واشنطن تعترف بدور النظام السعودي في إنجاح اتفاقيتي التطبيع!
أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن شكره للنظام السعودي على ما قدّمه في سبيل “إنجاح الاتفاقات الإبراهيمية”، في إشارة إلى اتفاقيتي تطبيع الإمارات والبحرين مع العدو الصهيوني، فيما كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن صحافيين يعملون في وسائل إعلام سعودية تلقيهم أوامر مباشرة بتغيير الخط التحريري في ما يتعلق بـ”إسرائيل”، وبالترويج لـ”التطبيع” كأمر إيجابي يخدم المصالح!.
وقال صحافي في إحدى أبرز الوسائل الإعلامية التابعة للنظام السعودي لـ”واشنطن بوست”: “لا يسمح للصحافيين السعوديين بانتقاد الاتفاقيات الإماراتية الإسرائيلية”، وأشار إلى أنه في بعض الحالات تمّ حذف مقالات نشرت في هذا السياق.
“واشنطن بوست” رأت أن “هذه التعليمات الجديدة تعد أدلّة واضحة على أن الأمور في المملكة تسير باتجاه التطبيع”.
وفي السياق نفسه، أشار موقع “ميدل إيست آي”، الأربعاء، إلى حذف “التغريبة الفلسطينية”، الأمر الذي أثار تساؤلات حول التطبيع السعودي مع “إسرائيل”، وكتب ريحان عودين مقالاً في الموقع، قال فيه: “إن قناة “أم بي سي” التلفزيونية الممولة سعودياً أزالت مؤقتاً دراما تاريخية شهيرة عن فلسطين من خدمة البث المباشر”.
ووصف مراقبون حذف التغريبة بأن النظام السعودي “يلهث نحو التطبيع”، فيما قال وزير خارجية النظام فيصل بن فرحان: “إن المملكة لن تمسّ بمحاولات دول عربية التطبيع مع “إسرائيل””.
ورغم أن النظام السعودي لم يتحدّث صراحة عن موقفه من اتفاقيتي التطبيع، لكن قراره بالسماح بالرحلات الإسرائيلية الى الإمارات والبحرين عبر أجوائه دليل على عدم اعتراضه.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على ترتيب العلاقات مع النظام السعودي وتحويلها علاقات إلى علنية.
يأتي ذلك فيما أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن مخطط استيطاني جديد لإقامة أكثر من 3000 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن المخطط الجديد يهدف إلى إقامة 3071 وحدة استيطانية جديدة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، ليرتفع عدد الوحدات التي أعلنت عنها سلطات الاحتلال خلال يومين إلى نحو خمسة آلاف وحدة استيطانية.
واقتحمت قوات الاحتلال قرى وبلدات في نابلس وبيت لحم وقلقيلية ورام الله والبيرة والقدس المحتلة وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت 24 منهم، فيما اقتحم 29 مستوطناً المسجد الاقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم شعفاط في القدس المحتلة وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام على الفلسطينيين ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
في سياق متصل أطلقت بحرية الاحتلال النار باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر شمال مدينة غزة شمال القطاع ما اضطرهم للتراجع نحو الشاطئ.
في الأثناء، جددت وزارة الصحة الفلسطينية مطالبة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية والصحية بالتدخل العاجل للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن الأسير ماهر الأخرس، المضرب عن الطعام منذ 81 يوماً، وإنقاذ حياته.
وأوضحت وزيرة الصحة مي الكيلة في مؤتمر صحفي عقد بمدينة رام الله أن الأعضاء الحيوية للأسير الأخرس مهددة بالتوقف، حيث أن عدم وصول التغذية والأكسجين الكافيين للأعضاء كالرئتين والكلى والقلب والأمعاء قد يؤدي إلى فشلها، الأمر الذي يشكّل خطراً على حياته، ما يتطلب التدخل العاجل لإلزام سلطات الاحتلال بإطلاق سراحه، وأشارت إلى أن الأسرى والأسيرات المرضى في معتقلات الاحتلال يعانون من الإهمال الطبي المتعمد وهم بحاجة لرعاية طبية وتوفير الأدوية كما أن عدداً آخر بحاجة إلى دخول المشافي لتلقي العلاج وخصوصاً مرضى السرطان مناشدة دول العالم وبرلماناتها ومجلس حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات العالمية الإنسانية بسرعة التدخل لإنقاذ حياتهم والعمل على إطلاق سراحهم في ظل انتشار فيروس كورونا في معتقلات الاحتلال.
بدوره أكد رئيس نادي الأسير قدورة فارس أن مسؤولية الدعم والتضامن مع الأسير الأخرس تمثل جزءاً من حالة النضال التي يعيشها الشعب الفلسطيني موجهاً نداء للأمين العام للأمم المتحدة وممثلي الاتحاد الأوروبي ومجلس حقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي لإصدار بيانات أو مواقف تطالب سلطات الاحتلال بالإفراج الفوري عن الأسير الأخرس.
وانضم نحو 60 أسيراً فلسطينياً إلى الإضراب المفتوح عن الطعام الذي بدأه 30 أسيراً الثلاثاء في معتقلات الاحتلال احتجاجاً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحقهم، ولا سيما الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام لليوم الـ81 على التوالي.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن نحو 60 أسيراً فلسطينياً في معتقلات الاحتلال بدؤوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وأكدت أن هذه الخطوات كلها تأتي ضمن برنامج نضالي سيستمر خلال المرحلة المقبلة من خلال دخول دفعات جديدة من الأسرى في هذه الإضرابات.
ويواجه نحو خمسة آلاف أسير فلسطيني داخل معتقلات الاحتلال ظروف اعتقال قاسية حيث يعاني 1800 أسير منهم أمراضا متعددة بسبب انتشار الأوبئة والجراثيم وبينهم نحو 700 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل وخاصة حالات الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي والشلل النصفي.