تحقيقاتصحيفة البعث

المؤتمرات النقابية.. روافع إسهام العمال في حياة منظمتهم والحياة العامة

من المعروف أن المؤتمرات النقابية العمالية السنوية لمجمل التنظيمات النقابية بمثابة روافع الإسهام المتزايد للعمال في حياة منظمتهم النقابية والحياة العامة، والبوابة الأجدى لتحقيق مشاركة أكثر فاعلية للقواعد والهيئات النقابية القاعدية في تطوير العمل النقابي والاقتصادي والسياسي، وتعزيز الأداء، والانطلاق بمرحلة عمل جديدة تبني على الإيجابيات، وتتجاوز السلبيات إن وجدت.
للتوضيح وتسليط الضوء على حراك نقابي مثمر يحقق أهدافه، كانت لنا هذه الوقفة مع جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال.

خصوصية المهام
رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال أكد أن المؤتمرات النقابية لهذا العام هي امتداد لمؤتمرات الأعوام الماضية، ولكن تختلف عنها في كونها نقطة انطلاق جديدة لخدمة العمال، وتابع: لا شك أن انطلاق المؤتمرات النقابية مطلع الأسبوع الحالي، في ظل تحديات كبيرة على وقع استمرار الحرب الإرهابية على سورية، والحصار الاقتصادي الجائر الذي يستهدف لقمة عيش المواطن وحاجاته الأساسية اليومية، يزيد من أهمية وخصوصية المهام الملقاة على عاتق النقابيين وممثّلي العمال، وقال: نحن اليوم أمام واقع صعب فرضته ظروف الحرب والحصار، واقع يتطلب منا أن نكون على قدر الرهان كما كنا دائماً، والاستمرار بإنتاج مقومات الصمود، ومضاعفة الجهود، وبذل المزيد في سبيل خدمة العمال، وتقديم كل ما يمكن لتخفيف العبء المعيشي والاقتصادي عنهم، فهم الذين صمدوا وقدموا أروع الملاحم خلف خطوط الإنتاج، وفي المعامل والمصانع، وفي كافة الساحات على امتداد الجغرافيا السورية، وفي أحلك الظروف وأصعبها، وهناك الكثير من مواقع العمل التي امتزج فيها عرق عمالنا بدمائهم دفاعاً عن تلك المواقع وصوناً لها من جرائم شذاذ الآفاق ومجرمي العصر الذين حاولوا تدمير ما بناه أبناء الشعب السوري على امتداد سنوات من التنمية والعمل والإنجاز.

وقفة عميقة
وبيّن القادري أهمية وضرورة أن تكون هناك وقفة عميقة لتقييم العمل النقابي، خاصة أن المنظمة النقابية استطاعت القيام بعدد من الأمور الجوهرية التي تسهم بشكل أو بآخر في مد يد العون للعمال، لافتاً إلى أنه كانت للاتحاد العام لنقابات العمال محاولات في مسار عدم الاكتفاء بالمطالبة فقط، بل قام ببلورة العديد من المشاريع التي تحسّن دخل الأسرة العاملة، وتخفف التثقيلات على راتب العامل، منها مشروع إقامة دورات تقوية لأبناء العمال في الشهادتين الإعدادية والثانوية في كل المواد، وعلى نفقة الاتحاد، ومشروع تحسين دخل الأسرة العاملة المتضمن 50 مهنة يمكن استفادة المرأة العاملة أو زوجة العامل وابنته من دوراتها، مشيراً إلى أن الاتحاد العام أبرم بروتوكولاً للتعاون مع هيئة تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة يساعد المرأة العاملة أو زوجة العامل التي استفادت من الدورات بالحصول على قرض لتمويل المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر التي ستقوم بها، كذلك من خلال زيادة حجم المساعدات المقدمة من صندوق التكافل، وصناديق المساعدة الاجتماعية للنقابات، وذلك بعد قرار المؤتمر الـ 27 للاتحاد العام بتعديل أنظمة هذه الصناديق باتجاه تحسين المساعدات التي تقدم للعمال.
وتطرق القادري للحديث عن المكاسب العمالية التي تحققت، ومنها إضافة مهن جديدة إلى طبيعة عمل المهن الشاقة والخطرة في قطاع النسيج والبناء والنفط، إضافة إلى زيادة قيمة الوجبة الغذائية، وإعادة التعاقد بالتراضي مع نقابات الحمل والعتالة، وتشميلهم بكافة الصناديق المتعلقة بالتأمينات الاجتماعية، وإعفائهم من التأمينات الأولية، والاتفاق مع الحكومة على تحسين كافة متممات الرواتب وزيادة اعتماداتها، وغيرها من المكاسب العمالية المتحققة.

الهدف الرئيسي
وختم القادري: اليوم أمامنا مهمات جسام تحتم علينا التواجد بين عمالنا، والعمل لتذليل الصعوبات التي تواجههم والعمل لحلها، خصوصاً في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وبالتوازي اجتراح الحلول، وتقديم المبادرات لمساعدتهم ومد يد العون والدعم لهم في مختلف المجالات، فواجباتنا الوطنية والطبقية تجاه وطننا وعمالنا واجبة التنفيذ والتحقيق، ما يتطلب منا جميعاً كممثّلين للعمال مضاعفة الجهود، وتمثيلهم أفضل تمثيل، ونقل مطالبهم، والحفاظ على حقوقهم ومكتسباتهم، فهم القابضون على الجمر في سبيل القيام بواجبهم الوطني خدمة للوطن وأبنائه، ودعماً لصموده في كل المجالات.

بشير فرزان