مجلة البعث الأسبوعية

إرواء ١٠٠ هكتار من مشروع التحول للري الحديث والتوسع بتطبيقه ضرورة

البعث الأسبوعية – دارين حسن                                

فرض ازدياد الطلب على المياه واستخداماته وتوسع رقعة الأراضي المروية،  ومحدودية الموارد المائية وتكرار سنوات الجفاف، اتخاذ مجموعة من الإجراءات، ولعل أبرزها مشروع التحول إلى الري الحديث في محافظة طرطوس، وكون المشروع حديث وفي طور التنفيذ، لا بد من تذليل الصعاب في وجه المزارعين الراغبين بتطبيقه واستخدامه تفاديا لشح المياه أو انقطاعها عن مزروعاتهم ومحاصيلهم، ما يهدد الأمن الغذائي على مستوى المحافظة والمحافظات المستوردة لمنتجاتهم٠

أهمية المشروع تحدثت عنه مديرة فرع الري الحديث بطرطوس المهندسة أمل عبد الله، حيث بينت لـ” البعث الأسبوعية ” أن تلك الأهمية ناتجة عن زيادة الطلب على المياه لكافة الاستعمالات” الزراعية والصناعية والمنزلية” والتي سببت عجزا مائيا في كثير من الأحواض المائية نتيجة الاستخدام العشوائي للمياه وبالأخص في الزراعة، حيث تستهلك ٩٠ % من كميات المياه المتاحة، ومن هنا تأتي أهمية ترشيد استخدامات المياه في الزراعة وذلك باستخدام طرق الري الحديثة بدلا من الطرق التقليدية لتحقيق وفرة في الغذاء والأمن الغذائي٠

ري مرخصة                     

وحول خطة عمل الفرع لتطبيق إلزامية التحول للري الحديث لهذا العام، بينت عبد الله أن ٥٠ % من الخطة الإنتاجية للفرع، وتقدر بمساحة / ٥٠/ هكتارا، وأن الخطة الإجمالية للفرع للعام الجاري هي لإرواء مئة هكتار، وتستهدف الخطة مناطق المحافظة كافة، ولكن التركيز يتم على منطقتي صافيتا وطرطوس، كونهما تعتمدان على شبكات الري الحكومية، مشيرة إلى أنه لا بد من التوسع في تطبيق الخطة في كافة المناطق ولا سيما أعالي الحوض، ومنها القدموس، وهذا يتطلب توفر مصادر ري مرخصة٠

 وثائق مطلوبة                 

وأشارت مديرة المشروع إلى أنه تم التنسيق مع مديرية الزراعة واتحاد الفلاحين للقيام بحملات إرشادية / ندوات وأيام حقلية/ للتعريف بالمشروع والمزايا التي تقدمها الدولة من خلاله للمزارعين الراغبين والذين يتطلب منهم إحضار وثائق وتقديمها، كبيان قيد عقاري أو ما يماثله، وبيان مساحة وتنظيم زراعي وصورة عن الهوية ومخطط عقاري وطوابع٠

 

ثقافة الري                    

وفيما يخص النسبة التي يمولها صندوق تمويل المشروع الوطني للتحول للري الحديث، ذكرت عبد الله أن النسبة  هي ٥٠ % في حال الشبكة نقدا و٤٠ % في حال الشبكة قرض، لافتة إلى أن مدة القرض سبع سنوات من دون فوائد، وإلى تفهم المزارعين لاستخدام أساليب حديثة بالزراعة، ما يتطلب تعميم ثقافة التحول للري الحديث٠

وأشارت مديرة المشروع إلى الصعوبات التي تعترض المزارعين الراغبين بتنفيذ المشروع، ومنها انتهاء مدة صلاحية الوثائق ما يضطر المزارع لإحضار وثائق جديدة سارية المفعول، مقترحة الإضاءة على المشروع من خلال الإعلام والوحدات الإرشادية ودائرة الزراعة والموارد المائية وفي كافة المناطق لما له من دور وأثر إيجابي كبير في توفير الكلفة والجهد٠

 

منح المصدر المائي                        

وللوقوف على دور مديرية الموارد المائية بطرطوس أفادنا مديرها المهندس محمد محرز، أن دور المديرية ينحصر بتقديم المصدر المائي بناء على طلب من الدراسة التي قدمها صندوق دعم التحول للري الحديث، حيث تمنح المديرية المصدر المائي عند تقديم المواطن وثائق وثبوتيات عن نوع المصدر وشروط الترخيص، تبين هل الأرض مروية أو أرض تسقى من شبكات الري الحكومية، أو أرض فيها بئر مرخصة من المديرية، إن كانت خاصة أو عن طريق جمعية مستخدمي المياه، مشيرا إلى أن المديرية ممكن أن تعطي قروض لجمعيات مستخدمي المياه على مصدر مائي ، نبع أو نهر أو مسيل مائي، ذات طابع عام وليس خاص، كما يمكن التحول لشبكات الري المطمورة أو المكشوفة أو أي مصدر مائي آخر٠

وكشف مدير الموارد أنه وبعد ستة أشهر سيصبح مشروع التحول للري الحديث إلزاميا لمن يسقي أرضه من شبكات الري الحكومية٠

الاكتتاب مستمر

ولدى سؤالنا عن مدى إقبال المزارعين على المشروع، أشار رئيس الرابطة الفلاحية بطرطوس نسيم نعمان إلى أن المشروع حديث ومازالت طلبات المزارعين  ترد للاكتتاب عليه، نظرا لفائدته الكبيرة في ترشيد المياه ومنع الهدر، وهو مطروح بطريقة علمية، إذ يعطي المياه بدقة ويسهل عمل المزارع من حيث استخدام المواد العضوية ضمن عملية السقي من خلال شبكات الري الحديثة، كما أنه يوفر الوقت والجهد وتكاليف محروقات٠

 

مزايا وعقبات

ولفت نعمان إلى أنه وبالرغم من المزايا والتسهيلات التي تقدمها الدولة أمام المزارعين الراغبين، ثمة عقبات تعترض العمل ولا سيما في منطقة طرطوس، كون الأرض عقارية وغير مسجلة باسم صاحب الأرض الذي يعمل بها منذ أكثر من عشر سنوات ولا بحوزتهم وثائق ملكية، كما أن من ضمن الشروط المطروحة وجود بئر ارتوازي مرخص، مشيراً إلى أن آلاف الآبار بطرطوس غير مرخصة بشكل نظامي وما زالت منذ عشر سنوات ضمن شبكات ري حكومية ولم تجدد الترخيص، مبينا أنه حاليا ومع تطبيق مشروع الري الحديث سمح لهم بتجديد الترخيص، لكن التجديد يحتاج لأوراق وزارية خارج المحافظة ما يستلزم جهد ووقت، لافتا إلى أن تجديد أوراق الترخيص أصعب من الترخيص نفسه٠٠٠!

بالوقت المناسب

ونتيجة انخفاض منسوب سد الشهيد باسل الأسد هذا العام إلى ٦٢ % في حين كان العام الماضي حوالي ٩٥ % فقد جاء التشجيع للتحول للري الحديث بوقته للتخفيف من الظروف السلبية القادمة، حسب رئيس الرابطة الذي بين أن شبكات الري قديمة ومتعثرة و قد يكون السبب فني أو ناتج عن عمل المزارعين أو نتيجة القدم، وبذلك يرى المزارعون أن المشروع رائد وممتاز وجاء بوقت مناسب جدا لتخفيف مشاكل شح المياه لهذا العام، مع انتظارهم تذليل العقبات التي تعترض العمل بأهم مشروع زراعي حيوي، حديث ومعاصر٠