أردوغان يهدد بحجب وسائل التواصل الاجتماعي
من جديد يريد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تطويع تركيا كلها تحت يديه، فلا مجال لأن يقول أحدهم “لا” بوجه السلطان! فمن المعارضة إلى المحامين وما بينهما من قضايا، جاء الدور على وسائل التواصل الاجتماعي لكي يروّضها ويجعلها في خدمة مشاريعه الطورانية، لاسيما وأن إدارة توتير أغلقت مؤخراً ما يقارب الـ 7000 ألف حساب لمؤيديه.
وفي التفاصيل، فقد أعلن أردوغان أنه عازم على إعداد تشريع جديد قبل نهاية العام الجاري لضمان تنظيم صارم لوسائل التواصل الاجتماعي “غير الأخلاقية”، حسب زعمه، وذلك بعد تعليقات أعقبت إعلان ميلاد حفيد جديد له.
وفي حديثه لأعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم، أكد أردوغان أن الحزب سيقدم لوائح جديدة لمراقبة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفاً: إن زيادة “الأعمال غير الأخلاقية” على المنصات في السنوات الأخيرة ترجع إلى عدم وجود قواعد تنظيمية!.
وواجه أردوغان الأسبوع الماضي سيلاً من “عدم الإعجاب” على موقع يوتيوب أثناء خطاب للشباب قبل امتحاناتهم. وتمّ على الفور إغلاق التعليقات على البث المباشر. وبدأ وسم “لن نصوّت لك” في التصدّر ضمن الأكثر تداولاً على موقع تويتر.
وقبل أيام أكد نظام أردوغان أنّه لن يتسامح مع ما أسماه “التضليل” بعد كشف شركة تويتر الأميركية بأنّ آلاف الحسابات المرتبطة بحكومة أردوغان كانت تستخدم لعمليات دعائية، وقال الموقع: إنه حذف 7340 حساباً من الشبكة تمّ اكتشافها في أوائل عام 2020، مضيفاً: أن هذه الشبكة تٌستخدم لتضخيم الروايات السياسية التي تصب في صالح حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان.
وحجب النظام التركي موسوعة ويكيبيديا على الإنترنت في نيسان 2017 بسبب صفحات تتهم أردوغان بإقامة علاقات مع منظمات إرهابية، ولم يُرفع الحجب عن الموسوعة إلا في كانون الثاني هذا العام بعد صدور حكم من المحكمة الدستورية التركية. كما سبق وحجبت أنقرة يوتيوب وتويتر نفسه بسبب محتوى نشر على المنصتين.
في سياق متصل، قال زعيم المعارضة التركية، كمال كليجدار أوغلو، إن الشباب الأتراك هم من سيقضون على نظام أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية.
وشدد كليجدار أوغلو على أن “الشباب لا يريد نظاماً مستبداً في الدولة، لقد اعتقد أردوغان أنه بذلك (أي بعقد اللقاء) سيجعل الطلاب يصوتون له في الانتخابات المقبلة”، وأضاف: “لكن أعتقد أنه ندم كثيراً على هذا القرار، ولقنه الشباب درساً قاسياً بخاصية (لا يعجبني) أثناء البث المباشر.
وجاءت تصريحات كليجدار أوغلو، خلال تعليقه على فضيحة البث المباشر التي تعرّض لها أردوغان، مؤخراً حينما قرر عقد لقاء مع الشباب عبر تقنية “فيديو-كونفرانس” فقوبل برفض، وهجوم شديدين ما اضطر القائمين على تنظيم اللقاء لإلغاء خاصية كتابة التعليقات.
ويعزو المراقبون أحد أهم أسباب التدهور في زمن أردوغان إلى انهيار الفصل بين السلطات، والمركزية الإدارية المتطرفة، والإجراءات المستخدمة لتأسيس تركيا كدولة أمنية، معزولة عن الدول الديمقراطية والحلفاء.
وأكد كليجدار أوغلو على أن “الشباب لهم مطالب مشروعة لا يستطيع نظام أردوغان تلبيتها، أبرزها توفير فرص العمل بعد التخرج في الجامعات”.
وذكر زعيم حزب الشعب الجمهوري، أن “حزب أردوغان يتعمد تأهيل الشباب غير الكفء وغير المدرب للمناصب والالتحاق بالوظائف على حساب شباب الأمة التركية من المميزين، لذلك الشباب هو من سيقضي على حزب العدالة والتنمية، والنظام”.