الحب يكبر وينتشر باستمرار!
أكرم شريم
نعم!.. الحب لا يقول لا، ولا يمنع، إلا لما هو خطأ أو ضرر، أو اعتداء، والحب يشمل، ويظل يكبر وينتشر كما يكبر الطفل الرضيع في حضن أمه وبين يديها، ويصبح لها مدى حياته، وتصبح له مدى حياتها!. ونعم أيضاً!.. فالحب هو الحل لكل مشاكل العالم، وفي كل مكان في هذا العالم، ومنه المحبة والاحترام والسيادة والحقوق والاستقلال، والحدود، كل أنواع المعاملات والعلاقات الإنسانية العظيمة محلياً وإقليمياً وعالمياً، إنه الحب وليس غيره، ولا قبله ولا بعده!. وهو في النهاية حب، يبدأ بين الشاب والفتاة، ويتزوجان، وتصبح الفتاة امرأة وأماً، ويصبح الشاب زوجاً ورجلاً، ويستمر الحب في كل مكان وينتشر، وكذلك في كل مكان آخر، وفي كل موضوع آخر، فهذا (الطفل) في حضن أمه: حب!.. وهذا الزوج يقدم الطريق لزوجته لتمر قبله: حب!.. ومن أصغر هذه التصرفات الإنسانية والعاطفية إلى أكبرها، فكله حب!. وهذا الطبيب الذي يعالج هذه الأيام، وفي أصعب وأقسى الظروف، هذا (الجيش الأبيض)، وفي كل مكان في العالم: إنه الحب!.. وتسأل زوجته، بعد غيابه الطويل، متى ستحضر، ويقول لها باختصار: سأحضر ولكن ليس الآن، إنني مشغول جداً الآن.
وحاجة المرأة إلى الرجل حب!.. وخاصة حين تتزوج وتنجب أطفالهما، وتصبح أماً، وزوجها يصبح أباً، وهي مسؤولة، كما أراد الله لها، عن كل أبنائها وحاجاتهم، وكل أعمال المنزل، وتقديم كل ما يمكن أن يحتاجه الزوج أو يرغب به، وبكل حب، إنه الحب!. وهذه المسؤولية الكبيرة التي يتحمّلها الزوج وبكل حب ليعمل ويقدم طوال حياته لزوجته وأولاده، وهو رب الأسرة، كل ما يحتاجون وبكل حب، إنه الحب!.
هذه العلاقات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية والقانونية التي بين أفراد الشعب، وكل الشعوب، وبين مدن وقرى كل دولة، وبين كل دول العالم أيضاً، وعن طريق هذه السفارات التي تملأ الدنيا، وهؤلاء السفراء في كل عواصم الدنيا، أليس كل ذلك حباً، بل إنه الحب العالمي أيضاً.
ولا نريد اليوم أن نتحدث عن الكارهين والشاذين وأعداء الشعوب، وبكل أنواعهم وأصنافهم، ومهما حاولوا التستر والاختبار والاختفاء لكي لا نشوّه بهم حديثنا عن الحب اليوم، وهذا أيضاً هو الحب!. ولا نريد أن نتحدث أيضاً عن المهجرين والنازحين واللاجئين والهاربين والمشردين، ومن يفتح لهم باب الدخول إلى بلاده، وهو حب، ومن يقدم لهم المساعدات، وخاصة في إعادتهم إلى أوطانهم ومساعداتهم المادية والمعنوية لكي يعودوا آمنين مطمئنين، إنه الحب أيضاً، وهو حب كبير وعام وشامل، وكذلك هذا الغزل والحب والإخلاص عند العصافير والطيور، وهذه الأمومة عند كل الطيور والحيوانات أليست حباً، وهو حب حقيقي أيضاً، وإلا فكيف تحب العصفورة أبناءها وتبني لهم عشاً، أليس هذا حباً أيضاً!. وهكذا تكون النصيحة اليوم: الحب أولاً وقبل كل شيء وفي كل مجالات حياتنا وأعمالنا وعلاقاتنا، لكي نكون صادقين ومخلصين في كل شيء، ومحبوبين أيضاً من قبل الجميع!.