مجلة البعث الأسبوعية

الرياضة الحلبية تتعرض للتخريب المنهجي.. عندما يصبح سفهاء الفيسبوك ومنتحلو الصفة الإعلامية “قادة” للرأي و”قدوة” في النفوذ والتأثير!!

“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد

تغوص الرياضة الحلبية في مستنقع من الرمال المتحركة يصرخ الجميع فيه طالباً النجدة، محاذراً الغرق، فشهدت مراحل تحول من أرضية صلبة انتصبت عليها بشموخ أيام زمان، وشيدت عليها صروح أمجادها وبطولاتها التي أصبحت بها قبلة وعاصمة الرياضة السورية وخزانها الزاخر بالمواهب والنجوم، إلى هشاشة من الرمال المتلوية الحارقة في واقعنا الحالي، الذي طالما حاولت “البعث الأسبوعية” أن تلفت النظر إليه ولكن لا حياة لمن تنادي، لأن المعنيين إما مغمضي العيون، أو شركاء في الخراب بسلبيتهم وعدم تحملهم لمسؤولياتهم، أو جنوحهم عن سكة الصواب!

شواهد ما قدمنا حاضرة بردود الأفعال الجماهيرية على الأداء الإداري العام لناديي الاتحاد والحرية، وبواجهتي الناديين المحطمتين (فريق كرة القدم الأول)، بداية من خيارات انطلاقة الموسم التعاقدية والأموال المهدورة جزافاً، مع آخر الكوارث الاتحادية بالسقوط المدوي، وبالثلاثة أمام الجيش في حلب في افتتاح إياب الدوري الممتاز، وليعزف جاره الحرية على نايه الحزين، ويمنى بخسارة جديدة أمام الوحدة في دمشق، محافظاً على رسوه في القاع، ليكون مصير الإدارة التغيير بعد التأخير، كالعادة باتخاذ القرار وسط حالة من السخط الجماهيري العام (لا أفق!! لا حلول!! لا موارد!! لا أموال!! لا عقلية منفتحة!! لا فكر نافذاً!!).

 

مصادقة ولكن!

المصادقة على هذا الكلام جاءت خلال الاجتماع الموسع الذي ضم رئيس مكتب الشباب الفرعي في فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي، الرفيق محمد عبد المنعم رياض، مع إعلاميي محافظة حلب الرياضيين، في مقر اللجنة التنفيذية بحضور رئيس اللجنة، وفي مكتبه، إذ أكد الرفيق رياض أن واقع الحال يشير إلى تدمير ممنهج للأندية الحلبية وفي مقدمتها الاتحاد والحرية، مضيفاً أن الأندية الحلبية – حسب وجهة نظره – أصبحت أشبه بغنيمة الجميع يلهث للاستئثار بها دون مراعاة لأي أدبيات رياضية أو أخلاقية، مشيراً إلى أنه وخلال اجتماعه مؤخراً مع خبرات نادي الحرية ثبتت له هذه الحقيقة، حيث بدا همّ كل منهم نسف الإدارة، وآخر همهم هو النادي، والشيء الوحيد المتفق عليه هو تخريبه بشتى الوسائل حسب مبدأ “أنا وبعدي الطوفان”، وواقع نادي الاتحاد لا يختلف كثيراً عن هذه الصورة.

 

عقود وفساد

وكشف رئيس مكتب الشباب النقاب عن النتيجة التي توصل إليها من خلال المتابعة، وهي الفساد الحاصل في عقود اللاعبين، والتي تكتب “فوق وتحت الطاولة”، حيث التفاوت بين المبلغ الوهمي المكتوب في العقد والحقيقي المتفق عليه مع اللاعب، لتصبح تلك العقود درعاً للاعب وسيفاً مسلطاً على الأندية التي تضيع حقوقها ويهدر مالها الذي يعد مالاً عاماً تجب محاسبة من يفرط به.. وهذا ما سيحدث!

ونفي المصطفى أن يكون هناك أي “فيتو” مشهر في وجه أي من الخبرات، مشيراً إلى أن رؤية المرحلة استقرت عند تكليف وجوه جديدة بخلفيات بيضاء، كما بالنسبة لرئيس نادي الحرية الجديد المكلف، نور الدين تفنكجي الذي أشاد الجميع به وبأخلاقياته وعمله السابق في اللجنة التنفيذية واللجان الفنية وغيرها.

ليأتي سؤالنا الذي ربما أربك أصحاب الضيافة عن الكيفية التي يمكن أن نحول من خلالها الكلام النظري العام إلى آلية لتطبيق المحاسبة بعد التحقيق والتدقيق، كذلك الإطار القانوني الذي يمكن من خلاله للّجنة التنفيذية بحلب مراجعة عقود اللاعبين ضمن ضوابط تنظيمية مخوِّلة، لتكون الإجابة هي الإصرار على أن من أخطأ وأهدر المال العام سوف يحاسب، وقوامة اللجنة التنفيذية على موضوع العقود غير المتاحة من الممكن أن يتم شرعنتها من قبل المجلس المركزي بعد طرح الموضوع من قبل رئيس اللجنة التنفيذية في حلب.

 

تقييم مِعوَجّ

مشكلة التقييم غير الموضوعي وكيل المديح لعمل اللجنة التنفيذية رغم الكوارث والمخالفات التي تحصل في رياضة حلب، والذي يعبر عن حالة انفصام عن الواقع، وعدم امتلاك الوعي المسؤول لمحاكمة الأمور، كشف عنها أحد الزملاء الذي تضرر فريقه الذي يعمل مديراً له، عندما غالط مداّح التنفيذية – وهو ممثل الجهة الوصائية عليها – مؤكداً العكس، بالإشارة إلى غياب العدالة في التعامل مع الأندية، وتحدد حجوزات الملاعب، وغير ذلك من الأمور، ليقوم رئيس التنفيذية بالهروب من مغبة الحرج، ليقع في خطأ التسرع وعدم الحكمة التي تفسر كل ما يحدث للرياضة الحلبية، إذ اتصل بمدير المدينة الرياضية، وهو نفسه مدير ملعب الحمدانية ودون إلمام بتفاصيل الموضوع، وطالبه بالسماح لفريق الحرية بالتدريب أسوة بالاتحاد؛ وبدوره مدير الملعب، وعندما قابل رئيس مكتب الشباب على باب مقر اللجنة، أكد أن الاستثمار الكيفي وغير المنظم لأرضية الملعب سيسبب مشاكل مع الشركة المنفذة للصيانة بسبب تجاوز بنود العقد من حيث عدد ساعات الاستثمار.

 

قصور وتقصير

القصور والتقصير الكبير الحاصل لجهة التواصل والتعاطي مع إعلاميي المحافظة، ووضعهم بصورة الأحداث والفعاليات والأنشطة الرياضية، حيث تقام بطولات على مستوى الجمهورية بحلب دون إعلام أو دعوة وسائل الإعلام الرسمية. والموضوع، الذي أكده المنسق الإعلامي للتنفيذية محدداً تقصير مكتب ألعاب القوة بهذا الشأن، تناوله الزملاء بصورة ملحة وموسعة، مطالبين بإعادة تشكيل وتفعيل مكتب الإعلام في التنفيذية من ممثلي وسائل الإعلام الرسمية المعتمدين حصراً، والأمر نفسه بالنسبة للجان الإعلامية في الأندية، مع إعادة النظر بالكوادر العاملة في الصفحات الرسمية للأندية وزج إعلاميي الأندية من أصحاب الخبرة لإدارتها.

رئيس اللجنة التنفيذية بحلب، مازن بيرم، وعلى طريقة الهروب إلى الأمام، وعد بتلافي التقصير الحاصل مع إعلاميي المحافظة مع تأمين سبل نجاح عملهم بصفة عامة، ومناقشة إدارات الأندية بخصوص إدارة صفحاتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك أكد رئيس تنفيذية حلب بأنه سيطرح المواضيع الخاصة بعقود اللاعبين والصلاحيات التنظيمية خلال اجتماع المجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام.

 

بطش السفهاء

وأشار بيرم خلال حديثه إلى نشاط اللجنة التنفيذية لجهة إعادة تفعيل الألعاب الأخرى في الأندية غير كرتي القدم والسلة، وطرح أمثلة على ذلك تجهيز صالة شطرنج تابعة لنادي الجلاء لاستضافة بطولة على مستوى المحافظة، وكذلك الاستجابة لمطلب الإدارة الجلائية باقتناء طاولات بلياردو لتفعيل اللعبة، وتفعيل كرة اليد الأنثوية في ناديي الجلاء واليرموك.. وكل ذلك بعيداً عن علم الإعلام الحلبي، الذي – على ما يبدو – لم يعد بذلك التأثير الذي يدعو التنفيذية لأن تحسب له ألف حساب، وتسير بعملها على الصراط المستقيم، على النقيض من تبديه من ردود فعل إزاء البعض المتحلل من أي مسؤوليات أو أدبيات، يرمي، ويقذف، ويتهم، ويحاكم، ويتهجم، ويشتم، بمزاجية ملونة متقلبة الأهواء والآراء التي تتناقض حسب سوق المصلحة، على صفحته الشخصية على فيسبوك، ليصبح البعبع الذي يخاف بعض الجالسين على الكراسي وغيرهم من الرياضيين، بطش سفاهته وأذى قلمه الذي ظلم وحطم كثيراً ممن يختلفون معه، أو مع أصدقائه.

 

انتحال صفة

والمشكلة – التي تعتبر أيضاً أحد أسباب دمار الرياضة الحلبية – هي ضعف المسؤولين تجاه مثل هؤلاء، وارتعاد فرائصهم مما يكتبون واستقطابهم والانصياع إلى إرادتهم، حيث انبرى الموما إليه خلال اجتماع الإعلاميين المحسوب عليهم، دون صفة أو اعتماد من قبل أي وسيلة إعلامية رسمية أو خاصة مرخصة أصولاً، “منتحل صفة”، ليهدد ويتوعد بالتصدي لمن يتناول اللجنة التنفيذية أو “يقرب عليها”، وأنه إذا لم يحصل ما يريد سيقوم بنفسه بإسقاط فريق الحرية إلى الدرجة الثانية، قال ذلك بنبرة وطريقة فيهما الكثير من “الفجور” (في وجه رئيس اللجنة التنفيذية الذي لم يبد أي ردة فعل لهذه الإساءة الكبيرة التي رفضناها وطالبنا بمحاسبة مقترفها)، وبحضور رئيس مكتب الشباب الفرعي. وعندما سألنا عن صفة هذا الشخص، وكيف يدعى إلى اجتماع رسمي، لم نأخذ أي إجابة من المعنيين، فيما وصلتنا بعد الاجتماع كتب تبرأ في أحدها اتحاد الصحفيين من أي علاقة تربط ذلك الشخص به، فضلاً عن أحكام قضائية بحقه من قبل بعض الجهات والأشخاص التي أساء إليهم عبر صفحته الخاصة على فيسبوك؟!

وبعد كل ذلك نتساءل: لماذا يحصل ما يحصل في رياضة حلب التي أصبح سفهاء الفيسبوك قادة الرأي المطاع فيها!