اللاجئون مستبعدون من لقاحات كورونا!
إعداد: سمر سامي السمارة
أفادت صحيفة “الغارديان” مؤخراً، أن الأبحاث التي أجرتها منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن عشرات الملايين من اللاجئين في جميع أنحاء العالم لن يتمكنوا حالياً من الحصول على لقاحات كوفيد-19، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم المخاوف حول قدرة المجتمع الدولي على القضاء على الوباء!.
وبحسب خبراء الصحة العامة، فإن بلداناً عديدة لا تأخذ في الحسبان اللاجئين والمهاجرين، والنازحين داخلياً في خططها لتطعيم سكانها. فقد وجدت منظمة الصحة العالمية بعد مراجعة 104 من خطط التطعيم حول العالم، أن أكثر من 70٪ منها استبعد المهاجرين، ما يعني أن أكثر من 30 مليون شخص، بما في ذلك نحو خمسة ملايين في الهند، حيث يحدث الآن أسوأ تفشي لفيروس كورونا في العالم، قد لا يحصلون على اللقاحات.
وبدوره، كتب الصحفي جاكوب كوشنر في تغريدة له على تويتر، أن اللاجئين في إندونيسيا هم من بين “المستبعدين بشكل منهجي” من برنامج التطعيم في البلاد، والذي يستخدم رموز الهوية الرقمية للمتلقين، كما استبعدت خطط التطعيم أيضاً نحو خمسة ملايين لاجئ وطالب لجوء، من ضمنهم 1.8 مليون في كولومبيا، و 11.8 مليون نازح داخلياً، من ضمنهم 2.7 مليون نيجيري، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين ليس ثمة سبيل أمامهم للتطعيم إلى أكثر من 46 مليوناً. وكتب أيضاً الكاتب البريطاني جون سميث في تغريدة له على تويتر، أن فشل الحكومات في التخطيط لتلقيح النازحين أو المهاجرين “ليس سهواً”، فمعظم الذين يعيشون في دول مزدهرة لا يهتمون إذا كان النازحون يعيشون أو يموتون، وهذا لا يبشّر بالخير لنا على المدى الطويل أو القصير”.
لابد من الإشارة إلى أن مرفق “كوفاكس”، وهو عبارة عن آلية شراكة يقودها بشكل مشترك كلّ من التحالف العالمي للقاحات والتحصين، وتحالف اللقاحات، ومنظمة الصحة العالمية، جنباً إلى جنب مع اليونيسيف، الشريك الأساسي للتوصيل، وافق في آذار الماضي على جرعات اللقاح التي سيتمّ تخصيصها للأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم، والذين لا يمكنهم الحصول على اللقاحات المنقذة للحياة.
سوف يتمّ توجبه 5٪ من الجرعات المخصّصة لـمرفق “كوفاكس” للفئات الأشد ضعفاً، بما في ذلك النازحون، وسيتمّ إعطاء الجرعات من قبل المنظمات غير الحكومية مثل منظمة أطباء بلا حدود.
يقدّر مرفق “كوفاكس” أنه يمكن لـ 33 مليون شخص الحصول على جرعات، لكن من غير الواضح ما إذا كان 13 مليون نازح آخرين ممن أحصتهم منظمة الصحة العالمية سيتمكنون من الحصول على اللقاحات.
ومؤخراً دعت وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى توفير جرعات اللقاح المضاد لكوفيد-19 للنازحين، محذرةً من أن الحماية الكاملة للصحة العامة للمجتمع العالمي تعني “حماية اللاجئين”. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: “للتغلب بشكل أقوى على الوباء، لابد من ضمان الوصول العادل والمتساوي للقاحات للجميع، بما في ذلك النازحون”.
وقالت نادية هاردمان، الباحثة في “هيومن رايتس ووتش” لصحيفة الغارديان: “تعلّمنا منذ بداية انتشار الوباء، أن لا أحد في مأمن حتى يصبح الجميع آمنين، وهذا هو الحال تماماً بالنسبة لبرامج التطعيم”.