الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

تقرير بريطاني: مرتزقة أردوغان وقود حرب في معارك قره باغ

كشف تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) أن المرتزقة الذين عمد نظام رجب طيب أردوغان لإرسالهم إلى منطقة الصراع في ناغورني قره باغ تم إغراؤهم بالمال للذهاب إلى اذربيجان بزعم “نشرهم على نقاط تفتيش على الحدود مع أرمينيا” ليجدوا أنفسهم لاحقاً على خط المواجهة في القتال الدائر في ناغورني قره باغ.

وفي لقاءات للهيئة مع أربعة من المرتزقة، الذين أرسلهم نظام أردوغان من سورية إلى الإقليم، كشف هؤلاء أن شائعات نشرتها من أسموها فصائل موالية لتركيا بين الإرهابيين والمرتزقة في شمال سورية في آب الماضي “تروّج لوظائف خارج سورية، وتتمثل بالوقوف على نقاط التفتيش العسكرية في أذربيجان مقابل ألفي دولار كراتب شهري”.

وتشير التقديرات وفق (بي بي سي) إلى أن ما بين 1500 و2000 مرتزق بادروا لتسجيل أسمائهم لدى المجموعات المدعومة تركيا، ومن ثم سافروا إلى أذربيجان عبر تركيا على متن طائرات نقل عسكرية تركية، لكن العمل لم يكن كما كانوا يتخيلون، حيث تم تجنيدهم ونقلهم إلى الخطوط الأمامية في ناغورني قره باغ، وصدرت إليهم الأوامر بالقتال.

ويبدو أنه تم نشر  المرتزقة السوريين على الجبهة الجنوبية خلال تقدم القوات الآذرية، حيث كانت الخسائر لدى الجانبين كبيرة جداً.

وتقول إليزابيث تسوركوف، العضو في مركز السياسة العالمية في واشنطن والتي تحدثت إلى عشرات المرتزقة السوريين الذين اشتركوا في النزاع، إن “هؤلاء استخدموا فعلا كوقود للحرب.. فهم بلا قيمة وبالإمكان نقلهم بسرعة إلى الخطوط الأمامية مع القليل من الإعداد”.

يقول المحلل العسكري مايكل كوفمان، رئيس برنامج روسيا في مركز الأبحاث العسكرية CNA في واشنطن: إن الهدف حسب ما يبدو كان للحد من الخسائر البشرية في صفوف القوات الأذربيجانية، ويضيف: “سقط العديد منهم في وقت مبكر من الحرب وخاصة على الجبهة الجنوبية الشرقية، واستخدم هؤلاء المرتزقة أساساً كقوات اقتحام كي تواجه الموت في الموجة الأولى من الهجوم”، وأردف: “استعد الآذريون للمعركة وهم واضعين في حسابهم إمكانية فشل الهجوم الأولي وفي هذه الحالة يسقط هؤلاء المرتزقة في العملية وليس الجنود الآذريون، فلا أحد يهتم بالمرتزقة”.

وكانت وزارة الدفاع الأرمينية أكدت غير مرة تورط نظام أردوغان بإرسال آلاف المرتزقة من إرهابييه في سورية إلى ناغورني قره باغ بهدف تأجيج الصراع الذي كان دائراً هناك بين أرمينيا وأذربيجان. ورغم أن كلاً من أذربيجان والنظام التركي ينفيان استخدام المرتزقة السوريين، فقد جمع الباحثون قدراً كبيراً من الأدلة المصورة، المستمدة من مقاطع الفيديو والصور التي نشرها المرتزقة على الإنترنت، والتي تظهر رواية مختلفة تماماً.

وسبق أن وثقت تقارير إعلامية كثيرة إرسال رئيس النظام التركي آلاف المرتزقة الإرهابيين من شمال سورية إلى ليبيا برفقة جنود أتراك وبدعم وتمويل من مشيخة قطر لدعم ميليشيات حكومة الوفاق هناك.