اللوحة تشعل الروح وتطفئ الجروح في معرض تشكيلي جماعي في حلب
حلب – غالية خوجة
ضمن جولتها الثقافية الفنية افتتحت د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة برفقة وزير السياحة المهندس محمد رامي مارتيني معرضاً جماعياً للفن التشكيلي في صالة تشرين للفنون الجميلة بحلب، حيث تجولت بين أكثر من (50) عملاً فنياً، لـ(22) فناناً تشكيلياً مشاركاً من كافة الأعمار والأجيال، ونذكر منهم: محسن خانجي، إبراهيم داود، أحمد قاسم، شكران بلال، عبد القادر منافيخي، برهان عيسى، غسان سعيد، محمد زاهر غيروض، سوزان حسين، رولان شماس، ابتسام حميدي، فيصل تركماني، ممدوح عباس، إبراهيم علي، إبراهيم حمو، محمد ناشد، يمان غنّام.
إضافة لمشاركة (10) مواهب من ذوي الاحتياجات الخاصة: جمعية الرجاء، فريق مهارات الحياة، وعن هذه المشاركة التي كانت بهيئة ورشة لرسم شجرة بكافة رموزها ودلالاتها، قالت عهد بريدي مسؤولة فريق مشروع مهارات الحياة لــ”البعث”: رسالة هذه المواهب الاهتمام بالشجرة كرمز للحياة والخير والعطاء والمجتمع والإعمار، إنها رسالة محبة.
وحدثتنا الطفلة تسنيم تسقية عن لوحتها فقالت: أرسم مراحل نمو الشجرة، لتثمر تفاحاً، بينما أخبرتنا الطفلة فاطمة مسلماني عن ضرورة رعاية الشجرة وسقايتها لتبني البيئة.
تجولت د.مشوح في أرجاء المعرض، وأعجبت بالأعمال المعروضة، وتحدثت مع الفنانين المشاركين ومنهم المبدع محسن خانجي المشارك بـ 3 لوحات، الذي قال: المعرض مناسبة مختلفة مع إعادة تجديد صالة تشرين للفنون، وله أبعاده الحيوية التي تشجع المواهب الشابة لتصنع المستقبل الفني.
بدوره، قال الفنان إبراهيم داود رئيس لجنة المعارض والثقافة في اتحاد الفنانين التشكيليين- فرع حلب، والمشارك أيضاً بـ 3 لوحات: دعوة وزارة الثقافة للفنانين الحلبيين للمشاركة في هذا المعرض تعتبر تظاهرة جميلة، لأسباب عديدة، منها أنها تحقق تجمعاً فنياً يسعى لتبادل الخبرات والاطلاع الثقافي والفني، إضافة إلى تعريف المتلقين بالمنتوج الإبداعي والفني والثقافي. ونتمنى أن تكون هذه التظاهرة دورية لأنها عامل محوري في تنشيط الحركة الفنية والثقافية في حلب.
ورأت أحلام استانبولي معاون مدير الثقافة أن الهدف من جولة وزيرة الثقافة وهذه الأنشطة المختلفة هو إعادة الحياة والروح لمدينة حلب، وتشجيع الجيل الشاب، ودعم مواهب الأطفال واليافعين، وخصوصاً ذوي الاحتياجات الخاصة ثقافياً وتشكيلياً وموسيقياً.
ورأى الفنان عماد جلول مدير مديرية المسارح والموسيقا بدمشق أن المعرض خطوة متميزة بما يعرضه من أعمال لفنانين حلبيين عالميين، وأبدى جلول سعادته بإعادة الحياة الفنية والثقافية لدار الكتب الوطنية ومسرحها الذي انتظرناه منذ سنوات.
وأوضحت ذكرى حجار عضو المكتب التنفيذي للثقافة والسياحة والآثار بحلب أن حضور وزيرة الثقافة مع وزير السياحة المعرض في هذا الوقت، وضمن الظرف الحالي، لا سيما “كورونا هو دليل على الاهتمام بالبنية الثقافية والفنية.
وعبّرت الفنانة الشابة سوزان حسين عن فرحتها بمشاركتها بهذا المعرض، وتجسيدها للفلكلور الفلسطيني بإحدى لوحاتها.
ولفتتنا ظاهرة الفنان رولان شماس وابنته ليا شماس ومشاركتهما بلوحاتهما في هذا المعرض، والذي أكد فيه الفنان الأب شماس على أهمية المشاركة في هذا المعرض وابتكاره لأسلوب فني جديد من الزخرفة النافرة وألوانها المستوحاة من الذاكرة السورية العريقة منذ آلاف السنين.
اتسمت الأعمال المشاركة بثيمات موضوعية وفنية متنوعة، محورها الإنسان والوطن والإبداع والتحدي والصمود والانتصار، وذلك من خلال تنويعات مختلفة، منها: الأنثى، الأرض، التحليق بعد التدمير الظلامي، الانبثاق، التأهب، الضوء، الإشراق، الحب، الحنين، الريف، الطبيعة، الحالة النفسية الحالمة والدرامية والمشرقة، إضافة إلى تنويعات في التقنية والألوان والخطوط والأشكال الفنية والتشكيلات الفراغية والكتلية وخلفيات اللوحات والمدارس والمذاهب الفنية المختلفة بين الطبيعية والواقعية والسحرية والتجريدية والتراثية والفلكلورية والرومانسية والرمزية، مما يوحي بمعزوفة موسيقية جماعية تنطلق من أعماق الأعمال وفنانيها، لتنشد الأغنية الخالدة لسوريتنا الحبيبة.
حضر افتتاح المعرض شخصيات رسمية وثقافية وفنية ومهتمة، والرفاق أمين فرع الحزب أحمد منصور والمحافظ حسين دياب، وجابر الساجور مدير الثقافة، وأساتذة من جامعة حلب واتحاد الطلبة.