“قراءة في كتاب الثورة” ندوة في ذكرى الثامن من آذار على مدرج دار البعث
دمشق – بشار محي الدين المحمد:
بدعوة من اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، ومؤسسة القدس الدولية- فرع دمشق، وتحالف قوى المقاومة الفلسطينية، وبالتزامن مع احتفالات شعبنا بثورة الثامن من آذار أقيمت في مدرج دار البعث ندوة حوارية بعنوان “قراءة في كتاب الثورة”.
استهل الرفيق الدكتور خلف المفتاح المدير العام لمؤسسة القدس الدولية – فرع سورية الندوة بتوجيه التحية للجيش العربي السوري الذي ما زال يخوض المواجهات المصيرية لتحرير كامل تراب الوطن، وأوضح أننا في هذه الذكرى نلاحظ من خلال القراءة النقدية لمسيرة حزب البعث العربي الاشتراكي الممتدة على مدار 70 عام أننا حتى لو تحدثنا عن زمن زاخم بأحداث تاريخية، كتأسيس الحزب وثورة آذار والحركة التصحيحية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد ومن ثم مسيرة التطوير والتحديث بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، فإننا أمام زمن إيديولوجي وفكري وقومي واقتصادي واحد مهما تعددت المفاصل والتحديات والأجيال، وهذا يدل على ديناميكية الحزب ومرونته واستجابته لكافة المتغيرات رغم ثوابته الراسخة، وقد تأثر الحزب بولادته القومية في دمشق العروبة فجعل من الوحدة العربية قضيته الأولى التي كانت تتماهى مع أهداف كافة القوى الوطنية بغض النظر عن اختلافاتها في القضايا الأخرى، كما قام القائد المؤسس حافظ الأسد بتوجيه مسار الحزب نحو خطاب يتميز بثورية التفكير وبراغماتية النهج بعد حسم النزاعات الإيديولوجية ضمن صفوف الحزب وإقصاء العقلية المتسلطة منه، حيث نقل القائد المؤسس الحزب من الشرعية الشعبية أو شرعية الإنجازات إلى الشرعية الدستورية أو شرعية المؤسسات، ومن هنا استحق وبجدارة لقب القائد المؤسس.
بدوره الرفيق الدكتور صابر فلحوط رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني تحدث عن الصور العظيمة التي عاشها لثورة الثامن من آذار التي كانت انقلاباً تاريخياً في تصحيح مفاهيم الجماهير وإعادتها إلى أمجادها وهنائها واستقرارها، وقد أكدت ثورة الثامن من آذار على إنسانية شعارات الثورة التي انتصرت على أعدائها وخصومها دون قتل أو إراقة للدماء أو حفاظاً على أخلاق الحزب ونهجه الأصيل ورفضه التحاور مع القوى الرجعية.
من جانبه تحدث الرفيق عفيف دلا رئيس اتحاد شبيبة الثورة عن تحديد وتأطير مصطلح الثورة والبناء الفعلي لهذا التوصيف بعد المحاولات الأخيرة لتشويه هذا المفهوم، الذي يسعى للتطوير والتقدمية بعد قراءة الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمجتمع، فثورة آذار كانت استجابة لمجموعة كبيرة من الاحتياجات الجماهيرية الأساسية على مدار فترة زمنية طويلة والحاجة للتغير في لحظة تاريخية للخلاص من القوى المرتهنة للغرب والطبقات المستغلة للطبقات الأخرى من الشعب، وهكذا التفت حولها جماهير الشعب واكتسبت الثورة الشرعية الشعبية، واتسمت الثورة بالاستمرار حتى هذه اللحظة، وعلينا الآن أن نستحضر عقل الثورة في كل يوم ونحدث مجموعة من الاستجابات لاحتياجات المجتمع وتوعية الإنسان العربي الذي يسعى الغرب لتجزئته وسلخه عن ماضيه وقيمه وجعله يعيش في مستقبل مجهول بعد أن نجحوا في تجزئة أرضه.
الدكتور عبد اللطيف عمران المدير العام لدار البعث أكد في مداخلة له خلال الندوة على أهمية توضيح مصطلح الثورة الذي يتعرض اليوم للاستهداف الممنهج بل وحتى للإسقاط من مصطلحات علم الاجتماع السياسي إلى مجالات أخرى جديدة مغايرة لمفهوم الثورة كثورة المعلومات وثورة التكنولوجيا الرقمية، فقد ظهر استبداد غير مسبوق لهذا المفهوم من قبل القوى المضافة وقامت القوى الرجعية والمتآمرة، التي كانت الجماهير تثور عليها، بمصادرة وسرقة هذا المفهوم وإلصاقه زوراً بقوى ما يسمى بـ “الربيع العربي” وجعله مصطلحاً بائداً ومصادراً.