الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الفلسطينيون يحيون يوم الأرض: التمسّك بالحقوق ورفض التنازل عن أي ذرة تراب

أحيى الفلسطينيون، في الداخل المحتل والشتات، اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ45 ليوم الأرض، وذلك من خلال سلسلة فعاليات تخللها وضع أكاليل الزهور على أضرحة شهداء يوم الأرض، في سخنين وعرابة ودير حنا وكفر كنا والطيبة.

وتضمّنت الفعاليات، التي أقرتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية اللجان الشعبية وبلدات مثلث يوم الأرض، مسيرات في دير حنا وسخنين وعرابة، توّجت في مسيرة استضافتها عرابة، واختتمت بمهرجان مركزي في سوق المدينة.

وأطلق الفلسطينيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “كل الأرض فلسطين” تتضمن عرض مواد اعلامية توثق جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين من أجل حشد أكبر تأييد دولي لعدالة القضية الفلسطينية.

ودعت لجنة المتابعة الفلسطينيين “إلى الالتزام بقرارات المتابعة بمنع كل المظاهر الحزبية، ورفع العلم الفلسطيني وحده، والشعارات التي تحددها لجنة المتابعة، لتكون ذكرى يوم الأرض لتعزيز بناء الوحدة الوطنية، ورصها وترسيخها”، وحيت “شهداء يوم الأرض الخالد الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى الوطن وضحوا بأنفسهم دفاعا عن الحق والكرامة: خير ياسين من عرابة، ورجا أبو ريا وخديجة شواهنة وخضر خلايلة من سخنين، ومحسن طه من كفر كنا، ورأفت الزهيري من مخيم نور شمس- طولكرم الذي استُشهد على أرض الطيبة، إلى جانب مئات الجرحى والمعتقلين”.

وإحياءً لهذه الذكرى، أكدت فصائل المقاومة أن الأرض الفلسطينية هي أحد الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها بأي حال من الأحوال، وستبقى الأرض محور الصراع مع الاحتلال، وشددت على أن “كل محاولات الالتفاف على الحق الفلسطيني سواء كان ذلك بالعدوان المباشر أو كان ذلك بتزوير الوثائق وادّعاء ملكية عقارات وأراض أو حتى كان ذلك بالاستقواء ببعض الأنظمة التي طبعت مع المحتل وطعنت فلسطين وأهلها في الظهر، لن تتمكن من قهر فرادة الشعب الفلسطيني”، وأشارت إلى أن ذكرى يوم الأرض ستظل محل إجماع فلسطيني حاشد بين كل الفصائل والقوى الفلسطينية، مؤكدة أنها “ستكون محطة مهمة للعمل على مصالحة حقيقية تستلهم من دم الشهداء معنى الانتماء والتمسك بالحقوق، ورفض التنازل عن أي ذرة تراب، وتقدير الفلسطيني، وتدنيس المحتل، ورفض التعاون أو التنسيق معه مهما كان الثمن”.

من جانبها، طالبت منظمة التحرير الفلسطينية المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقه، وقالت في بيان: في مثل هذا اليوم من العام 1976 انتفض الفلسطينيون في المثلث والجليل وسخنين وعرابة وكفر كنا والطيبة ودير حنا وفي الضفة الغربية وقطاع غزة للدفاع عن أرضهم في وجه محاولات الاحتلال الاستيلاء عليها وإفراغها من الوجود الفلسطيني مشددة على أن الفلسطينيين سيواصلون نضالهم وتشبثهم بالأرض في مواجهة مخططات الاحتلال الاستيطانية التهويدية.

ولفت البيان إلى أن الشعب الفلسطيني يواجه سياسة التطهير العرقي والترحيل القسري وخاصة في أحياء البستان وسلوان والشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة الأمر الذي يستدعي خروج المجتمع الدولي عن صمته وإلزام الاحتلال بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

كما جددت وزارة الخارجية الفلسطينية مطالبتها المحكمة الجنائية الدولية بالإسراع في فتح تحقيق بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عنها مشددة على أن الفلسطينيين سيواصلون النضال لاستعادة حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. ولفتت في بيان إلى أن سلطات الاحتلال تواصل الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وتحاصر مدنهم وبلداتهم بالمستوطنات وتحولها إلى مناطق معزولة عن بعضها لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية. وأكدت أنها ستواصل العمل سياسيا ودبلوماسيا لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين وتعميق الجبهة الدولية المناصرة لحقوقهم الوطنية العادلة.

وتعود أحداث يوم الأرض إلى العام 1976 عندما عمت المظاهرات مختلف المدن والقرى الفلسطينية احتجاجا على استيلاء سلطات الاحتلال على 21 ألف دونم من أراضي مدينة الجليل بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وقمعتها قوات الاحتلال بالرصاص ما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين وجرح واعتقال المئات.