سورية تفتح صفحة جديدة في العلاقة مع اتحاد جمعيات الصليب والهلال الأحمر
وقعت سورية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أمس الخميس، مذكرة تفاهم بشأن الوضع القانوني للاتحاد الدولي في الجمهورية العربية السورية، وذلك في وزارة الخارجية والمغتربين.
وتأتي هذه الاتفاقية، التي وقعها عن الجانب السوري الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين وعن الاتحاد الدكتور حسام الشرقاوي المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، انطلاقاً من العمل المشترك بين الحكومة السورية والاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر للعمل على تحفيز وتشجيع وتسهيل وتعزيز الأنشطة الإنسانية بكل أشكالها التي تضطلع بها الدولة السورية والجمعيات الإنسانية الوطنية والدولية من أجل تجنب المعاناة الإنسانية وتخفيفها والإسهام في صون وتعزيز السلم في العالم.
وخلال اللقاء الذي جمع الطرفين بعد توقيع المذكرة أكد نائب الوزير على تقدير وشكر الدولة السورية للدور الإنساني الذي يقوم به الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مشيراً إلى ضرورة تعزيز العلاقة بين الدولة السورية والاتحاد.
وعبر الدكتور المقداد عن شعوره بعمق هذه العلاقة وأهمية تطويرها في مختلف المجالات منوها باستعداد الدولة السورية لتنمية التعاون في إطار الوثيقة التي تم توقيعها والحرص على تطويرها وإغنائها خلال الأشهر والسنوات القادمة.
ولفت الدكتور المقداد إلى أن الأوضاع في سورية تتطور بشكل إيجابي ومستمر في إطار حربها على الإرهاب ومواجهتها للإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية مشيراً إلى الدور المهم الذي يقوم به الهلال الأحمر العربي السوري في إطار تقديم المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجها من الشعب السوري الذي يمر بظروف معيشية صعبة نتيجة العقوبات التي تفرضها الدول الغربية.
بدوره عبر الدكتور الشرقاوي عن ارتياحه لوجوده في سورية وشكره وامتنانه للحكومة السورية والشعب السوري وللهلال الأحمر العربي السوري مشيراً إلى أن الاتفاقية ستسمح بتسريع وتسهيل الدعم القائم في سورية من عشرات السنين.
وأكد الدكتور الشرقاوي إدراكه للظروف الصعبة التي تشهدها سورية والمنطقة لافتاً إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تشهده سورية نتيجة العقوبات التي لم تسهل دور الاتحاد كمؤسسة إنسانية.
وفي ختام اللقاء عبر عن أمله في أن التعاون بين الدولة السورية والاتحاد سيساهم في تخفيف معاناة المواطنين السوريين في مختلف المجالات.
حضر اللقاء من الجانب السوري عبد المنعم عنان مدير إدارة المنظمات الدولية وأسامة علي مدير مكتب نائب الوزير والدكتور عمار عوض من إدارة المنظمات الدولية وزينا علي من مكتب نائب الوزير.
ومن الجانب الضيف أندريه إنغستراند مندوب الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر في سورية والمهندس خالد عرقسوسي الأمين العام لمنظمة الهلال الأحمر في سورية.
وفي تصريح للصحفيين أكد الدكتور المقداد أن توقيع هذه المذكرة يمثل صفحة جديدة في العلاقات بين سورية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر وذلك يعني الانتقال لمرحلة جديدة من التعاون يتم خلالها إرساء القواعد السياسية والدبلوماسية والعملياتية في التعاون المشترك. وأعرب عن ترحيبه بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية وتعميق التعاون بين الاتحاد ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري منوها بالدور الإنساني الذي يقوم به الاتحاد وعمله للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين واستعادة الظروف الطبيعية في بعض الدول التي تمر بمراحل صعبة.
وأشار المقداد إلى أنه خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الاتحاد إلى سورية منذ عام ونيف تم وضع أسس دقيقة جدا للتعاون بين الجانب السوري والاتحاد حيث نفذ الجانبان كل ما وقع على عاتقهما مؤكدا أنه ستتم متابعة الاتصالات والمباحثات مع الاتحاد لفتح أفق جديد في التعاون والعمل المشترك.
من جانبه أعرب الدكتور الشرقاوي عن شكره للحكومة السورية وللمتطوعين والمتطوعات في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري على الدور الإنساني الذي يقومون به على أرض الواقع في سورية مشيرا إلى أن الاتحاد سيواصل القيام بدوره كمؤسسة إنسانية لإيصال الدعم للهلال الأحمر السوري ونقل رسالة إلى العالم حول المعاناة في سورية. ورأى أن الوضع في سورية ليس سهلا حيث طالت الأزمة ثم جاء فيروس كورونا ليضيف الأعباء وكذلك الوضع الاقتصادي الصعب على السوريين معربا عن أمله وثقته بتحسن الأمور وتغيرها نحو الأفضل من خلال تعزيز التعاون مع الجانب السوري ومنظمة الهلال الأحمر.