الاستئناس الحزبي.. والممارسة الديمقراطية المسؤولة
تنفيذاً لتوجيه الرفيق بشار الأسد الأمين العام للحزب كوادر البعث باختيار ممثليهم للترشح لمجلس الشعب من خلال الاستئناس الحزبي، وحرصاً على تجسيد كلمته التاريخية التي وجهها لهم مؤخراً بهذا الخصوص، تستمر القيادة المركزية للحزب في الإشراف على إجراء هذه العملية الانتخابية، والتي تمت حتى الآن في أجواء إيجابية تميزت بالإقبال الكبير من الرفاق الحزبيين عليها، والارتياح لما شكلته من حدث نوعي في حياة الحزب، والتنافس الكبير في سياق هذا الوعي العميق بأهمية الحدث على الصعيد الحزبي الخاص، والوطني العام.
وقد تمت عملية الاستئناس، وظهرت نتائجها في ستة فروع هي طرطوس والحسكة ودرعا وريف دمشق وإدلب والقنيطرة.
ويمكن من خلال قراءة سريعة للنتائج القول إنها نجحت عموماً – إذ لا يمكن لأي ممارسة انتخابية أن تبلغ الكمال وأن تخلو من بعض السلبيات هنا أو هناك- في اختيار الرفاق الذين يتوفر فيهم أكبر قدر من الكفاءة المطلوبة، حيث برز جلياً الالتزام بما أكده الرفيق العام في كلمته حول ضرورة الاختيار بعيداً عن أي ولاءات ضيقة واعتبارات وعصبيات غير موضوعية…
ومن المنتظر بعد الانتهاء من هذه التجربة الديمقراطية الجديدة في حياة الحزب، والتي ستشمل ما تبقى من فروع تحت إشراف القيادة المركزية أن تأتي النتائج الكاملة في مستوى الآمال الكبيرة التي تعلقها جماهير الحزب والشعب على هذه التجربة لجهة الإسهام الفاعل في نجاح الانتخابات البرلمانية المقبلة، بما يقود إلى برلمان فاعل وقادر على القيام بدوره التشريعي والرقابي المنشود، والتفاني في حمل المسؤولية الوطنية التي تتطلبها هذه المرحلة بكل ما تحمله من تحديات مصيرية.
إن نجاح الحزب في تحويل كلمة الرفيق الأمين العام إلى واقع حقيقي لهو دليل قاطع على ما يختزنه (قواعد وقيادات) من حيوية وقدرة على التجدد، والاستجابة لتحديات الواقع، ومتطلبات المرحلة، مما ينفي كل المزاعم التي روج لها أعداء الوطن والأمة حول وضعه…، فها هو البعث يقدم في أصعب الظروف التي تمر بها سورية والأمة العربية مثالاً للمارسة الديمقراطية المسؤولة التي تزيده قوةً، وتعزز دوره من جهة، وتلهم مختلف المؤسسات الانتخابية في الدولة والمجتمع من جهة أخرى. وفي هذا مؤشر شديد الأهمية على تعاظم دور الحزب الآن وفي المستقبل، وعلى ما تمثله عقيدته الوطنية والقومية من ضرورة لإنتاج عوامل حماية الوطن والتصدي للأخطار التي تهدده.
إن القراءة العميقة لهذه التجربة التي يخوضها الحزب اليوم بنجاح تكشف أنها ليست حدثاً تنظيمياً تاريخياً في حياة الحزب فقط، بل هي نقلة نوعية سيكون لها أعظم الأثر في تجديد فكر الحزب، وتطوير حياته الداخلية تطويراً شاملاً من جهة، وتعزيز تفاعله مع المجتمع، وتطوير أدوات هذا التفاعل من جهة أخرى. ولكل هذا فإن هذا الحدث الكبير يثير فخر البعثيين، ويزيدهم ثقة بحزبهم وتمسكاً بفكره، بقدر ما يعزز مصداقية البعث لدى الجماهير الشعبية، ويؤكد لها بالقعل والممارسة أن القول بأن البعث هو إحدى الدعائم الأساسية لاستمرار الدولة الوطنية السورية وقدرتها على مواجهة التحديات مهما عظمت، لا يصدر عن مجرد رغبة أو خيال. بل هو حقيقة يثبتها التاريخ والواقع، ويجسدها التجسيد الأرقى أمينه العام الرفيق بشار الأسد، هذا القائد الملهم الذي يضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل الاعتبارات، ويمتلك من قوة الشجاعة والحكمة، ما يجعله معلّماً للنقد والنقد الذاتي في الحزب وسائرالمؤسسات، وقدوة في اتخاذ القرارات التي تعزز حضور البعث، وتطلق قدراته، وتجدد إمكانياته، حتى في أصعب الأوقات التي يمر بها الوطن.
محمد كنايس