دراساتصحيفة البعث

قراءة في كتاب حسين راغب “النظام الدولي المعاصر”

الدراسات

صدر عن دار الشعب لنشر العلوم الإنسانية كتاب “النظام الدولي المعاصر” للكاتب حسين راغب، يقع في 285 صفحة من القطع الوسط، ويسلّط الضوء على النظام الدولي المعاصر الذي بات من أكثر القضايا جدلاً على الساحة الدولية بعد بروز ملامح تشكّل نظام دولي جديد مقابل النظام الأحادي الذي ظهر بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق.

وضع الكاتب في كتابه أبرز خصائص التحولات التي يشهدها النظام الدولي المعاصر في القرن الحادي والعشرين على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولهذا الغرض قسّم الكاتب عمله إلى خمسة فصول يحتوي كل فصل على عدة مباحث لتحقيق الغرض من الكتاب.

في الفصل الأول المعنون “القوى الدولية الكبرى” تحدث الكاتب عن أهم القوى الدولية الكبرى، والتحولات السياسية داخلياً وخارجياً للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تنامي اليمين المتطرف والنزعات الانفصالية التي بدأت تعصف بالقارتين الأمريكية والأوروبية، ومقابل ذلك أشار إلى الدور المتنامي للصين عبر مبادرة “الحزام والطريق”، بالإضافة إلى الصعود الروسي، وملامح السياسة الخارجية الروسية الجديدة، ومقومات الصعود الهندي في المجالات الاقتصادية والعسكرية.

وفي الفصل الثاني “التنافس والصراع بين القوى الدولية الكبرى”، أضاء الكاتب على الصراع الدولي المعاصر، وتحديداً الصراع بين الولايات المتحدة والصين في بحر الصين الجنوبي، وتايوان وهونغ كونغ، والحرب التجارية، والتنافس للاستحواذ على مواقع استراتيجية في أمريكا اللاتينية، والصراع في دول “ايبك”، والشرق الأوسط، والتنافس الروسي الأمريكي حول توسع حلف شمال الأطلسي، والصراع على الطاقة، وسباق التسلّح، والتباينات الأمريكية الأوروبية حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وأخيراً التنافس والصراع الدولي على القارة السمراء.

وتحت عنوان “النظام الاقتصادي العالمي”، يسلّط الكاتب الضوء في الفصل الثالث من كتابه على أبرز التطورات الحاصلة على النظام الاقتصادي العالمي، والثورة الصناعية الرابعة، وتطورات النظام النقدي المالي العالمي، وخصائص العولمة الاقتصادية، والشركات متعددة الجنسيات ونشاطها في الاستثمارات المباشرة، ولم يغفل الكاتب في هذا الفصل الإشارة إلى أبرز الأزمات الاقتصادية مثل: “أزمة المديونية العالمية- الحرب التجارية الأمريكية الصينية- الصراع الجيوسياسي على الطاقة”.

وفي الفصل الرابع من كتابه “أنماط الحروب الحديثة”، تناول الكاتب التطورات التي طرأت على الحرب التقليدية، والحروب السيبرانية، وحروب الجيل الرابع، والحرب الهجينة، وسباق التسلّح النووي، وسباق التسلّح في الفضاء الخارجي، ونمط القوة الذكية التي باتت أهم أدوات الصراع الدولي.

وفي الفصل الخامس والأخير من الكتاب المعنون “مستقبل النظام الدولي المعاصر”، أضاء الكاتب على النتائج المستخلصة حول خصائص النظام الدولي المعاصر، حيث حاول الكاتب استشراف ملامح ما بعد المرحلة الانتقالية لانتهاء عصر الأحادية الأمريكية بالتأكيد على النقاط التالية:

– يتسم هذا النظام باللاقطبية، مع وجود عدد كبير من الفاعلين الدوليين.

– تراجع القوة الأمريكية سيؤدي إلى ظهور نظام متعدد الأطراف.

– مع أفول عصر الولايات المتحدة، لا شك أنها ستدفع إلى مزيد من التوتر عبر العالم.

– إن عملية الانتقال إلى الثنائية القطبية ستشهد اضطرابات، وقد تكون عنيفة.

– إن تنامي الصين كقوة على الساحة الدولية مرتبط بشكل كبير بأفول الهيمنة الأمريكية.

– من الناحية المنطقية، ستبقى أمريكا أكبر منفق على السلاح في العالم.