجرام المتأصل في عقلية الإدارات الأمريكية تجاه شعوب العالم وكل من يرفض منطق الهيمنة”، وأضافت: “إن“لجوء إدارة ترامب وحلفها المتصهين إلى شن حرب الإرهاب الاقتصادي الشامل ضد الشعب السوري يعكس فشلها وهزيمتها أمام انتصارات الجيش العربي السوري وحلف المقاومة، مطلقة بذلك آخر ما في جعبتها من سهام ووسائل الحرب القذرة التي شنت على سورية تحت عباءة ما سمي “الربيع العربي” ومؤامرة تصفية القضية الفلسطينية والتي تكشف اخر فصولها مع فيروس التطبيع ونشر البيئة الحاضنة لصفقة القرن”.
بدورها اعتبرت حركة فتح الانتفاضة أن الإنجازات التي حققتها سورية في مواجهة الإرهاب وإفشال مشاريع التجزئة والتفتيت دفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى شن حرب اقتصادية تستهدف الشعب السوري وأمنه الغذائي في مسعى بائس للمزيد من الضغوط على سورية، وأكدت في بيان أن سورية التي صمدت طيلة عقد من الزمن وتعرضت لأبشع المؤامرات ستفشل ما يسمى قانون قيصر كما أفشلت كل المؤامرات التي تعرضت لها.
من جهتها أكدت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن ما يسمى “قانون قيصر” يمثل أعلى درجات القرصنة والعنصرية الأمريكية، ويعتبر استكمالاً للحرب الكونية الإرهابية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية ووكلاؤها وأدواتها الإرهابية على سورية، مشيرة إلى أنها على يقين أن سورية قادرة على إفشال العقوبات الاقتصادية الجديدة بقوة وإرادة الشعب السوري وجيشه الباسل وقيادته الحكيمة.
من جهته أكد تحالف القوى الفلسطينية أن الإدارة الأمريكية حاولت تطبيق ما يسمى “قانون قيصر” بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها التدميرية من خلال العصابات الإرهابية التي دعمتها طيلة السنوات التسع الماضية من أجل النيل من صمود سورية وجيشها وشعبها وقيادتها، وأشار في بيان إلى أن ما يسمى قانون قيصر يستهدف الشعب السوري وحرمانه من أبسط حقوقه في الغذاء والدواء ويؤكد بشكل واضح على سياسة أمريكا العدوانية تجاه سورية وكل ما يتعارض مع سياستها الوحشية.
الجوهر اللاأخلاقي للإدارة الأمريكية
دولياً، أكد فلاديمير يفيسييف رئيس قسم التكامل الأوراسي والتنمية في منظمة شنغهاي للتعاون رئيس قسم رابطة الدول المستقلة أن ما يسمى قانون قيصر يظهر مجددا الجوهر اللاأخلاقي الحقيقي للإدارة الأمريكية وهو تأكيد آخر على العداء الأمريكي لسورية.
وشدد يفيسييف على أن فرض الإجراءات القسرية الأمريكية أحادية الجانب على الشعب السوري يؤثر في حصوله على الأدوية والمعدات الطبية ويصنف في زمن انتشار وباء كورونا بقائمة “الأعمال اللاإنسانية المجردة من الأخلاق”، ولفت إلى أن الولايات المتحدة متخفية بلبوس النوايا الحسنة تعمل بشتى الأساليب على تعزيز قدرات الإرهابيين وإطالة أمد ممارساتها في المناطق التي تحتلها وتقويض العمل في القطاع الصناعي والزراعي والاستخراج والنقل وفي قطاع البناء والتمويل وغيره من اعتداءات على المحاصيل الحقلية للمواطنين السوريين.
وأكد يفيسييف أن اعتماد واشنطن على ما يسمى قانون قيصر يتطلب الإدانة الشاملة والشجب من المجتمع الدولي وهو يظهر مجددا الجوهر اللاأخلاقي الحقيقي للإدارة الأمريكية التي تحاول التستر على الانفلات الحاصل على أراضيها بإملاء سياستها العدوانية على البلدان الأخرى.